تليق الشهادة بناهض حتر، ناهض المسيحي يدافع عن الإسلام الأصيل النقي.

وناهض العلماني يدافع عن القيم الإيمانية البعيدة عن استغلال المال والسلطة وتجار الدين.

وناهض الأردني يدافع عن فلسطين وسورية والعراق في وجه المستعمرين الجدد الذين يريدون رسم خرائط الجغرافيا ومصائر أهل المنطقة على أهواء مصالحهم.

وناهض الإنسان يدافع عن المقاومة اللبنانية لأنها تمثل الحق والخلاص والأمل في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يمثل الظلام والعنصرية والشر المطلق.

وناهض العروبي يدافع عن إيران الخميني والخامنئي متجاوزاً الحساسيات التاريخية التي صنعها أذيال أميركا وأعراب الخليج.

وناهض المشرقي يدافع عن التنوّع الديني والثقافي في وجه أبالسة آل سعود ومحمد بن عبد الوهاب الذين أمعنوا خراباً وفساداً تحت راية التكفير.

في هذه الأراضي العربية البائسة تقول لنا الوهابية التي يمثلها قاتل ناهض إن لا حرية فكرية ولا تنوّع دينياً أو ثقافياً، فالكلّ يجب أن يتقولب في قالب الوهابية ومن أراد الخروج فعليه أن يواجه مصير الموت.

لكن الموت أولى من السكوت على هذه المفاسد والانتهاكات والمخالفات والخطايا التي تريد لكلّ إنسان أن يكون مجرداً من الحرية والفكر. الموت في وسط الميدان في مواجهة آلة التكفير شرف وعزة وحياة.

إنّ صون الوجود لكلّ فرد أو جماعة لا يعني الوجود الفيزيائي بل صون الكرامة وحرية الإيمان والمعتقد وحرية التعبير.

والإسلام جاء ليحمي حرية الإنسان ودعا إلى الحوار والمجادلة بالتي هي أحسن ولم يفرض تصوراته وأطروحاته بالقوة والعنف والإكراه على الآخرين.

فما معنى الإيمان إنْ كان قائماً على القَسْر، ونحن نعلم أنّ أيّ عبادة لا تُقبل إلا بنية خالصة. بمعنى آخر أنّ الإخلاص هو فرع الحرية والاختيار والقناعة.

ولا شك في أنّ ما تحاوله الوهابية هو شيء يخالف منطق الإسلام وروحه ومنهجه. شيء يُراد لنا أن نخضع له جميعاً، ولكن دم ناهض كان له بالمرصاد!