بعد أن شكلت لعبة الـ"​بوكيمون غو​" ظاهرة في عالم التطبيقات وألعاب ​الهواتف الذكية​ بسبب سرعة انتشارها والارباح الخيالية التي أنتجتها (كما يصفها مطلقوها)، ها هي اللعبة تحتضر وبدأت بخسارة عدد كبير من مستخدميها.

ومنذ طرحها على مستخدمي الهواتف الذكية في تموز الماضي، اجتذبت هذه اللعبة محبي الألعاب في شتى أرجاء العالم من الساعين إلى تعقب شخصيات اللعبة والإمساك بها، كما اجتذبت "الفضوليين" الذي أحبوا استكشاف هذه "المؤامرة" كما اعتبرها البعض.

لكن الوضع الآن وبعد شهر من طرحها يشير إلى تراجع شعبيتها، بحسب تحليل بيانات، نشرته "Axiom Capital Management"، خصوصا في معظم آسيا وأمريكا اللاتينية وفرنسا.

ووفق أرقام أكسيوم، فقدت بوكيمون غو ما يزيد على 10 ملايين من مستخدميها الدائمين يوميا في شهر واحد، وأدى هذا التقرير إلى تراجع أرباح الشركة المشغلة للعبة بنسبة 3%.

في لبنان، ورغم عدم وصول أعداد المشتركين في اللعبة إلى نسب عالية، إلا أن عدد مستخدمي هذه اللعبة انخفض إلى ما يقارب النصف. ووفق ما أعلن رئيس مجلس إدارة ألفا المهندس ​مروان حايك​، فإن "عدد مستعملي تطبيق Pokemon على شبكة شركة ألفا انخفض من 24 ألف مستخدم في شهر تموز إلى 17 ألف مستخدم في شهر آب."

فلماذا هذا التراجع الكبير، ولماذا تخلى الناس عنها بهذه السرعة؟

توضح ريتا، 25 عاماً، أنها انجذبت إلى اللعبة عند انطلاقتها بسبب حبّها للبوكيمون وتعلقها بهذه الكائنات منذ صغرها، فأرادت تجربة هذا الشعور الذي لطالما حلمت به عندما كانت طفلة، لكنها تلفت إلى أنّها، ومع مرور الوقت، شعرت بالملل منها خصوصا بسبب ضغط العمل والحياة الاجتماعية، فابتعدت عنها.

وتصف ريتا تجربتها باللعبة بأنها "كانت جميلة"، وتقول: "أرجعتني الى ذكريات الطفولة لكن مخترع هذه اللعبة لم يبحث عن ديمومتها، فما معنى أن أبقى طيلة النهار أبحث عن البوكيمونات؟" وتردف: "وبعدين شو بيصير؟"

"زهقتني"، هكذا يصف عباس ابن الـ18 عاماً تجربته مع هذه اللعبة التي لعبها لمدة اسبوع واحد فقط، لافتاً إلى أن "لا معنى حقيقيًا لها والسبب الرئيس في تحميلها هي الدعاية التي مورست على مواقع التواصل الاجتماعي"، والتي أثارت فضوله، مؤكداً أنّه لن يعود الى "هذا النوع من الألعاب التي تضيع الوقت دون معنى حقيقي".

ويضيف عباس: "في لبنان لا يمكن لألعاب مرتبطة بالانترنت أن تدوم، فتخيل أن تكون قد اقتربت من البوكيمون لالتقاطه وفجأن يضعف ارسال الانترنت عن هاتفك، فكم هو عدد الشتائم التي ستتلفظ بها غضباً؟" ويتابع على الطريقة اللبنانية: "مش مصلحة".

في سياق آخر، يلفت عيسى ابن الـ 35 عاماً إلى أنّه كان يتوقع هذا الهبوط السريع في عدد اللاعبين رغم عدم انخراطه في اللعبة، "لكن هذا الارتفاع السريع في عدد اللاعبين من البديهي ان يتبعه هبوط، خصوصاً وأن أصل اللعبة فارغ ولا معنى له لا من ناحية تنشيط الذاكرة ولا من ناحية تطوير مهارات بل هي مضيعة للوقت فقط".

بدأت نهاية "أسطورة" البوكيمون غو التي لم تدم طويلاً عالمياً ومحلياً. وبعد الارتفاع الجنوني في عدد اللاعبين، عادت هذه اللعبة لتكون تطبيقاً عادياً بعد أن ظن مطلقوها أنها الكنز الذي سيسحبهم من الأزمة المالية التي يعيشونها.