أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ أميركا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل يتعاملون مع تنظيم القاعدة ويدعمون القاعدة في سوريا، لافتاً إلى أنّ الفصائل السورية المعارضة المسلحة، مهما تعدّدت تسمياتها، تمثّل القاعدة، مشيراً إلى أنّ الكلام عن أنّ أميركا أو تركيا ضدّ القاعدة هي كذبة كبيرة.

وفي حديث إلى "الفضائية السورية" من دمشق ضمن برنامج "الجهة الخامسة" أدارته الإعلامية رشا الكسار، لفت أبو فاضل إلى أنّ القاعدة تتعاون مع الغرب، وأميركا بالتأكيد ترعاهم، مشيراً إلى أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وسيط، وعينه على حلب وعينه على الموصل، واصفاً أحلامه على هذا الصعيد بالعثمانية.

واعتبر أبو فاضل أنّ المطلوب اليوم هو الكرّ والفرّ لهدم حلب، مشيراً إلى أنّ هذا ما تريده الإدارة الأميركية وإردوغان والعربان، لافتاً إلى أنّهم جميعاً يريدون تدمير حلب بل تدمير سوريا بالكامل، متسائلاً عمّا إذا كان ممكناً لأحد أن يصدّق أنّ أميركا لا تستطيع أن تمون على إردوغان.

معركة حلب ستستمرّ

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ حلب بميزان المدن وميزان المنطقة تأتي بعد دمشق وهي عاصمة تاريخية للحضارة، مشيراً إلى أنّ لحلب تأثيراً كبيراً في الساحة العربية، ولها ميزة معيّنة تجعلها تختلف عن باقي المدن السورية، منبّهاً إلى أنّ سقوط حلب بيد الأتراك ينهي الحرب ويجعل التقسيم أمراً واقعاً.

ولفت أبو فاضل إلى إصرار الرئيس السوري بشار الأسد على مدينة حلب وعلى اعتبار المعركة في حلب أساسية ومصيرية، معرباً عن اعتقاده انطلاقاً من ذلك بأنّ المعركة في حلب سوف تستمرّ، والأمور فيها لن تهدأ قبل وصول إدارة أميركية جديدة.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ داعش هي ذريعة بالنسبة للرئيس التركي، وهو يستعملها لأنّه يدرك أنّه يسقط في الداخل تلقائياً إن لم يكن لديه عدو خارجي، مذكّراً بما سبق أن قاله أنّه يرقص كاللعبة.

صمودٌ وانتصار

وتحدّث أبو فاضل عن محاولات من قبل من أسماهم بالوحوش لتنازع سوريا وتناتشها، ولكنّه أكّد أنّ هناك حكومة صامدة في سوريا، كما أنّ الدبلوماسية ناشطة في سوريا، والوزير وليد المعلم ليس بحاجة لشهادات، وأشار إلى أنّ الوضع الداخلي في سوريا أيضاً ممتاز، وتوجّه أبو فاضل بالتحية لكلّ من وزير الصحّة الدكتور نزار اليازجي على الجهود المميزة والاستثنائية التي يبذلها، وكذلك الأمر وزير الداخلية اللواء محمد الشعار، وكذلك وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ووزير الدفاع فهد جاسم الفريج، وغيرهم من المسؤولين السوريين، وعلى رأسهم الرئيس الأسد، الذين يسهرون على استقرار سوريا ومكانتها.

وأكّد أبو فاضل أنّ هناك إصراراً من قبل الشعب السوري الصامد على قيام دولته مهما كان الوضع، ورأى أننا أمام مشهد يزعج أعداء سوريا، لأنّهم يريدون تفتيت المؤسسات، معتبراً أنّ أميركا لن تستكين وهي تسعى لإسقاط الدولة السورية، ولكنّها لن تستطيع، خصوصًا في ضوء التحالفات التي نسجها الرئيس السوري بشار الأسد.

