مجدّداً، عادت ​القنابل العنقودية​ الإسرائيلية لإقلاق حياة السكّان شمال نهر الليطاني وجنوبه، تزامناً مع بدء موسم قطاف الزيتون، الأمر الذي دفع الجمعيات المحلية التي تعمل تحت إشراف المركز اللبناني للأعمال المتعلقة ب​الألغام​ إلى إعادة مسح المناطق الملوّثة ببقع تلك القنابل لإشاعة الأمان والاطمئنان في نفوس المزارعين بعدما لمسوا أنّ أراضيهم لم تُنظَّف بالكامل من الاحتلال المدفون في الأرض.

فأثناء مرور المواطن حسن قاسم في منطقة قلعة صافيتا المحاذية لنهر الليطاني، عثر على صاروخ أطلقته الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عدوانها على البلدة، ويحتوي على قنابل عنقودية إسرائيلية، فقام بإبلاغ بلدية يحمر ورئيسها ​أحمد ناصر​، الذي سارع للاتصال باللبناني المعني بالموضوع، الذي أوفد بدوره جمعية أجيال السلام إلى البلدة لإعادة تنظيف البقع الملوثة بالقنابل العنقودية، من أكثر من مئة دونم منها.

وفي حديث لـ"النشرة"، يشير رئيس بلدية يحمر أحمد ناصر إلى أنّ الجيش وفريق ماغ كانوا أصلاً قد نظفوا مساحات واسعة من أراضي البلدة من آلاف القنابل التي كانت مزروعة فيها، ويلفت إلى أنّ الجمعية تعود اليوم لاعادة مسح البقع الملوثة لتنظيفها بعد شكوى الأهالي، مؤكداً أنّها بارعة في هذه المهمّة الإنسانية والوطنية، وقد قدّمت 7 شهداء في هذا الميدان، واكتسبت خبرة عالية مكّنتها من خلال الآلات والأدوات الاستشعارية المعدنية التي تملكها من اكتشاف أماكن القنابل، خصوصاً أنّ العوامل الطبيعية من مطر وشمس ورياح تسبّبت بدفنها في باطن الأرض، بحيث أصبح من الصعب رؤيتها بالعين المجرّدة.

ويتفق عضو بلدية يحمر ​هشام زهور​ مع ناصر، لافتاً إلى أنّ الأهالي تركوا مواسم الزيتون في الاعوام الماضية دون قطاف لهذا السبب، رغم كونها مصدر رزقٍ أساسياً بالنسبة لهم، مطالباً الجمعية والجيش بتنظيف تلك المنطقة لتصبح متاحة امام المواطنين للدخول اليها بأمن وأمان والتحرك بحرية خلال قطاف الزيتون.

ويتوقع مختار يحمر ​سمير قاسم​، في حديث لـ"النشرة"، أن ينتهي العمل على إزالة هذه القنابل أواخر العام الجاري، ومن الألغام بشكلٍ عام أواخر العام 2020، مشيراً إلى أنّ العملية تحتاج إلى 100 مليون دولار من الدول المانحة التي قلّصت اهتماماتها بهذا الأمر في ​جنوب لبنان​، ما أدّى لشحّ التمويل.

من جهته، يوضح المسؤول الاعلامي لبلدية يحمر الشقيف المهندس ​عبد الله اسماعيل​، في حديث لـ"النشرة"، أنّ الجمعية باشرت عملها بأربع فرق، وبمواكبة من سيارة إسعاف من البلدية، مشيراً إلى أنّهم يعملون لأكثر من عشر ساعات يومياً في مناطق شوشبا وصافيتا والغرب، وبحوزتهم آلات تكشف مكان القنابل، "ونحن بدورنا نوفر لهم التسهيلات اللازمة"، لافتاً إلى أنّ ​بلدة يحمر الشقيف​ نالت نصيباً كبيراً من القنابل، التي يصل تعدادها إلى نحو 400 ألف من أصل مليون ونصف في الجنوب كلّه.

وفيما يذكّر اسماعيل بأنّ الجمعية سبق لها أن عملت في البلدة فترة طويلة بعد عدوان تموز 2006، وقد سقط لها شهيد هو يوسف خليل أثناء إزالة القنابل العنقودية من محيط جبانة البلدة، يلفت رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في يحمر المهندس ​قاسم عليق​ من جته إلى أنّ البلدة قدّمت شهيداً جراء القنابل العنقودية هو المرحوم حسين علي أحمد، الذي انفجرت به قنبلة كانت مخبّأة بين أوراق الزيتون، كما أنّ هناك 11 مواطناً ومزارعاً أصيبوا بتلك القنابل.