اشار رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ الى انه على تشاور مستمر مع عدد من نواب طرابلس لا سيما النائب احمد كرامي والنائب محمد كبارة الذي كان يرغب بمشاركتنا في هذا اللقاء الا انه كان مرتبطا باجتماع مع كتلة المستقبل في بيروت. وما اؤكده لكم أننا مستعدون ان نتعاون معكم لخدمة طرابلس ولا يوجد بيننا من يغني على ليلاه فكلنا عائلة واحدة، والانتخابات أصبحت وراءنا، وهاجسنا واحد وهو إنماء مدينتنا. فلنتناقش معكم في المشاريع التي تهم مدينتنا طرابلس وتساهم في تنميتها".

ولفت ميقاتي خلال زيارته القصر البلدي في طرابلس وبعد اجتماع مصغر في مكتب رئيس البلدية احمد قمرالدين، الى ان "زيارتي اليوم الى مقر بلدية طرابلس أمر طبيعي لأن طرابلس تعنينا جميعا ومن الطبيعي أن نجلس سوية لتحدث عن هموم طرابلس وأهلها ونبحث في سبل المضي في عملية النهوض بالمدينة على الصعد كافة. وانا هنا من اجل ان اسمع اقتراحاتكم ونتناقش في المجالات التي يمكن ان نتعاون بها مع المجلس البلدي ونكمل ما بدأناه من ورش في السوق العريض وسوق القمح وترميم المساجد، ضمن خطة واضحة لمصلحة الجميع".

بعدها، تحدث الاعضاء عارضين بعض المشاكل والهواجس التي تعاني منها المدينة، لا سيما ازمة النفايات ومشاريع البنى التحتية والتسرب المدرسي والبطالة، اضافة الى "تفشي بعض المظاهر المخلة بالآداب وتعاطي المخدرات والنقص بعديد الشرطة البلدية، وتهم الارهاب ووثائق الاتصال التي تلاحق شباب المدينة، والتقنين القاسي بالكهرباء وقلة الموظفين في العديد من الادارات الرسمية لاسيما في المرفأ والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وغيرها من المشكلات والمعاناة".

ورد ميقاتي على هذه التساؤلات، شارحا ما يقوم به بالتعاون مع نواب وسياسيي المدينة، فقال: "إلتقينا هذا الاسبوع النائب كبارة وانا دولة رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري للتشاور في عدد من شؤون المدينة، وقد تم تعيين موظفا للكشف في مرفأ طرابلس وباشر عمله، وبعد ايام قليلة سيتم تعين 20 موظفا بالفاتورة في مكتب طرابلس للضمان الاجتماعي، لحل معاناة المضمونين في طرابلس".

ودعا المجلس البلدي الى "وضع خطة للنهوض بمشاريع المدينة، وفق آلية تحدد الهدف واطر التعاون فيما بين المجلس البلدي والسياسيين وهيئات المجتمع المدني، وتبين طرق الافادة من مستحقات طرابلس المالية وحقوقها التي اقرتها الحكومات المتعاقبة لتنمية المدينة وتطويرها، وتحديدا مبلغ المئة مليون دولار المقر لطرابلس في عهد حكومتنا والتي لم يصرف منه سوى اربعة ملايين دولار، ومبلغ الخمسين مليون دولار من الحكومة الحالية".وقال: "لقد عقدنا سلسلة اجتماعات لإطلاق العمل في مشاريع تنموية لطرابلس وتحديدا الجسور على المدخل الجنوبي للمدينة".

وعن مشكلة النفايات، سأل ميقاتي: "هل النفايات موجودة فقط في طرابلس؟". وقال: "كل دول العالم لديها نفايات ووضعت الحلول المناسبة لها وباتت معالجة النفايات مصدرا للعديد من المشاريع لا سيما منها توليد الطاقة الكهربائية. هناك معادلة اساسية في هذا الموضوع "الفرز لمعالجة النفايات"، وما يتبقى بعد المعالجة نبحث معا عن حلول ناجعة له. وانني ادعوكم الى وضع دراسة علمية سريعة والبحث في اجراء مناقصة لشركات عالمية في اطار المعايير البيئية الدولية، ومن يلتزم بهذه المعايير يتم تلزيمه العمل، وعندها يمكن الاستفادة من النفايات في توليد الطاقة".