وفيما اعتبر أنّ هذا الأمر يزعج الغرب وإسرائيل وكلّ أعداء سوريا، شدّد على أنّ صمود سوريا للسنة السادسة على التوالي هو بحدّ ذاته انتصار.

حرب باردة على أرض سوريا

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ أميركا تترك الأمور على غاربها بانتظار الانتخابات الرئاسية التي ستفرز إدارة جديدة، متحدّثاً عن سياسة جديدة سيتمّ بلورتها والعمل على أساسها.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ سوريا اليوم تعيش صراع الجبابرة بين الجبّارين الأميركي والروسي، متحدّثاً عمّا يشبه الحرب الباردة على أرض سوريا وخصوصاً في الشمال والجنوب، مشيراً إلى أنّه تمّ تحييد تركيا إلى حدّ ما.

واعتبر أبو فاضل أنّ الروس استغلوا الخلاف الحاصل وذهبوا إلى انتخابات مبكرة في روسيا، مشيراً إلى أنّهم يطلبون الحلّ السياسي في كلّ الأماكن، ويعتبرون أنّ الحلّ السياسي في سوريا هو الأفضل.

وأكد أبو فاضل أنّ التركيبة التي أقامها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لا يستطيع أينشتاين نفسه حلحلتها، مشدّداً على أنّ أيّ انقلاب لا يمكن أن ينجح في سوريا، معتبراً أنّ سلامة الرئيس الأسد يجب أن تكون أولوية.

اهتمام روسي مستمر بسوريا

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ المعركة مستمرة في حلب إلى أن تأتي إدارة أميركية جديدة ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود بالنسبة للمنطقة، مشدّداً على أنّه لا يمكن لأحد نكران الفضل الروسي في ما وصل إليه الوضع، لافتاً إلى وجود اهتمام روسي خاص بسوريا منذ أيام الاتحاد السوفياتي واستمرّ إلى اليوم.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ للروسي مكاسب بطبيعة الحال في سوريا، ولكن بالتأكيد تستفيد منه الدولة السورية باعتبار روسيا دولة عظمى، مشيراً إلى أنّ هناك دولتان عظميان فقط هما أميركا وروسيا، في حين أنّ فرنسا وبريطانيا وغيرهما كلّهم يدورون في الفلك الأميركي.

وفيما تحدّث أبو فاضل عن عداوة أصبحت راسخة بين روسيا وأميركا، ولفت إلى بنك الأهداف يختلف بين الدولتين، أشار إلى أنّ التدخل الروسي في المنطقة مهم جداً، لافتاً إلى أنّ التدخل الروسي في سوريا قلب كلّ الموازين.

أداة صغيرة بيد الأميركيين

وتحدّث أبو فاضل عن عصابة أميركية تتحكم بالاقتصاد العالمي مع إسرائيل وجماعة إسرائيل، لافتاً إلى أنّ كلّ القرارات التي تصدر عن الأمم المتحدة ضدّ الرغبة الإسرائيلية لا تُنفَّذ، واعتبر أننا أمام واقع مرير.

وشكّك أبو فاضل أن يستطيع الأردن إقامة حزام آمن، لافتاً إلى أنّ غرفة الموك قد أقفلت، مشيراً إلى أنّ المملكة العربية السعودية أصبحت في حالة متردية.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ الأمم المتحدة ليست إلا أداة صغيرة في يد الأميركان بل أقل من أداة، لافتاً إلى أنّ الأميركيين هم الذين أتوا بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وهو يعيش في نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية، وقال: "بان كي مون ليس إلا إنسان قلق، ولا نعرف عنه إلا القلق، وهو يكذب دائماً".

لا يوجد وعي

من جهة ثانية، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الأمم المتحدة منظمة فاشلة ولا يمكن التعويل عليها، ولفت إلى أنّ الأهداف السامية التي أنشئت من أجلها دهورها الأميركي والفرنسي والبريطاني، خصوصًا لجهة تحقيق السلام وإحقاق الحق والسعي لحرية الإنسان.

