أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هو المرشح الطبيعي لقوى الثامن من آذار لرئاسة الجمهورية كما أعلنت، مع احترامه وتقديره للمرشح الآخر رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مشيراً إلى أنّ العملية الانتخابية يجب أن تتمّ في جلسة انتخاب الرئيس المقرّرة في 31 تشرين الأول الجاري.

وفي حديثين منفصلين من سوريا إلى الفضائية السورية أداره الإعلامي حسين سلمان، وقناة سما الفضائية أدارته الإعلامية هناء الصالح، لفت أبو فاضل إلى أنّ لا دليل حسياً حتى الآن عن تدخل خارجي أو إقليمي في موضوع الرئاسة، معتبراً أنّ ما حصل بجزءٍ كبيرٍ منه داخلي لبناني، مشدّداً على أنّ القرار الذي اتخذه رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بتبني ترشيح العماد ميشال عون هو الذي قلب المعطيات والمعادلات على هذا الصعيد.

وأكد أبو فاضل أنّ سوريا هي الأساس في الموضوع، موضحاً أنّ أحداً في لبنان لا يستطيع أن يدير ظهره لسوريا، منتقداً بشدّة سياسة النأي بالنفس التي انتهجها البعض في لبنان إزاء العدوان في سوريا، مشدّداً على أن لا ثورة في سوريا بل تدخل سافر وغاشم يهدف إلى تفتيت سوريا.

النازحون ضدّ الدولة

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الحكومة اللبنانية لا تستطيع أن تحلّ أزمة النازحين السوريين إلا بالتعاون مع الحكومة السورية، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذه الأمور يمكن أن تُحَلّ في العهد الجديد باعتبار أنّ العماد عون لديه دماغ ولديه مشروع وأهداف.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ المواقف التي أطلقها بشأن النازحين والتي لامه البعض عليها هي لمصلحتهم أيضاً، ولفت إلى أنّ البنية التحتية في لبنان لا تحتمل وجود مليوني لاجئ على أراضيه، وأوضح أنّه بهذه المواقف يدافع عن لبنان كما يدافع عن سوريا، التي وصفها بأنّها بلدنا الثاني شئنا أم أبينا.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أن أغلبية النازحين السوريين هم ضدّ الدولة السورية، معرباً عن أملهم بأن لا يُستغَلّوا في وقتٍ قريب أو بعيد ضدّ الدولة اللبنانية.

قرار المسلحين ليس بيدهم

وفي الملفّ السوري في ضوء آخر التطورات الميدانية على الأرض، أشار أبو فاضل إلى أنّ قرار المسلحين ليس بيدهم، وهم يعتبرون أنّ خروجهم من حلب هو انتصار للدولة السورية، خصوصاً أنّ استرجاع حلب يعني انتهاء سبعين بالمئة من المعركة في سوريا، متحدّثاً عن خلافات فيما بين الإرهابيين والمسلحين، لافتاً إلى أنّهم مأزومون جداً في الداخل.

وأكد أبو فاضل رداً على سوريا أنّ إدلب مفصولة اليوم عن الدولة السورية، ولا حدود بين إدلب والدولة التركية اليوم، مشيراً إلى أنّ وضعها مختلف عن حلب، مستبعداً أن يخرج المسلحون من حلب بسهولة.

وشدّد أبو فاضل في الوقت نفسه على أنّ روسيا لن تترك حلب مع المسلحين، كما أنّ هناك قراراً من الرئيس السوري بشار الأسد ومن الدولة السورية باستعادة حلب، متحدّثاً عن مصالح متبادلة بين السوريين والروس في سوريا اليوم، واعتبر أنّ الروس يحشدون اليوم ويضربون، لافتاً إلى أنّ الهدنة انتهت عملياً.

تركيا مكان السعودية؟

وفيما وصف أبو فاضل التدخل السعودي بأنّه وهابي وليس تدخل دولة، أشار إلى أنّ السعودية خرجت من سوريا ودخلت تركيا مكانها لاعباً أساسياً على الارض، في حين قطر هي التي تموّل، وأميركا تدير اللعبة.

