وصف النائب ​خالد الضاهر​ قرار رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ بترشيح رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون لسدة الرئاسة بـ"التاريخي، والتضحية الكبيرة لمصلحة لبنان"، معتبرا أن الموقف المتخذ صعب لكن الظروف صعبة وتحتم تحمّل المسؤولية أمام الله والشعب بمحاولة جديدة لملء الفراغ وحماية البلد والتمسك بالنظام والدستور والتصدّي لمزيد من الانهيارات.

ورأى الضاهر في حديث لـ"النشرة" ان العلاقة بين معظم الفرقاء لم تكن طبيعية في الماضي وكانت تسودها العداوة، باعتبار انّه وحتى الامس القريب ظلت كل طائفة وكأنّها حزب، وكل حزب لا يطيق الحزب الآخر. وتساءل: "الشعور السني تجاه النائب ​وليد جنبلاط​ ساده في الماضي الخصومة الشديدة تماما كما العلاقة التاريخية مع "المردة" التي لم تكن سمنة وعسل". وأضاف: "ما نسعى اليه حاليا وضع حدّ لكل الخصومات لتأمين مصلحة البلد والأحزاب ككل".

عون رجل سيادي

واعتبر الضاهر أنّه "تتم المبالغة بتصوير ردة فعل الشارع السني على ترشيح رئيس تيار "المستقبل" الحريري لرئيس تكتّل "التغيير والاصلاح: العماد ميشال عون"، وتساءل: "أترى شارعنا يفضل الاستمرار بالفراغ على انتظام عمل المؤسسات وتفعيل العمل الحكومي وإعادة اطلاق العجلة الاقتصادية"؟. وأضاف: "اذا كان هناك من يهوّل متحدثا عن ثمن باهظ سيدفعه الحريري نتيجة قراره، فهو مخطىء تماما. ما قام به رئيس تيار "المستقبل" بتبني ترشيح الخصم، خطوة جبّارة. لكننا على كل حال واثقون ان العماد عون سيكون رئيسًا لكل لبنان على قاعدة الالتزام بالدستور وتفعيل العمل السياسي".

ووصف الضاهر عون بـ"رجل الدولة باعتبار انّه كان قائدا للجيش ورئيسا للحكومة، أضف الى كونه رجلا سياديا قاتل الإحتلال السوري. كما أن شخصيته ليست ضعيفة كي يتم استضعاف البلد، ونحن على ثقة أنّه سيتعاون مع كل القيادات لتأمين مصلحة لبنان وسيادته".

مخاوف أمنية؟

واعتبر الضاهر أن كل الأوراق انكشفت بعد ترشيح الحريري لعون، فمن يُفترض أنّهم حلفاؤه تصدّوا لترشيحه، بالمقابل أخصامه تبنّوا هذا الترشيح. واضاف: "حلفاؤه السابقون أثبتوا أنّهم مرتبطون بمشروع خارجي يقدّمون الأضاحي في سبيله ولذلك يتمسّكون بالفراغ لإضعاف الدولة في لبنان لأنّه كلما قويت ضعُف الحزب الايراني".

وعمّا يُحكى عن أن تشكيل الحكومة لن تكون عملية سهلة، شدّد الضاهر على ان تشكيلها من واجبات العهد الجديد... وبالتالي اذا فشلت هذه المهمة، فشل عهد الرئيس المقبل.

واذ استغرب موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري المعارض بشراسة لرئاسة عون، رأى أنّ من لا يريد وضع حدٍّ للفراغ حاليا انما يرهن البلد للمشروع الايراني وللنظام السوري المتهالك، متحدّثا عن مخاوف من لجوء 8 آذار وأتباع النظام المذكور لعمليّات أمنيّة لعرقلة المسار الطبيعي لانتخاب رئيس. وقال: "هم يتقنون التخريب الأمني وضليعون بعمليات الإجرام إنْ كان في سوريا أو في لبنان أو دول الخليج"، معتبرا أن حزب الله "بالع الموس ومضطر لأن يساير كل حلفائه الذين لا مصلحة له أن يخسرهم وعلى رأسهم العماد عون".