اعتبر الوزير السابق ​مروان شربل​ أنّه لا يمكن الحسم بأي موضوع أو ملف في لبنان باعتبار ان كل شيء مرتبط بالظروف المتوافرة والتوقيت، لافتا الى انّه وبما يتعلق بمسألة انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون رئيسا، فالتفاؤل كبير حاليا خاصة مع توجه رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ اليوم لتأييد ترشيحه لرئاسة البلاد ما يؤمن له أكثرية نيابية في الجلسة المرتقبة في 31 من الشهر الجاري.

ورأى شربل في حديث لـ"النشرة" أن موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعارض لانتخاب العماد عون رئيسا، انما يندرج باطار الحقوق وحرية الرأي التي يكفلها النظام الديمقراطي الذي ينص أيضا على وجود معارضة وموالاة، مشيرا الى أنّه وبما يتعلق بموقف رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ فالارجح أنّه سيكون مؤيدا لانتخاب عون وهو ما عبّر عنه بطريقة غير مباشرة النائب غازي العريضي بعد لقائه بري حين قال: "نتفهم ظروف رئيس المجلس النيابي،ونعتقد أنّه يتفهم ظروفنا". واضاف: "كما بات معلوما فان للنائب جنبلاط هواجسه وظروفه التي لا شك شرحوها لبري".

رئيس مجلس مُعارض

وردا على سؤال، اعتبر شربل ان اعلان بري توجهه للوقوف في صفوف المعارضة "مفهوم، وهو لا يعني ان يكون خارج السلطة بالكامل، انما خارج الحكومة". وقال: "ليست ظاهرة جديدة ان يكون هناك رؤساء مجلس نواب معارضون للحكومة ولا يشاركون فيها".

ورجّح ان ينال الحريري أكثرية في الاستشارات النيابية الملزمة تؤدي لتسميته رئيسًا للحكومة، تمامًا كما هو متوقع أن ينال العماد عون هذه الأكثرية التي تؤدي لانتخابه رئيسًا للجمهورية. وأضاف: "لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيستطيع الحريري تشكيل حكومته بالسرعة المطلوبة خاصة اننا على بُعد اشهر معدودة من موعد الانتخابات النيابية؟"

وأشار الى أنّه وفي حال لم ينجح الحريري بمهمته، فعندها تُشرف حكومة تمام سلام المستقيلة على هذه الانتخابات، لتُعاد الاستشارات النيابية مجددا بعيد انتخاب مجلس نيابي جديد.

قرار دولي

واستبعد شربل أن تبقى الاصطفافات السياسية القائمة حاليا على ما هي عليه، مرجحا أن يعقد العماد عون بعد اعلان الحريري رسميا تأييده للرئاسة، أكثر من اجتماع مع بري والنائب ​سليمان فرنجية​ كي يكون هناك وفاق كامل ومتكامل وتضامن وطني يؤدي لخلاص البلد المهدد اقتصاديا وأمنيا. وقال: "عودنا بري على انّه رجل دولة يُخيط الحلول ولا شك أنّه سيبقى يسير في هذا الاتجاه".

وتحدث شربل عن "قرار دولي بتحييد لبنان عن الصراعات القائمة في المنطقة يُساهم في الحلحلة الحاصلة على صعيد الملف الرئاسي"، مشيرا الى "مصلحة دولية بذلك خاصة وأن هناك مليوناً ونصف مليون لاجىء سوري يعيشون في لبنان وقد يتجهون الى اوروبا في حال اهتز الاستقرار اللبناني". واضاف: "كما ان هناك جهودًا كبيرة تبذلها الأجهزة الأمنية كافة خاصة من خلال العمليات الاستباقية التي تقوم بها كما التنسيق المستمر بين الأجهزة المحلية وتلك الخارجية والذي يؤدي لتبادل معلومات تسهل القاء القبض على عدد كبير من الارهابيين".