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عليه أن يفتعل الأزمات خارج تركيا لكي يبقى في تركيا رئيساً للدولة، مشيراً إلى أنّه عندما يتفرغ للداخل التركي ينقضّ عليه الجميع، ولذلك فهو ينفذ مصلحته اليوم.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الأتراك لا يستطيعون الاستمرار من دون الانفتاح على أوروبا، لكنّ أردوغان يقفل الأبواب عليهم، وهو لديه مشاكل مع الجميع، مجدّداً القول بأنّه كاللعبة عليه أن يرقص دائماً كي لا يسقط، معتبراً في سياق متصل أنّه رجل مهووس بالسلطة وبالعثمانيين.

واعتبر أبو فاضل أنّ أردوغان لا يستطيع تحقيق شيء بعضلاته، ولكنه قد يتمكن من تنفيذ بعض طموحاته بعضلات الأميركيين، وأشار إلى أنّه يستقوي على سوريا لأنّها مجروحة، ولكن هناك دول لا يستطيع أن يلعب معها مثل إيران واليونان، وهو له مسافة معيّنة فقط للعب فيها وليس أكثر.

المذهبية في سوريا سقطت

واستغرب أبو فاضل القول أنّ تحرير الموصل يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل مذهبية وطائفية، متسائلاً عمّا إذا كانت داعش أفضل بالنسبة للبعض من الجيش العراقي، لافتاً إلى أنّ هناك مسيحيين في الحشد الشعبي كذلك الأمر، وهناك مقاتلون فيه من كلّ الطوائف.

وفيما رفض أبو فاضل القول أنّ المشروع الطائفي هذا فشل، لفت إلى أنّ هذا المخطط لم ينجح في سوريا ولا في لبنان، مشيراً إلى أنّ رجال الدين في سوريا واعون وكذلك الدولة السورية، مشيداً في هذا السياق بمفتي العرب الشيخ أحمد بدر الدين حسون، كما وزير الأوقاف، وكذلك البطريرك الماروني في لبنان مار بشارة بطرس الراعي.

ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ كلّ الشخصيات ضدّ الخلاف الطائفي والمذهبي في المنطقة، ولفت إلى أنّ المذهبية والطائفية في سوريا سقطت.

قرار تحرير حلب اتُخِذ

وأكد أبو فاضل أنّه بات لديه قناعة أنّ الروس لا يمكن أن يتركوا حلب لقمة سائغة في فم أردوغان أو السعودية أو أميركا أو أيّ كان، وأشار إلى أنّ القرار السياسي والعسكري اتُخِذ بتحرير حلب، وهو قرار روسي سوري لعودة حلب إلى كنف الدولة وإلى حضن الدولة.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الفضيحة الكبيرة أنّ المسلحين ليسوا كلّهم سوريين، وهم بالآلاف، كاشفاً أنّ المسلحين يضيّقون كثيراً على الأهالي والمدنيين وهم لا يعطونهم الأكل والشرب، مشدّداً على أنّ هذه نقطة رئيسية برسم كلّ من يتحدّثون عن حصار غير إنساني وما إلى ذلك.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ سوريا دولة لها علم ونشيد وجيش وحدود، وهذه الحدود معروفة، لكنّ المحافظات أصبحت مضروبة جغرافياً، ولفت إلى أنّ لحلب رمزية خاصة، باعتبار أنّ سوريا لها عاصمتان دمشق وحلب كما يؤكد المسؤولون السوريون، وحلب هي زبدة الحرب السورية، مشدّداً على أنّ كلفة استرداد حلب أقلّ بكثير من كلفة استرداد دير الزور والحسكة وكذلك الرقة معقل داعش.

روسيا تستغل الانتخابات الأميركية

وشدّد أبو فاضل على أنّ حماية الرئيس السوري بشار الأسد أصبحت واجباً، مشيراً إلى أنّ الرئيس الأسد أصبح ضمانة بشخصه، كما وجّه التحية للمسؤولين السوريين الذين يبذلون جهوداً جبارة في هذه المرحلة، مسمّياً بشكل خاص وزير الداخلية اللواء محمد الشعار ووزير الدفاع ووزير الصحة وغيرهم.

