أوضحت مصادر مطّلعة على التحقيق مع أمير داعش في مخيم عين الحلوة ​عماد ياسين​ ان "أخطر ما اعترف به ياسين كان إعداده لعملية تفجير تستهدف خزانات النفط في الجية والزهراني، ومؤسسات اقتصادية، إضافة إلى ما سبق ذكره بشأن الإعداد لاستهداف سوق النبطية ومراكز الجيش.

وكشفت المصادر الأمنية في حديث لـ"الأخبار" أنّ ياسين كان بصدد إعدام أحد الذين يتهمهم بالعمل لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية خنقاً بعد اختطافه في المخيم، مشيرة إلى أنّه ذكر أنّ القتل عبر خنق الضحية بيديه هو الطريقة التي يُفضّلها في القتل.

وذكرت المعلومات الأمنية أن "ياسين اتّفق مع مسؤول الساحة اللبنانية في تنظيم داعش لاستهداف منشآت اقتصادية عدة". وذكرت المعلومات أنّ ياسين كان ينتظر وصول الانتحاريين وتسلّم السيارات المفخخة المرسلة إليه من قيادة التنظيم للمباشرة بالعمل. أما آلية وصول هذه السيارات أو الأشخاص المكلّفين إيصالها، فلا تزال مجهولة لدى المحققين، باعتبار أنّ ياسين يُنكر معرفته بها أصلاً.

ولفتت المصادر الأمنية إلى انه "رغم أهمية الموقوف أمنياً، جرى تداول تسريبات تحدثت عن إعداد ياسين لاغتيال رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري وعمليات تفجير تستهدف اليونيفيل، نُسبت إلى الأجهزة الأمنية، إلا أنّها غير صحيحة ولم يثبت في التحقيقات أي شيء من هذا القبيل"، معتبرة ان "ياسين من أهم المطلوبين الذين أوقفتهم مديرية الاستخبارات في الفترة الأخيرة".

ورأت المصادر الأمنية أنّ "أهمية العملية من حيث الشكل تكمن في الضربة المعنوية التي شكّلتها للمجموعات المتشددة"، معتبرة أنّ "الأهم من العملية بحد ذاتها هي الرسالة التي وصلت إلى العناصر المتشددة بأنّ يد استخبارات الجيش ليست قاصرة عن الوصول إليهم أينما كانوا". وأضافت المصادر: "كان بإمكاننا تصفية ياسين، كان بمرمانا قبل مدة طويلة مع آخرين، لكننا أردناه حيّاً ولا نُريد أن نُريق أي دماء في خارج مكانها الصحيح".

وفي الشأن الأمني أيضاً، كشفت مصادر أمنية مطلعة على التحقيقات أن استجواب استخبارات الجيش للموقوفين في عملية التفجير التي وقعت في منطقة ​كسارة​ في زحلة (31 آب 2016)، أدى إلى اعتراف أحدهم بأنّ عناصر من داعش فخّخوا المقبرة في جبّانة بلدة سعدنايل تمهيداً لتفجيرها في وقت لاحق.

وذكرت المعلومات الأمنية أنّ أحد الموقوفين اعترف بأنّه تم فعلاً زرع متفجرات داخل مقبرة سعدنايل. وبحسب الموقوف، كان السيناريو يقضي بتفجير مقابر سعدنايل عقب تفجير عبوة ناسفة كانت تهدف إلى اغتيال مسؤول سرايا المقاومة في البلدة عبدالله الكردي. غير أن العبوة اكتُشفت حينذاك، وفكّكها الجيش اللبناني. وقد دفع ذلك أفراد الخلية المرتبطة بتنظيم داعش إلى إعادة تفكيك تشريك العبوات من جبّانة سعدنايل بعد كشف استخبارات الجيش لمخطط اغتيال الكردي الذي أفشل العملية برمّتها.

وقد ذكر الموقوف خلال استجوابه أنّ الهدف من تفخيخ المقابر لتفجيرها أثناء تشييع الكردي كان توجيه الاتهام إلى حزب الله بردّ فعل انتقامي على اغتيال رجله في البلدة، باعتبار المقابر لأهل السنّة.