أضاف: " في طرابلس لدينا للاسف قنبلة موقوتة في موازاة المحجر الصحي، هي ما يسمى بالمكب او جبل النفايات عند مصب نهر ابو على عند شاطئ الفيحاء. الحل للنفايات، كما قلت بوضع خطة ودفتر شروط للتلزيم وفق معايير بيئية عالمية". وتابع: "أما فيما يتعلق بملف احداث طرابلس، فقد توصلنا في لقاءاتنا مع المسؤولين وآخرها مع قائد الجيش العماد جان قهوجي وبمشاركة النائب كبارة،الى معالجة اكثر من سبعين في المئة من هذا الملف، لا سيما بشأن قضية وثائق الاتصال، ونفي تهمة الارهاب عن شبابنا، حيث طالبنا بتحديد واضح لماهية الارهاب، واطلاق سراح كل من ليس له علاقة من ابناء طرابلس".

وفي موضوع التسرب المدرسي، دعا ميقاتي الى "تعميم فكرة مركز التدريب المهني الذي تديره البلدية في ساحة النجمة بالتعاون مع مؤسسات تربوية عالمية ومحلية، على كل المناطق الطرابلسية، عبر فتح مراكز مماثلة، ودعمها والنهوض بها، لكي تستوعب جميع الذين يعانون من التسرب المدرسي لأسباب متعددة، وبالتالي توفير فرص عمل لهؤلاء اضافة الى تأمين الاستمرارية في سوق العمل. يطرح البعض في هذا المجال ضرورة إنشاء مصانع تستوعب العمالة وتؤمن فرص عمل للعاطلين عن العمل من ابناء المدينة، لكن هذا الامر يحتاج الى وضع دراسة بالجدوى اقتصادية، لأن عملية فتح المصانع مسألة سهلة جدا لكنها، إن اغلقت لعدم تمكنها من المنافسة الاقتصادية، فعندها ستتسبب بأزمة جديدة تتحول الى قنبلة موقوتة بسبب إيقاف العمال عن العمل. واحب هنا ان اقول سريعا ان هناك اخبارا سارة قريبا في موضوع انشاء شركة توليد الكهرباء، بعد انتهاء كل الامور القانونية والتراخيص المطلوبة".

وتطرق الى موضوع نظافة المدينة، مستعرضا تفاصيل حملة "طرابلس متل الورد" التي اطلقتها ونفذتها "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية".

وختم، بالقول: "اعدكم ان تبقى "جمعية العزم والسعادة الاجتماعية"، الشقيق التوأم لبلدية طرابلس في كل المشاريع المطلوبة والضرورية، ونحن على استعداد تام للتعاون واطلاق مشاريع تنموية كما يتم حاليا في الاسواق الداخلية وترميم المساجد، بأحدث الوسائل والتقنيات. الانماء والعمل البلدي اولوية لدينا بعيدا عن السياسة، ونحن على استعداد تام للتعاون مع الجميع من اجل النهوض بطرابلس، والبلدية بيتنا جميعا، فكلنا ابناء طرابلس ونعمل لمصلحتها".

وكان ميقاتي قد اتصل مساء برئيس بلدية طرابلس احمد قمر الدين مستنكرا إطلاق الرصاص على بلدية طرابلس، مؤكدا ان "اهل طرابلس لن يسمحوا لأحد مهما علا شأنه بأن يعيد طرابلس الى زمن الفلتان والمحاور وجولات العنف".

بدوره اشار رئيس البلدية الى ان "طرابلس تستحق كل اهتمام وتستحق أن تتضافر كل الجهود من النهوض بها وأن يتحد كل أعضاء مجلسها البلدي لتغيير الصورة السيئة التي أعطيت للمدينة أثناء جولات العنف فيها في السنوات الماضية". وتوجه إلى الرئيس ميقاتي بالقول: "بصماتك في المدينة لا يمكن لأحد أن ينكرها وآخر مشروع هو تأهيل السوق العريض الذي سيصبح بأحلى حلة ونحن بصدد إنشاء بنى تحتية للسوق. ونحن نعلم كم تعاني في إرضاء جميع الآراء ونضع يدنا بيدك لإقناع التجار وإرضاء الجميع. ونؤكد على ضرورة بذل كل الجهود لنهضة المدينة مع العلم أن لا أحدا يستطيع أن يعمل بمفرده وانتم دولة الرئيس تسعى دائما لنهضة هذه المدينة وتمد اليد للجميع من أجل النهوض بها".