جريمة تاريخية، تدمر الكيان اللبناني، تزهق نفوس المواطنين، فيأتي السؤال، من سيقاضي هذا الإجرام؟

من الذي يعيد إلينا لبنان، ويعيد إلينا العزة والكرامة؟

من الذي يفرضنا حضوراً ووجوداً قوياً؟

الفراغ في رئاسة الجمهورية، لا يعني الفراغ في كل الجهات السياسية، وهو لا يعني أن نرى لبنان ينهار أمام أعيننا ولا نحرك ساكناً أو ننتظر الحوارات والإجتماعات، والتأويلات...

وأنتم أيها النواب، المسؤولية تقع على عاتقكم، أنتم عليكم أن تبذلوا جهودكم من أجل لبنان...

ألستم في أماكنكم تمسكون بزمام الأمور وتبحثون وتحاورون؟ ماذا تنتظرون حتى تأتوا بالحلول؟ أم أنكم تنعمون بالإكتفاء مدى الحياة، فلا داعي أن تبذلوا جهودكم، فكل أساليب الراحة مؤمنة لكم، المرافقون يحرسونكم ويحيطون بكم من كل جانب، مع العلم أن لا أحد يسعى لإغتيالكم، لأن وجودكم وعدمكم سواء، لا يؤخر ولا يقدم في الشأن العام شيئاً، بل بالأحرى وجودكم متمسكين بمناصبكم يدهور الأوضاع؟

حافظوا على الكيان اللبناني قبل أن تفقدوه...

الإعتراف بالخطأ فضيلة، فإن كُنتُم لا تستطيعون تحمل هذه المسؤولية، عليكم أن تنحوا جانباً، فهناك المنزهون الذين يخافون على مصلحة الوطن، هناك من هو قادر على تحمل المسؤولية من أجل الوطن والمواطنين...

أنتم المسؤولون عن تدمير لبنان وتاريخ لبنان وتراث لبنان، بما أنكم فشلتم في الحفاظ على السيادة وإدارة البلاد، وبالتالي إن بقاءكم في مناصبكم المزيفة، وإصراركم على تدمير هذا الوطن، هو تدمير للإنسانية...

كفى تضييقاً على المواطنين وسلبًا لحريتهم، إن كُنتُم تعتقدون أن لبنان ما زالت تنبض به روح الوطنية بسبب وجودكم، أو أن الحياة مستمرة لأنكم تتحملون كافة المسؤوليات المفترضة على عاتقكم، فلا وألف لا، لستم أنتم أبداً...

حتماً إنه الشعب الذي يضحي ويعاني ويتحمل ويصبر من أجل لبنان...

اعلموا أيها النواب، إنّ الحياة في لبنان مستمرة لأن ما زال هناك منزهين وشرفاء وعمال يجتهدون، ويضحون، ويكافحون، ويذوقون مر وصعوبات الحياة ويمارسون أعمالهم، رغماً عن الظروف القاسية...

لبنان قائم على محبة ابنائه وتعاونهم، لبنان قائم على النفوس الطيبة، وعلى ميزة العيش المشترك وعلى ترات اجداده... لبنان حتماً ليس قائمًا عليكم...

قوموا بواجبكم وانتخبوا رئيساً... اعملوا عَلى دفع لبنان إلى الأمام...

في هذه الظروف الراهنة يولد الخوف...

فإن أردنا ان نردع الخوف فما علينا إلا أن نقف في وجهه بثبات وحزم، لأن الخوف كالحيوان المفترس، إذا هاجمنا هذا الحيوان وهربنا من وجهه يلحق بِنَا، لكن اذا وقفنا بوجهه يقف منتظراً الفرصة للإنقضاض علينا...

واليوم جميع السياسيين في لبنان يعرفون السبب والمسبب، وإنما قد يصعب عليهم المواجهة وإيجاد الحلول، فتتكاثر التجاوزات والمواطن دائماً يدفع الثمن...

أما آن الآوان لكل المواقع السياسية، والحزبية، والإجتماعية، في عالمنا أن تقول الحق؟

أما آن الأوان أن تقفوا بشجاعة وبدون أي حساب وتتركوا هذا الشعب يعمل ما يريد؟

لماذا عليه أن يبقى مختبئًا ويجامل؟

حافظوا على الكيان اللبناني قبل ان تفقدوه!