استنكر الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، واصفاً إياه بالشهيد القومي العربي المفكّر، مستهجناً اغتياله بهذه الطريقة وفي قلب عمّان وأمام قصر العدل، مشدّداً على أنّه بريء من التهم الموجّهة إليه.

وفي حديث إلى تلفزيون "روسيا اليوم" ضمن برنامج "اسأل أكثر" أداره الإعلامي محمد بن علي، لفت أبو فاضل إلى أنّ الحكم بحق حتر كان يفترض أن يكون حكم براءة، باعتبار أنّه لم يرسم الصورة التي تمّت ملاحقته بسببها ولم يخترعها ولم يؤلفها، بل كانت موجودة ووضعها على صفحته على موقع "فايسبوك" ثمّ حذفها واعتذر لأنّه كان يقصد الدواعش والإسلام التكفيري والإرهابيين، وهو لا يقصد أبداً أيّ إسلام عادي أو أيّ شخصية معتدلة تفكّر بعقلها ولا تفكّر كما يفكّر الدواعش بين رجليهم.

جريمة إرهابية

وإذ رأى أبو فاضل أننا أمام جريمة إرهابية في دولة القانون، اعتبر أنّ الذي حصل أنّ الدولة الأردنية ووزير الداخلية ورئيس الحكومة هم الذين حرّضوا بدايةً وكبّروا المشكلة إلى أن وصل الأمر إلى أن يحلّ أيّ شخص دم الشهيد ناهض حتر.

وفيما أكّد أبو فاضل أنّه يعتزّ بالأردن الشقيق وبأهله، لفت إلى أنّ الأردن كان ضدّ سياسة ناهض حتر، ولذلك تُرك الحبل على غاربه فاغتيل ناهض حتر على درج قصر العدل حيث ذهب ليستمع إلى حكم العدالة، وهو بريء من إهانة أي شخصية.

وقال أبو فاضل أنّه يدافع عن حتر ليس لأنه كان صديقه، بل لأنه قيمة فكرية قومية عربية، كما أنّ الذي حصل جريمة ارهابية كاملة الأوصاف.

إعدام سياسي وإنساني

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ ما حصل هو إعدام سياسي وإنساني بحق الرأي الحرّ في الأردن، وقال: "أنا لا أتكلم طائفياً أو مذهبياً، ولكن هناك فريق في الأردن يحق له ما لا يحق لغيره، بواسطة تحريضه وبواسطة إعلامه".

واعتبر أبو فاضل أنّ ناهض حتر أعدِم لأنه وقف إلى جانب الخط الممانع والمقاوم من القدس التي حمل قضيتها إلى لبنان إلى شباب حزب الله والمقاومة إلى سوريا الرئيس بشار الأسد حتى موسكو، لافتاً إلى أنّه قريب جداً من كلّ هذه المحاور وهو صديق و هو دافع عن هذه القضايا العربية والقومية.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ ناهض حتر مع تحفظه على الرئيس عبد الفتاح السيسي كان يؤيد مصر وجيش مصر، وهو عكس داعش بطبيعة الحال، وشدّد على أنّه شخصية عربية قومية لا يفكر بالاديان، ويعرف الجميع أنّه ليس ملتزماً دينياً، وهو لم يكن يريد أن يتلوع مرة اخرى كما تلوع عام 1998 وهجر من الأردن.

تُرك للوحوش الشريرة

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ وضع المسيحيين في الأردن مقبول، مشيراً إلى أنّه لا يمكن أن يضع الملك الأردني عبد الله موضع الشك ولا أن يتعرض له، ولكنّه في المقابل حمّل الحكومة الأردنية مسؤولية في جريمة اغتيال الصحافي ناهض حتر.

وأوضح أبو فاضل أنّ شقيق حتر كان قد ذهب إلى وزير الداخلية وقال له أنّ شقيقه مهدّد، إلا أنّ الوزير قال له أنّ عليه أن يحمي نفسه بنفسه بعد خروجه من السجن، "وهذه جريمة حكومة الأردن، إذ لا يمكن أن يُترَك شخص مثل هذا".

واعتبر أبو فاضل أنّ السبب في ذلك هو "لان ناهض حتر مسيحي فقير ليس لديه مفتٍ يقف في الجامع ويخطب ويطالب بحمايته"، معرباً عن أسفه لأنه "تُرك ناهض حتر للوحوش الشريرة لتعدمه في ساحة قصر العدل وسط عمان".

السعودية تصدّر النفط والإرهاب

ورداً على سؤال آخر، اعتبر أبو فاضل أنّه كان باستطاعة الأردن بعد حرق الضابط الشهيد معاذ الكساسبة أن يرتدّ إلى الداخل وأن يضرب بيد من حديد الإرهابيين والتكفيريين والدواعش، لكنّه يومها اكتفى بالطلعات الجوية واعتبر أنّ حقه وصل له إلى ما هنالك.

ورأى أبو فاضل أنّ المملكة الأردنية لديها التزامات في السعودية، والسعودية اليوم تصدّر النفط وتصدّر الإرهاب، في إشارة إلى الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين، الذين وصفهم بالإخوان المستسلمين، معتبراً أنّ من نفذ جريمة اغتيال الحتر هو إسرائيلي، نظراً لما كان يقوله الشهيد ناهض حتر ضدّ الإسرائيلي والصهيوني، ووقوفه إلى جانب دمشق والرئيس السوري بشار الأسد، وإلى جانب الدول العربية ومن بينها سوريا، فضلاً عن دولته الأردن التي كان يحبّ.

واعتبر أبو فاضل أنّ ناهض حتر دفع ثمن كل ذلك، محمّلاً مسؤولية ذلك لعملاء إسرائيل من جماعة القاعدة وجبهة النصرة وداعش إلى ما هنالك، وأكد أنّه يخالف الرأي القائل بأنّ من نفذ جريمة اغتيال حتر ليس لديه انتماء، واصفاً إياه بالشويخ، متسائلاً كيف يقدم إمام جامع على قتل رجل ورب عائلة.

الأردن أمام اختبار كبير

ورأى أبو فاضل أنّ الأردن أمام اختبار كبير اليوم، إذ عليه أن يعود إلى الانفتاح على محيطه كما كان قبل عشر سنوات، مشدّداً على أنه لا يمكن للأردن أن يعيش بعيداً عن سوريا وبعيداً عن لبنان وعن مصر، وأن يكون في الحضن الخليجي فقط وتحديداً في الحضن السعودي. وقال: "صحيح أنّ الأردن لا يملك الأموال، ولكنّ الأردن بلد غنيّ بالآثار والسياحة".

وشدّد أبو فاضل على وجوب أن ينظّف الأردن من الداخل هؤلاء التكفييريين والإرهابيين، لأنّهم سيكونون وبالاً عليه وسيرتدّون على الداخل الأردني وليس على الداخل السوري وليس على الداخل اللبناني وليس على الداخل الإسرائيلي.

لإعدام قاتل حتر

ورأى أبو فاضل أنّ الأردن كان يجب أن يتحرك من قبل وأن لا يعادي سوريا بهذا الشكل، وأن لا يعادي الخط المقاوم والممانع، مشدّداً على أنه لا يوجد هلال شيعي كما يروّج البعض، وقال: "إما الأردن يستعيد أنفاسه، وإما ستتدهور صحّته، وهذا ما لا نريده".

وطالب أبو فاضل ختاماً السلطات في الأردن والشعب الأردني والملك عبد الله بإعدام الذي أعدم المفكّر القومي العربي ناهض حتر، مشيراً إلى أنه لا يمكن القبول بأقلّ من ذلك.