ألقاب كثيرة أطلقت على العذراء مريم تكريمًا لها ودلالةً على أهمّيتها لدى الله والناس على حدّ سواء.

ولكن يبقى مناداة العذراء بـ"أمنا"، الأكثر تأثيرًا والأكثر شمولية لرسالتها الالهية. فالاعتراف بأمومة العذراء مريم لنا، هو اعترافٌ أيضًا بأنّها أم الله وبأننا أبناء لله.

ميزة أخرى تحملها كلمة "أمنا" وفيها خلاصة الحياة والمحبة والمشاركة مع الخالق في الخلق. وإذا شاء بعض الامهات اعطاء صورة مغايرة أو تعديل مفهوم الامومة عبر أفعال وممارسات وقرارات بعيدة عن الانسانية، فإنّ "أمّنا" في المقابل تبقى وفية أبدًا للمفهوم الحقيقي للامومة، وهذا ما يترك في نفوسنا راحة وأمانًا وسلامًا لأنّ العذراء مريم غرفت من نبع المحبة الذي لا ينضب ولا يتلوث.

"أمّنا" مريم لن تتركنا حتى لو تركناها، ولن تيأس من مرافقتنا على طريق الله حتى لو ضللنا الطريق، ومهما كبرنا في العمر البشري سنبقى في نظرها أطفالاً يدعونا الله لنأتي اليه.