لا تزال قضية ​النزوح السوري​ تتشعّب فصولاً في مختلف المناطق اللبنانية، ومنها مناطق الجنوب، خصوصًا بعدما ضبطت الأجهزة الأمنية اللبنانية في وقتٍ سابق دراجات نارية مسروقة بحوزة بعضها، وأخرى اشتراها السوريّون للتنقل فيما بين تجمّعاتهم ومخيّماتهم لا سيما على الأراضي الجنوبية من صيدا إلى العاقبية، وصولاً إلى حاصبيا وشبعا، ومروراً بالنبطية وإقليم التفاح.

وفي هذا السياق، برزت مؤخراً في الجنوب حملات تفتيش التجمعات السورية وتوقيف من لا يملك أوراقاً ثبوتية أو انتهت أوراقه، كما برزت الإجراءات التي اتخذتها القوى الأمنية لسدّ المنافذ بين لبنان وسوريا في منطقة شبعا، منعاً لدخول سوريين جدد في ضوء المعارك الدائرة في حظر وسعسع وجباتة الخشب وبيت جن والقنيطرة، علمًا أنّ الجيش شدّد من تدابيره وإجراءاته في تلال شبعا وحاصبيا.

وبحسب مصدر مواكب للنزوح السوري في النبطية، فإنّ الجيش صادر من تجمع النازحين في العاقبية 100 دراجة، ومن مخيمهم في مرج الخوخ 150 أخرى، ومن تجمعات يقطنونها في زفتا والنميرية والدوير وكفروة أكثر من مئة دراجة، ورغم ذلك يصرّ النازحون على اقتناء الدراجات تسهيلاً لتنقلاتهم بين تجمعاتهم السكنية.

وأبلغ المصدر "النشرة" أنّه في محافظة النبطية لا يوجد سوى مخيم واحد يجمع النازحين، وهو في مرج الخوخ في بلاط في مرجعيون، مع وجود تجمّعات أخرى تكبر بكبر النزوح في العديد من المناطق الأخرى، ولكنّ العين الأمنية تبقى ساهرة لمنع تحوّلها لمخيمات.

وفيما أقرّ المصدر بأنّ بعض النازحين تحوّلوا لـ"قنبلة موقوتة"، إلا أنّه أكّد أنّ الأمور لم تخرج عن السيطرة في الجنوب، لافتاً إلى أنّهم جميعاً مراقَبون، وقد تمكّنت مخابرات الجيش في النبطية مؤخراً من توقيف سوريين كانا يتواصلان مع إرهابيين خارج الأراضي اللبنانية.

وفي حين لفت المصدر إلى تداعيات اجتماعية ولّدها النزوح السوري أيضاً، حيث بات العديد منهم يُستخدَمون في الأعمال الخاصة، أشار إلى أنّهم تسبّبوا كذلك بأزمات اقتصادية واجتماعية ضاغطة على شبكات الكهرباء والمياه وتكاثر النفايات وغيرها.

من جهته، كشف رئيس اتحاد الجمعيات الاغاثية كامل كزبر، في حديث لـ"النشرة"، أن لا مخيمات للنازحين السوريين في صيدا، ولكن هناك تجمّعات سكنية لهم على الشكل التالي: الأوزاعي (190 عائلة)، مجمع العلايلي (55 عائلة)، تجمع الايمان (30 عائلة)، عبرا (25 عائلة)، النداف (28 عائلة)، الامام علي (20 عائلة)، وزاروب النجاصة (11 عائلة). ولفت إلى أنّ تجمع الجمعيات الاغاثية يشرف عليهم، وهو مكلَّف من البلدية بمتابعة أمورهم، علماً أنّ التنسيق كامل بينه وبين القوى الامنية، نافياً حدوث أيّ ضربة كفّ في تلك التجمعات.