رأت مصادر عبر صحيفة "الديار" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون انتصر في حربه السياسية على النهج الحريري بعد 26 سنة على خوضها عسكرياً وسياسياً"، مشيرة الى أن "عون بات يدرك جيداً أن من قدم له النصيحة بسلوك التحالف مع "حزب الله" في العام 2005 انما قدم له فعلياً هدية عمره الذي بدده في القتال على جبهات العسكرية والسياسية، لأجل الوصول الى طموحاته واهدافه السياسية التي أوصله اليها الحليف الاستراتيجي "حزب الله" بالفرض وبمنسوب عالٍ من الكرامة الشخصية والسياسية، رغم رفض ومعاندة كل القوى من الحلفاء والاخصام على السواء".

وأكدت المصادر أنه "بانتصار النهج العوني على النظريات الاخرى، سينتصر لبنان حكماً ويتحرر من كل الهيمنات الاخرى سواء كانت خارجية تريد الاستئثار بالقرار اللبناني، ووضع اليد على قطاعاته الانتاجية، او كانت بفعل بلطجة داخلية تستهدف الابقاء على الستاتيكو القائم بشكل حفلة توزيع السلطة ومغانمها على المحسوبين والازلام وتغييب عامل الكفاءات والجدارة، وهو ما افرغ لبنان من طاقاته وجعله دولة اساسية في منظومة العالم المتخلف"، مشيرة الى أن "الحريري يدرك هذه النتائج التلقائية المترتبة على قراره بترئيس عون، ومع ذلك فإنه أقدم عليها طائعاً مضطراً".

وكشفت أن "القيادة السعودية هي التي بادرت الى قطع التواصل معه كزعيم سياسي معتمد منها ينفذ أجندتها ومشروعها السياسي في لبنان، وهي التي بادرت الى خلق قيادات سنية محلية تنافسه على زعامة الطائفة وهي التي يمضي قادتها في تهميشه الذي وصل الى حد اذلاله مالياً من خلال قطع المساعدات عنه وحجز اموال شركاته المترتبة كديون على الدولة السعودية، وتجفيف كل مصادر دخله المالي قبل اذلاله عملانياً باعطائه مواعيد عديدة ثم إلغائها بعد حضوره الى المملكة"، معتبرة أن "الحريري الذي انقطعت آخر آماله بترميم هذه العلاقة مع السعودية، فإنه بترشيح عون يحاول الانقلاب الى المحور الآخر سياسيا لضمان بقائه على الحلبة السياسية، وليحفظ رأسه، كما يحاول حجز مكانته في التركيبة الجديدة للبنان، وليقول للامراء السعوديين ان الحب من طرف واحد لا يكفي للاستمرار في علاقة".

ولفتت المصادر الى أن "ما جرى كرّس "حزب الله" حزباً قائداً ونبيلاً وصادقاً ووفياً ونقياً، في السياسة الداخلية، كما في سياسته الخارجية، لا يراوغ ولا يناور ولا يتلون وان حليفه حليف جدي وخصمه كذلك، والاهم انه ثابت كالصخرة على مواقفه، مهما اشتدت العواصف، ومهما تغيرت الاحوال، وعلى انه حزب عقائدي جدي يعمل وفق قناعاته الذاتية والمصالح الوطنية ولا يملى عليه، وهذه مزايا قل نظيرها في السياسة الداخلية المطبوعة بالتلون والازدواجية والممالأة"، معتبرة أنه "قد يكون من ايجابيات ما حصل هو العبر التي عكسها ترشيح الحريري لعون وتكريس القاعدة القائلة انه لا خصام دائم ولا احلاف دائمة في السياسة وربما لا عداوات دائمة الى الابد، وبالتالي فان كل الخطورة تكمن في ما يحصل من حقن وتحريض على الاخر، وهو بالذات ما يدفع ثمنه اليوم ​سعد الحريري​ الذي ترك شارعه في مرحلة ما يعبَّأ بطريقة بشعة ضد الاخر، وهو التحريض الذي يرتد عليه اليوم، ويدفع ثمنه غالياً".