واعتبر أبو فاضل أنّ هناك دولة في سوريا تقف روسيا إلى جانبها انسجاماً مع مبدئها القائل بالوقوف مع الشرعية الدولية، في حين تدعم أميركا العصابات، وأشار إلى انّ روسيا تحاول اليوم استغلال الانتخابات الرئاسية الأميركية لتحقيق انتصار سريع في حلب، حتى تكون حلب قد أصبحت خلف الإدارة الأميركية الجديدة عندما تأتي، خصوصاً أنّ الخلاف الأميركي الأميركي يستعر.

وقلّل أبو فاضل من شأن هوية الرئيس الأميركي المقبل، معتبراً أنّ لا شيء سيتغيّر في مقاربة قضايا المنطقة سواء أتت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون أم أتى المرشح الجمهوري دونالد ترامب، مشبّهاً المعركة الانتخابية الحاصلة هذه الأيام بالزجل، مشدّداً على عدم جواز التعويل على الإدارة الاميركية، لافتاً إلى أنّها تعمل من أجل الدولار فقط لا غير.

لا عودة إلى الوراء

ورداً على سؤال، جزم أبو فاضل أنّ لا عودة بعقارب الساعة في سوريا إلى الوراء أياً كانت المتغيّرات الدولية في القادم من الأيام، وأشار إلى أنّ النظام الأردني أصبح اليوم ضدّ التكفيريين وإن لم يكن يستطيع الوقوف بوجههم، لافتاً إلى أنّ الجبهة من جنوب دمشق حتى الأردن هادئة وستبقى كذلك، خصوصاً بعد انسحاب السعودية من سوريا، وهي التي كانت مسؤولة عن غرفة الموك قبل إقفالها.

ورفض أبو فاضل ما يُحكى عن أنّ أمّ المعارك ستكون في درعا، مشدّداً على أنّ الأردن لن يتدخّل في سوريا، متمنياً أن يعود إلى أصالته وجيرته مع سوريا، خصوصاً أنّ هناك ضغطاً كبيراً عليه، وهذا ظهر من الغوطة خصوصاً، وترحّم في السياق على الشهيد ناهض حتر، معربًا عن أمله بأن تظهر حقيقة جريمة اغتياله.

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ المصالحات في سوريا تمنع الحرب الأهلية، كما أنّها توقف عملية السلاح والتحريض، ليكون التعويل فقط على الدولة والجيش.

100 داعشي إلى سوريا؟

وبالانتقال إلى موضوع معركة الموصل، وجّه أبو فاضل تحية لجميع من يقاتلون داعش وترحم على الشهداء وتمنى الشفاء للجرحى، وأشار إلى أنّ الأميركيين هم من سرقوا خيرات العراق، معتبراً أنّ المسألة لم تكن تحتاج لسنتين من التحضير للدخول إلى الموصل، معرباً عن اعتقاده بأنّهم باتوا قريبين من مدينة الموصل.

واستهجن أبو فاضل ما يُحكى عن تهريب مئة قيادي من داعش إلى دير الزور والرقة، متسائلاً عمّا إذا كان أبو بكر البغدادي بين هؤلاء الذين انتقلوا إلى سوريا، لافتاً إلى أنّ الأميركيين قد يقتلون البغدادي في مرحلة ما كما قتلوا قبله أسامة بن لادن، وذلك حتى لا يكشف الكثير من الأمور والحقائق.

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الحرب على داعش طويلة، مشيراً إلى أنّ داعش تنتهي في مكان فتولد في مكان آخر، متخوّفاً بانتقال المعارك إلى المغرب العربي في مرحلة لاحقة، متحدّثاً عن وجوه توجّه لضرب تونس والجزائر، خصوصاً أنّ موقفهما كان دائماً جيداً وإلى جانب المقاومة، لافتاً إلى أنّه بات هناك داعش اليوم في ليبيا أيضاً.

السياسة السعودية خاطئة

واعتبر أبو فاضل أنّ السياسة السعودية تبيّن أنّها خاطئة بحق سوريا واليمن كما يقول الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد، مشيراً إلى أنّه على الصعيد الشخصي لا يحبّذ انتقاد المملكة العربية السعودية بوصفها رمزاً، ولكنّه ينتقد الممارسات السياسية.

