أعرب الخبير المالي ​وليد أبو سليمان​ عن أمله في انجاز الاستحقاق الرئاسي في الجلسة المحددة في 31 من الشهر الجاري لما لذلك من انعكاسات ايجابية على الوضع الداخلي، واصفاً الوضع الحالي بـ"المذري" على الأصعدة كافة خاصة وأن المؤسسات الدستورية معطلة وما لذلك من انعكاسات على الوضع الاقتصادي والمالي.

وشدّد أبو سليمان في حديث لـ"النشرة"على ان الوضع الحالي ملح ويتطلب انتخاب رئيس للبلاد بأسرع وقت ممكن لاعادة ثقة المواطن بدولته ومؤسساتها ووضع حد للشغور الرئاسي سيليه تكليف رئيس جديد لمجلس الوزراء وتشكيل حكومة جديدة لتكر السبحة فتجري الانتخابات النيابية ويتم تجديد الحياة السياسية خاصة واننا حاليا في حالة "موت سريري".

محسومة للجنرال؟

وأشار أبو سليمان الى ان العملية الديمقراطية لانتخاب رئيس تتم في المجلس النيابي، لافتا الى انّه وبما ان كتلة "المستقبل" هي الكتلة النيابية الأكبر، فذلك يعني تلقائيا أنّه وفي حال أعلن رئيس الكتلة النائب ​سعد الحريري​ تبني ترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون، فالطريق ستصبح معبدة الى قصر بعبدا حتى ولو ظل عدد من الفرقاء الآخرين يمانعون انتخاب العماد عون. وقال: "كل الـPOINTAGES التي نقوم بها تؤكد أن أي منازلة سوف تحصل تحت قبة البرلمان بعيد التطورات المذكورة، ستكون لصالح الجنرال".

وأوضح أبو سليمان أنه وعندما يرشح الحريري العماد عون للرئاسة وتكون بالتالي الاكثرية السنية مؤيدة لهذا الخيار، كما ينتخب حزب الله والاكثرية المسيحية الجنرال رئيسًا، أضف ان رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ يبدو أنّه لا يمانع وصول العماد عون الى سدة الرئاسة، تكون بذلك الميثاقية مؤمنة ومحترمة. وقال: "اعتدنا بالحياة السياسية في لبنان ان تحصل بالتزامن مع كل استحقاق رئاسي تفاهمات، وليس صفقات، نظرا لأن لا شيء بالسياسة يُعطى مجانا".

ترشيح خلال أيام

وعمّا اذا كان يرجح مشاركة نواب تكتل "التغيير والاصلاح" بجلسة لانتخاب رئيس حتى ولو لم يسحب رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ ترشيحه، قال أبو سليمان: "اذا سحب الحريري دعمه للنائب فرنجية وانتقل لدعم العماد عون، تصبح الأكثرية تلقائيا لصالح الأخير ويصبح النزول الى المجلس النيابي أمرًا ممكنًا ومعقولاً، لأنّ اللعبة تتحول ديمقراطية 100%"، لافتا الى ان آخر المعلومات تشير الى ان الحريري سيرشح العماد عون للرئاسة خلال أيام حيث أن التفاهمات أُنجزت على الخطوط العريضة وليس كما أشيع على الحقائب الوزراية وعلى المدراء العامين الذين يتم التفاهم عليهم بعد اتمام الاستحقاق الرئاسي.

وعن الموقف السعودي من انتخاب العماد عون رئيسا، قال أبو سليمان: "أنا من المؤمنين بأن الحراك الداخلي الحاصل حالياً داخلي بامتياز الا انّه لا شك يتم بتنسيق بين الحريري والرياض ولو صح ان هناك فيتو سعودي على العماد عون، ما كان رئيس تيار المستقبل انفتح على الجنرال ويتجه لتبني ترشيحه". وأضاف: "هناك اتفاق وتناغم سياسي بين الحريري والمملكة ولا يمكن ان يسير عكسه، مع العلم ان الرياض صرحت أكثر من مرة بأنّها لا تتدخل بالشؤون اللبنانية وأبرزها الشأن الرئاسي".

وضع غير سليم

وتطرق أبو سليمان للوضع المالي والاقتصادي، لافتا الى اننا في خضم أزمة اقليمية حادة، تتخذ طابع الصراع الدولي الكبير، وبالتالي ما يمكن قوله ان وضعنا الاقتصادي والمالي في لبنان أفضل بكثير من دول الجوار وبالتحديد سوريا وتركيا وبلدان أخرى، لافتا الى ان الضغط الاقليمي يرافقه انهيار حاد بأسعار النفط عالميا ما اثّر على تحويلات المغتربين، أضف لذلك الانكماش الاقتصادي في بعض دول الخليج ودول في أفريقيا، وهو ما يستدعي صدمة ايجابية تبدأ بانتخاب رئيس وصولا لاقرار موازنة كما قوانين الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وختم قائلا: "لا شك أن الوضع المالي والاقتصادي في لبنان غير سليم، الا اننا لسنا وكما يروج البعض على شفير الانهيار... الا ان استمرار الاحوال على ما هي عليه وحصول انتكاسات متتالية من شأنه أن يؤزم الأمور".