تستعيد مصادر سياسية بارزة في 8 آذار مقولة حسني البورظان لغوار الطوشة الشهيرة في مسلسل صح النوم السوري :" اذا اردت ان تعرف ماذا يحصل في البرازيل عليك ان تعرف ماذا يحصل في ايطاليا". وذلك للتدليل على كمية المعلومات التي تضخ منذ ايام وقبل ساعات من موعد الجلسة الرئاسية الـ45 التي ستكون مثل نظيراتها بلا نصاب وبلا رئيس منذ عامين ونصف العام.

وتؤكد المصادر انها ليست متشائمة ولا تحبط تفاؤل المتفائلين، لكن دوائر صنع القرار في 8 آذار، ليس لديها علم عما يسرب ويقال وينشر ويتداول به اهل السياسة والاعلام عن قرب اعلان الرئيس سعد الحريري تبنيه ترشيح النائب العماد ميشال عون للرئاسة الاولى ومن ضمن سلة متكاملة. وتقول ماذا تغير ليتغير المشهد؟ وما الذي استجد عند الحريري الذي نفى وجماعته منذ ايام ايضاً الاجواء، التي سربتها احدى الصحف الخليجية عن نادر الحريري وتصب في هذا الاطار؟

وتشير المصادر الى ان ليس لديها علم بوجود ساحرة او ساحر اتى الى لبنان وحمل معه الفانوس السحري، لتكون جلسة الاربعاء جلسة كاملة المواصفات والاوصاف وتحمل "الحلم البرتقالي" الى بعبدا و"الانقاذ الازرق" الى السراي. نحن نأمل ونتمنى ونعمل لاجل هذه النتيجة السعيدة. ولكن للاسف كل ما يجري في المنطقة وخصوصاً في لبنان بات مرتبطاً عضوياً وعملياً بما يجري في سورية، واليوم وللاسف ايضاً مرتبط بالتطورات الاميركية الداخلية وبالرئاسة الاميركية الجديدة.

ماذا يعني نسف كل هذا المعطيات التفاؤلية؟ وهل نحن متجهون الى انفجار في الحكومة والشارع؟ وهل يتجه التيار الى تفجير صاعق الشارع؟ تشير هذه المصادر الى ان كل هذه التساؤلات مشروعة والقلق حق كل لبناني مسؤول ويريد مصلحة بلده. ولكن ما نعرفه ان لا نية لأحد بان يفرط باستقرار لبنان السياسي، على غرار عدم السماح بالاستقرار الامني الواضح. وعملية عين الحلوة الاخيرة دليل على الثبات على المظلة الامنية برعاية شبه كاملة داخلية واقليمية ودولية. فالاستقرار السياسي يتوفر اليوم عبر سعي رئيس الحكومة تمام سلام الى عدم تفجير الاوضاع، فلم يوقع مراسيم الجلسة التي غاب عنها وزراء التيار الوطني الحر، ولم يدع الى جلسة جديدة، ولم يستفز احدًا بأي موقف او تصرف من شأنه ان يحرج ويخرج اي مكون حكومي، غير وزير الكتائب الذي اراد حزبه تسجيل نقاط في مرمى التيار والحكومة، فخسر في السراي وفي خيم برج حمود.

وسلام لا يتصرف وحده لحماية الاستقرار، فمعه الحريري والنائب جنبلاط والرئيس بري وحزب الله. كلهم يسعون الى بقاء الحكومة والعودة الى الحوار وتثبيت الاستقرار وتصريف الاعمال بأقل اضرار ممكنة حتى انجلاء المشهد. ويبدو ووفق المصادر أن التسليم اللبناني بات ايضاً بأن الحلول لن تكون قريبة ولن تكون صناعة لبنانية.

في المقابل لن تأتي ساحرة ايضاً لتجتمع الحكومة قبل منتصف ليل 29 ايلول تاريخ تسريح العماد قهوجي. ولن تحصل معجزة تعيين فنحن متجهون الى تمديد ثالث لقهوجي. بينما سيؤجل التيار الوطني الحر تحركه المقرر "نظرياً" في 29 الجاري، وتعتقد المصادر انه سيؤجل الى 13 تشرين الاول وهو تحرك روتيني وسنوي للتيار. وبذلك يفسح الاصلاح والتغيير المجال امام سعاة الخير للحلحلة فلا مصلحة ولا نية لاحد بتفجير الاوضاع وحتى عون وحزبه لن يربحا من الشارع ولن يربحا الحكومة ولا الرئاسة.

وحسب معلومات المصادر و"تقديرها" الشخصي ان التيار لم يحضر جدياً للنزول الى الشارع بعد ايام. ولم نبلّغ او نشعر فعلاً بتحضيرات ميدانية للقيام بتحرك واسع، كما لم يعمم التيار على حلفائه ومناصريه تفاصيل عن التحرك وهذا امر طبيعي لان يكون التحرك ناجحاً.

وفي المحصلة تستنتج المصادر ان لا تحركات في الشارع قبل 13 تشرين الاول. ولا جلسة حكومية قبل التوصل الى حلول ولا مصلحة لاحد بتفجير الاوضاع السياسية والامنية واما الرئاسة فعلى حالها تأجيل يتلوه تأجيل.