ناهض حتر​ المقاوم الجدلي، الرجل الثابت على المبادئ، الملتزم قضية فلسطين ومقارعة مصائب النيوليبرالي المتزاوجة مع ظلامية التكفير ورعب نتائجها المهولة، العارف أبداً أن قصر القيد والخروج من هذه المتاهات المتعددة، لا يمكن أن يكون إلا بالوعي والإستيقاظ والإدراك بأن المقاومة هي السبيل، وأن كل دروبها تؤدي إلى فلسطين.

ناهض حتر السياسي المنحاز لأمته ولناسه، حينما تلتقيه محاوراً وجليساً، تدرك هذا الدفق والشعلة التي لا تهدأ والصلابة التي لا تستكين والأمل الذي يتقد في منعطفات الحروف وسكنات اليدين بعد حركاتها، وفي العينين التي تخبرك أن في وميضها إصراراً على الانتصار، وأن لا مكان للخوف أو التراجع، بل للنظر إلى المستقبل أبداً والمستقبل مستقبلنا نحن وليس الطغاة ولا التكفيريين.

ناهض حتر العروبي العلماني صاحب التجربة الفكرية الكبيرة، الأنيس في مجالسه والمنفتح في نقاشه والواسع في معرفته، تستأنس أن تختلف معه في فكرة أو مقاربة أو تقييم، وأن تجادل بعمق بكل شيء، وأن تكون على خلاف في شأن معه، لكن كل ذلك من موقع القضية الواحدة، والشراكة الواسعة على إمتداد هذا العالم العربي والإسلامي وقضاياه.

ناهض حتر الجريء الذي لم تهزمه الإخفاقات بل زادته وعياً، فلم يركن إلى قصور المال طلباً لدعة وراحة شخصية، ولم يبتلع ماضيه ويدين ثوريته ويسبّح بحمد النفط وينبهر بديموقراطية الكيان الغاصب، ولم يصبح على يمين الرجعية يبرر سقطاتها ويجمّل مجازرها ويلعن من يواجهها وينعته بالخيانة...

بل كان العلامة المضيئة التي تدين كل هؤلاء وتظهر مدى انحطاطهم وذل واقعهم وغربة خطابهم عن الواقع، فحركته المستمرة وفعله المستمر وطاقته الهائلة واندفاعه كثوري أصيل إلتزم الطريق أرّقتهم ونغّصت عليهم موات الضمير...

ناهض حتر أن ترديك يدٌ من الأيادي التي صادرت الدين واحتكرت النطق بإسم الله، فقد أردت هذه الأيدي بوجوهها المختلفة ومشاربها المتعددة ومسمياتها السلطانية فلسطين وكل نكباتنا العربية والإسلامية. كل هذا القتل والذبح، الله والاوطان والشرفاء والمسلمون والمسيحيون منه براء.

ناهض حتر الإنسان يا نظيري في الخلق، دمك أقوى من جهالتهم وتكفيرهم، وعلى ما قالت ابنتي عندما رأت ما جرى: انها نهاية رجل شجاع.

* قيادي في حزب الله