وأسف أبو فاضل للجريمة التي ارتُكبت في القاعة الكبرى في اليمن والتي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا، متسائلاً عن السبب الذي يدفع السعودية للتورط في وحول اليمن، معتبراً أنّ الحرب برمتها لم يكن هناك طائل منها.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ قانون جاستا وحده يجمّد كلّ أموال السعودية، متسائلاً أين كانت السعودية سابقاً وأين أصبحت اليوم.

تجربة روسيا مريرة

أبو فاضل أكد في سياقٍ آخر أنّ تجربة روسيا مريرة مع الأميركيين، لافتاً إلى أنّ الأميركي يحاول المستحيل لجرّ الروس إلى المستنقع السوري كما حصل معه في أفغانستان سابقاً وفي أماكن أخرى، إلا أنّه أشار إلى أنّ الروس يستخدمون في المقابل سياسة العصا والجزرة، مشيراً إلى أنّ البوارج الحربية اليوم كلّها تتّجه باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هناك مناطق سوف تكون تحت المجهر الروسي في ظلّ الانتخابات الأميركية، مشدّداً على أنّ الروسي ليس مستعداً أن يخسر بأيّ شكلٍ من الأشكال، وأكد أنه لا يثق الأميركيين وبالإدارة الأميركية، التي قال أنّها تسعى دائماً لتربك أعداءها وتلحق بهم الخسائر.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ المسلحين ينتظرون قراراً من الدول الراعية لهم للانسحاب من حلب، ولا سيما أميركا وتركيا وقطر، لافتاً إلى أنّ الدور السعودي في المقابل انتهى في سوريا، ولفت إلى أنّ العامل الكردي لا يقدّم ولا يؤخّر في أحياء حلب الشمالية.

عظمة الاتحاد السوفياتي سوف تُعاد؟

ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن نفس أميركي إنجليزي فرنسي ألماني يحذر الروس ويهدد الروس، وهم يعتبرون أن عظمة الاتحاد السوفياتي سوف تعاد ويعيدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهذا الأمر يزعجهم كثيراً، مشيراً إلى أنّ دول البريكس مهدّدة دائماً بالسهام الأميركية، وعلى الروس أن يقدّموا حسن النوايا لأنهم سوف يتحرّكون عسكرياً في حلب.

وأشار أبو فاضل إلى وجود خلافات بين المجموعات المسلحة، واعتبر أنّ أردوغان وقطر وأميركا يريدون تهديم حلب، وهناك محاولة لاستدراج الروس للغرق في المستنقع السوري من بوابة حلب.

وتوقع أبو فاضل حصول تصاعد للتوتر نتيجة مواصلة المسلحين أعمالهم السلبية بحق المدنيين، ولفت إلى أنّ الروسي أصبح موجوداً في وسط المنطقة العربية اليوم، وروسيا هي قلب العرب، وقال: "نحن أمام حليف قوي جداً اسمه روسيا، والرئيس بوتين يزعجهم بتصرفهم لأنه تصرف ذكي ومحنك وتصرف رجل لديه سلطة وإمرة، وهو يقض مضاجعهم عندما يعطيهم مهلاً وفرصاً، لأنهم يعرفون أنّ هناك ضربة بعدها".

أحلام عثمانية جديدة

واستهجن أبو فاضل عودة الرئيس التركي للحديث عن اتفاقية لوزان، مشيراً إلى أننا أمام أحلام عثمانية من جديد، معتبراً أنّ أردوغان لا يتعامل مع الظروف الاقليمية والأمور الاجتماعية والمدنية، وهو لا يقبل أيّ نصيحة بالتعايش مع محيطه العربي والإسلامي، بل يصرّ على التصرف كعثماني.

ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن ضغوطات ستمارَس على المسلحين في حلب ليفكوا أسر المدنيين، مشدّداً على أنّ هؤلاء يتلقّون أوامرهم من الخارج، وهذا بات واضحاً، وأشار إلى أنّ أردوغان والأميركيين يكذبون على الناس خصوصاً عندما يتحدّثون عن جماعات معتدلة بين المسلحين.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ أردوغان يريد نفوذاً في الشمال السوري لاستغلاله لضرب الأكراد، واعتبر أنّ قضية حلب تخصّه شخصياً لأنّها تؤثر على الأكراد وتؤثر على مجريات الأمور كلّها.