واعتبر أبو فاضل أنّنا أمام مشهد سيبقى مستمراً وسيزيد في التدهور لأنه لا يوجد وعي أوروبي، محذراً من أنّ الإسلام يُستخدَم من قبل البعض لتحويله لفزّاعة، متسائلاً لماذا هناك إسلاموفوبيا ولا يوجد مسيحيوفوبيا مثلاً.

وإذ رأى ابو فاضل أنّ الحرب السورية لن تؤثر على الأمم المتحدة، توقع أن تستطيع روسيا أن تؤثر، مشيداً بجبهة دول البريكس، وأشار إلى أنّه كان يعوّل على دور لألمانيا أيضاً، لكن هذا لم يحصل.

إعدام سياسي

وتطرّق أبو فاضل إلى جريمة اغتيال الكاتب والصحافي الأردني ناهض حتر أمام مبنى قصر العدل في العاصمة الأردنية عمّان، فوصف الأمر بأنّه إعدام للمفكّر والصديق والقومي العربي الحقيقي ناهض حتر، وأسف للتبريرات التي تُعطى لقتل حتر بخلفيات دينية، مذكّراً بأنّ النبي محمد نفسه لم يقتل أبو لهب، رغم أنّه كان كافراً.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الشهيد ناهض حتر كان مهدَّداً، وقد ذهب مع شقيقه إلى وزير الداخلية، وقال له أنّه مهدَّد، وأشار إلى أنّ حتر أعاد نشر رسم كاريكاتوري لم يؤلفه ولم يخترعه، ولكنّهم قتلوه لأنّه النسيب الفقير والضعيف لأنّه مسيحي، مؤكداً أنّه بريء من التهم المنسوبة إليه.

ورداً على سؤال، اشار أبو فاضل إلى أنّ حتر دافع عن القضية الفلسطينية وعن حزب الله والمقاومة، ووقف مع سوريا ومع الرئيس الأسد والدولة السورية، ووقف إلى جانب موسكو، ولفت إلى أنّه من المفكرين القلائل الذين يتحركون بهذا الشكل في الأردن. ورأى أنّ إعدام الشهيد ناهض حتر هو إعدام للأردن وللعيش المشترك في الأردن، وقال: "هناك فريق في الأردن من الإخوان المسلمين والمتطرفين يتحكمون بالكثير من المفاصل، وهذا الأمر لا يجوز".

واعتبر أبو فاضل أنّ الأردن هو المستهدَف وليس جسد ناهض حتر فقط، وناشد المجتمع المدني الأردني والملك بالذات أن تعود الأردن إلى أمجادها وأن تعود السياحة كما كانت.

سوريا أمام تحدٍ كبير

وأكد أبو فاضل أنّ سوريا يُنظَر لها كدولة لها علم ونشيد وجيش وحدود، وأعرب عن اعتقاده بأنّ سوريا أمام تحدٍ كبير، مشيراً إلى أنّه لن يكون هناك مكان في الحكومة وفي السلطة السياسية في البلد وفي الدولة للذين لا يستحقون سوريا.

واشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس بشار الأسد قال في العام 2005 أنّ هناك أخطاء ارتُكِبت في لبنان، وهذا لا يفعله أحد، معرباً عن أمله بأن يعمّ السلام والأمان في لبنان، مشدّداً على أنّ ذلك لا يتحقق إلا من خلال الوعي من قبل الحكومة والشعب.

ورفض أبو فاضل أن يكون هناك دولة مفيدة في سوريا ودولة غير مفيدة، لأنّ القاذورات ستتجمّل في الدولة الثانية ليتمّ إرسالها إلى الدولة المفيدة، مشدّداً على وجوب استكمال نهج المصالحات، معتبراً أنّ سوريا تكافح من أجل البقاء والاستمرار، "ونتأمّل النصر لسوريا دائماً".