لا يجوز ان تتعرض مبادرة الرئيس ​سعد الحريري​ لأي نكسة يحتمل أن تواجهها، كما لا يجوز ألاّ تتغلّب على أي عائق ومطب قد يقفان في طريقها.

إنها مبادرة وطنية بامتياز.

صحيح إنّ هناك دوافع قد تكون ذات طابع شخصي... وهذا أضعف الإيمان. فالناس بشر وليسوا ملائكة. ولكن هذه المبادرة في الظرف الموضوعي القائم، تكاد تكون بمثابة المياه التي تنهمر على الأرض العطشى التي ضربها الجفاف.

والحال السياسية في لبنان عطشى وجافة، وهي في حاجة ماسة الى جرعة ماء عزّ وجودها، فتقاطعت ظروف ومعطيات وتقارير عديدة أدت الى أخذ سعد الحريري بزمام هذه المبادرة التي يأمل اللبنانيون أن تصل الى خواتيهما بأمان وسلام.

لقد بدا الوضع اللبناني في ذروة التأزم... وبدت الأبواب مغلقة من دون الحلول، وبدت الطرقات مسدودة، فالفراغ مستوطن في الموقع الأول، والتعطيل شعار أثير في الموقع الثاني (في مجلس النواب). أما الحكومة فوجودها وعدم وجودها سيّان، ناهيك بما أغدق عليها رئيسها من «أوصاف» يُستغرب، بعدها، أن يكون وزراء لايزالون فيها!

في هكذا حال مطلوب من اللبناني أن يتابع حياته «الطبيعية». مطلوب منه أن ينتج، أن يعلّم ويتعلّم، أن يواجه تكاليف الحياة. أن يتغلب على الأزمة الإقتصادية. أن يسد الثغرة (بل الهاوية) السياحية. أن ينسى أو يتناسى الحمّال الإرهابي الرابض على الكتف البقاعية. أن يواكب العصر في المجالات كافة حيث التطور العلمي والتكنولوجي قد بلغ أعالي الفضاء، بينما نحن لا نزال في إدارة تراجعت عما كانت عليه أيام «العثملي» (...).

وكان لابد من حجر يُلقى في هذا المستنقع الآسن، فيخضه، لتنطلق منه دوائر نحو الحلول، بدءاً بالدائرة المحورية التي هي إنتخابات رئاسة الجمهورية.

... وجاءت المبادرة من سعد الحريري. ونكرّر: مهما كانت خلفياتها (إذا كانت لها خلفيات) فنحن ننظر اليها على أساس أنها محاولة لكسر الجدار الصفيق الذي يشكل حاجزاً يحول دون التغلب على المشكلات والصعوبات التي تواجه هذا الوطن اللبناني المغلوب على أمره والذي تنيخ عليه بأثقالها قضايا كبرى أيضاً مثال النزوح السوري المستحدث واللجوء الفلسطيني المزمن...

إن من يقف في وجه مبادرة سعد الحريري، أو يقيم في وجهها العراقيل (مهما كانت الإدعاءات والحجج والذرائع) فإنه يكون يرتكب جريمة في حق هذا الوطن وهذا الشعب اللبناني الصابر الصامد الذي يتحمل ما لا يمكن تحمله.

إنها مبادرة، يجب أن تبلغ مداها. ويجب أن تتكلل بانتخاب رئيس للجمهورية، وفي أقرب وقت...

... وإلا فلبنان الى المجهول.