رجّح القيادي في التيار الوطني الحر بسام الهاشم أن يكون رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ قد وصل الى قناعة مفادها انّه لن يكون هناك رئيس للبنان غير رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، لافتا الى ان الأمور نضجت في هذا الاتجاه بعدما تذللت العقبات الخارجية ولم يبق الا بعض العقبات الداخلية التي يعمل الحريري على تذليلها بالوقت الراهن.

واذ أعرب الهاشم في حديث لـ"النشرة" عن أمله بأن لا تطرأ مفاجآت مخيبة، تحدث عن جو جدي وحقيقي قد يفضي الى انتخاب العماد عون رئيسا في الجلسة التي تم تحديدها نهاية الشهر المقبل. وقال: "اعتدنا أن تتصاعد موجة ايجابية وتزول، لكن الوضع اليوم مختلف وسنستمر بتعاطينا الايجابي اللامتناهي، لكننا بالوقت عينه سنبقي على استعداداتنا تحسبا من أي عودة الى الوراء".

اذا ابتليتم بالمعاصي...

واعتبر الهاشم أنّه وفي حال تم الانفاق على انتخاب العماد عون رئيسًا، "فذلك يعني احياء الميثاقية والشراكة الحقيقية التي نناضل من أجلها، وفي حال كان هناك مساعٍ للالتفاف ووصلنا الى أفق مسدود فسنكون جاهزين للتصعيد".

وردّ الهاشم على تغريدة رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ التي قال فيها انّه "إذا اتفق سعد الحريري مع عون وسمّاه لرئاسة الجمهورية سيحصد نفس النتيجة حينما سمّى الرئيس (الأسبق) أمين الجميل عون رئيساً للحكومة سنة 1988"، فأجاب: "اذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا!" وذكّر كيف عامل العونيون والعماد عون النائب فرنجية في المرحلة الماضية "حين كان مرفوضا من معظم الفرقاء وخاصة من الرأي العام المسيحي، فاحتضنه وحتى خسر بعض مؤيديه في زغرتا نتيجة هذا الاحتضان".

وتساءل الهاشم بماذا يعيّر النائب فرنجية العماد عون اليوم وهو الوحيد الذي كان يدافع في مرحلة الـ88 عن لبنان، "فيما الباقون كانوا يُشترون ويُباعون"، على حدّ تعبيره.

بري يؤيد رئاسة عون؟

وتطرق الهاشم لما يُحكى عن أن المعارض الأساسي لانتخاب العماد عون رئيسا هو رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مؤكدا عدم صحة ما يتم الترويج له في هذا الاطار، لافتا الى انّه حتى ولو اختلف الرجلان على مسائل ثانوية في بعض الأحيان، الا ان خياراتهما الوطنية والقومية والاستراتيجية تبقى واحدة. وقال: "الاختلاف لا يعني العداوة وأنا مقتنع أن بري لن يقف حجر عثرة أو عقبة في وجه انتخاب العماد عون رئيسا اذا ما حزم الحريري أمره في هذا الاتجاه".

وعن تمسك بري بالسلة المتكاملة، تساءل الهاشم: "من أصلا لا يريد السلة واتمام تفاهمات مسبقة تقطع الطريق على من تخول له نفسه وضع العصي في دواليب الرئيس العتيد؟"

واذ أكّد الهاشم أن العماد عون في رئاسة الجمهورية سيكون "صمام أمان" لكل الطوائف وسيعمل على تعويم الشراكة الحقيقية ومنع الاستئثار، أشار الى انّه الأجدر بتحقيق التناغم بين المكونين السني والشيعي المتصارعين في المنطقة. وختم قائلاً: "في حال وصول العماد عون الى سدة الرئاسة فذلك يعني تلقائيا وصول الحريري الى رئاسة الحكومة والحفاظ على المواقع الشيعية والدرزية".