لفتت صحيفة "الراية" القطرية إلى ان "إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 9364 شخصاً بينهم 3804 مدنيين في سوريا جرّاء الغارات التي تشنها ​روسيا​ منذ بدء تدخلها العسكري قبل عام، يؤكد أن روسيا شريكة أساسية في جرائم الحرب الجارية حالياً في سوريا، كما يؤكد أنها ليست وسيطاً نزيهاً في مساعي الحل السلمي، باعتبارها جهة أساسية في الأزمة ولا يجب القبول بها، ومن هنا فإن المطلوب البحث عن وسيلة لملاحقة روسيا جنائياً في الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في سوريا".

وأشارت إلى أن "روسيا لم تكتف في غاراتها بقتل الشعب السوري بل تسبّبت الغارات الجوية الممنهجة في قتل 906 أطفال وإصابة أكثر من 20 ألف مدني. ولذلك جرائم الحرب التي تصر روسيا على ارتكابها لا يجب السكوت عليها، وإن هذه الأرقام التي أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان تضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي لحماية الشعب السوري خاصة بعد فشله في إلزام روسيا بوقف غاراتها والالتزام بالهدنة التي أعلنتها بتنسيق مع أميركا، الأمر الذي يؤكد بوضوح عدم رغبة واشنطن وجديّتها في إيجاد حل للأزمة السورية أصلاً"، لافتةً إلى أن "جرائم الحرب التي ينفذها نظام الرئيس السوري ​بشار الأسد​ وروسيا ضد المدنيين العزل في حلب تشكّل فضيحة دولية ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي فشل في حماية الشعب السوري، فليس من المقبول الإعلان عن مقتل 338 شخصاً خلال أقل من أسبوع في حلب وحدها، بينهم 106 أطفال، وإصابة 846، بينهم 261 طفلاً ولا يتحرّك المجتمع لوقف هذه المجارز المتعمّدة في إطار حملة عسكرية واسعة انهارت بمقتضاها الهدنة بعد أسبوع من بدء سريانها".

وأفادت أن "سوريا تحترق وسط فشل دولي وعربي وإسلامي وغربي وإصرار روسي غريب على مزاعم واهية، وإن مسؤولية هذا الفشل تقع على عاتق الجميع خاصة روسيا وأميركا باعتبار أنهما لم يتخذا خطوات جادة لوقف نزيف دم أبناء الشعب السوري الذي يواجه همجية ووحشية نظام الأسد وروسيا والميليشيات الطائفية ومن هنا فإن الاكتفاء بالإدانة والقلق تجاه هذه المجازر وجرائم الحرب ينم عن عدم الرغبة في وضع حد لهذه المآسي التي يتعرّض لها الشعب السوري، الأمر الذي أغرى روسيا ونظام الأسد بتنويع جرائم الحرب اليومية في سوريا ما بين الحصار والقتل والتشريد والتهجير في الداخل، واللجوء والمعاملة اللا إنسانية في الخارج خاصة في الدول الغربية".