إعتبر راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة أن "كثيرين اليوم وخاصة من العقلانيين والفلاسفة والمفكرين الماديين أو الملحدين، يضعون موضع الشك أهمية الحياة الرهبانية والنسكية، ويتساءلون عما هي أهمية ما يقوم به النساك والمتوحدين في خدمة المجتمع ويدعونهم إلى الإنخراط في حياة العالم ليساهموا في بنائه وتطوره، في هذا المجتمع الإستهلاكي الذي يسعى إلى تأمين كل ضروريات الحياة للإنسان المعاصر بصورة وافية ليستطيع أن يؤمن لنفسه ولعائلته الحياة اللائقة والكريمة، وهم يعتبرون على غرار أحد المفكرين المعاصرين أوغست كونت، أن في المجتمع فئتين من الناس: المنتجين وغير المنتجين، ويضعون النساك والمتوحدين في خانة غير المنتجين، وبالطبع من بينهم قديسنا الذي نحتفل بعيده اليوم، وغيره من النساك والرهبان والمتوحدين، كالقديس مارون والقديس سمعان العمودي وغيرهم الكثيرون، وفي أيامنا هذه القديس شربل مخلوف... بكل بساطة نقول لهؤلاء: من كان يعرف عنايا لولا شربل ومن كان يعرف كفيفان لولا نعمة الله وإسطفان نعمه وغيرهم... وكلنا يعرف كيف أن تكريم شربل اليوم أصبح تكريما عالميا في الكثير من البلدان اليوم".

وخلال ترأسه قداسا في كنيسة مار روحانا في بلدة بنشعي في قضاء زغرتا لمناسبة عيد مار روحانا لرأى بو جوده "ان المساهمة في حياة المجتمع تتم على مستويين: المستوى المادي الذي يعود الفضل فيه للأبحاث الدراسة والإختراعات والإكتشافات التي يصح فيها ما قاله الله لأبوينا الأولين آدم وحواء عندما خلقهما وقال لهما: إنميا وأكثرا وإملأا الأرض وسيطرا عليها، وعلى المستوى الروحي الذي يدعو الإنسان إلى البقاء على علاقة روحية بالرب بالصلاة والتأمل وخدمة الآخرين والإهتمام بهم ومساعدتهم على المحافظة على العلاقة الصالحة والطيبة مع الله. إلى هذه المدرسة الأخيرة إنتمى روحانا الذي تميز بحبه لله وعبادته وتمجيده وقد عرف خاصة بصوته الجميل إذ إنه لقب بروحانا المرنم، ينشد باستمرار الأناشيد الروحية والمزامير إلى درجة صح فيها قول المثل: من رنم فقد صلى مرتين".