رأى وزير الخارجية السابق فارس بويز، ان قرار "التيار الوطني الحر" باللجوء الى الشارع، قرار خطير قد يلقي جملة من ردود الفعل المضادة، خصوصا ان العديد من الفرقاء اللبنانيين يعتبرون انفسهم مظلومين وقلقين على مصيرهم وصلاحياتهم في المعادلة السياسية اللبنانية، متسائلا: "ماذا لو قرر تيار المستقبل او لو قررت حركة امل على سبيل المثال لا الحصر، النزول الى الشارع تحت عناوين مختلفة منها سياسية وامنية وتشريعية، بالتزامن مع وجود التيار العوني فيه، فهل سيبقى الشارع بمنأى عن الفوضى؟ ام انه سيتحول الى ساح مواجهات شعبية نعلم كيف واين تبدأ ولا نعلم كيف واين تنتهي؟"

ولفت بويز، في تصريح لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى ان "الاسباب التي من اجلها يدعو التيار الوطني الحر جمهوره للنزول الى الشارع، غير موجبة ولا تبرر اخذ البلاد الى اماكن محفوفة بالمخاطر، فاذا كان السبب هو ممنع التمديد لقائد الجيش فإن الجميع يعلم انه ان لم يتم التوافق بين الوزراء على قائد جديد سيكون التمديد لقهوجي حتميا حرصا على امن البلاد ومنعا لوقوع المؤسسة العسكرية في الفراغ على مستوى القيادة، اما اذا كان السبب هو حماية حقوق المسيحيين، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو "اذا تغير اليوم في موضوع الحقوق ولماذا لم يبادر سابقا التيار الوطني الحر الى الاعتراض على سلب الحقوق او على انتهاك الميثاقية؟"، خصوصا انه كان موجود بقوة في السلطة وتمكن مرات عديدة بفعل قوته وحضوره السياسي، تأخير تأليف الحكومات".

وأشار إلى أنه "على ما يبدو ان الهدف من النزول الى الشارع هو الضغط على الوسط السياسي لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، علما ان هنا عددا من الفرقاء لا يريدون العماد عون على رأس الدولة ولا يؤمنون بدوره كرئيس للجمهورية اللبنانية، معتبرا من جهة ثانية ان الاكثرية المسيحية لا تكفي لانتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، بدليل ان كلا من الرئيس ميقاتي وسلام لا يمثل الاكثرية السنية وترأس الحكومة بتسوية وطنية"، متسائلا: "ماذا لو قامت الاكثرية الشيعية لتطالب بانتخاب السيد نصر الله رئيسا لمجلس النواب، فهل كان سيرضى به الفرقاء الآخرون؟"، مؤكداً أن هناك سبيلين لا ثالث لهما على العماد عون أن يسلك احدهما للوصول الى رئاسة الجمهورية، اما ان يخوض معرك الرئاسة ديموقراطيا في مجلس النواب، واما ان ينتخب بتسوية وطنية على غرار التسويات الرئاسية السابقة.

واعتبر ان "السياسة ليست فن الانتحار، فاللجوء الى الشارع اشبه بلعبة الروليت الروسية، اي "اما قاتل واما مقتول"، فالعماد عون لن يستطيع ان يكون قاتلا ولا نريد له ان يكون مقتولا، فكفى مغامرة ومقامرة بحقوق المسيحيين، لان ما نطالب بتصحيحه كنا السبب في الوصول اليه في مرحلة معينة"، محذرا بالتالي من "استعمال سلاح الشارع لان عدم القدرة على الانتصار به سيشكل كارثة حقيقية على لبنان والتوازن الطائفي والمسيحيين بشكل عام وعلى التيار الوطني الحر بشكل خاص.