أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ رئاسة الجمهورية حُسمت من حيث المبدأ، لافتاً إلى أنّ المعطيات تشير إلى أنّ رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون سيكون مبدئياً رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول الجاري.

وفي حديث إلى تلفزيون "OTV" ضمن برنامج "حوار اليوم" أداره الإعلامي رواد ضاهر، استبعد أبو فاضل تأجيل جلسة انتخاب الرئيس، مشيراً إلى أنّ التأجيل، إن حصل، فلن يتعدّى الأسبوع أو العشرة أيام كحدّ أقصى.

ورداً على سؤال، أوضح أبو فاضل أنّ حزب الله طرح التأجيل لافساح المجال للمزيد من اللقاءات بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية من جهة، والعماد عون من جهة ثانية، لكنّه لفت إلى أنّ العماد عون يعتبر أنّ التأجيل لا لزوم له، وقد يخلق ارتدادات سلبية، بل هو يطالب بتقريب الجلسة وليس تأجيلها.

88 صوتاً لعون؟

وأعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ العماد عون والفريق المؤيد له يصرّ على وجوب أن يكون انتخاب الرئيس في الجلسة المقررة في 31 تشرين الأول الحالي، مشيراً إلى أنّ هناك محاولات تجري من قبل حزب الله لعدم إحداث شرخ كبير عبر حصول تنافس في هذه الجلسة بين العماد عون والوزير فرنجية، لافتاً إلى أنّ الأخير يدرس كلّ الأمور ويحاول تدوير الزوايا.

وإذ أشار أبو فاضل إلى وجود فريق معارض لوصول العماد عون إلى الرئاسة، أكّد أنّ هذا الفريق لا يؤثر على مجريات الانتخابات الرئاسية، وربما يؤثر بعد فترة على تكليف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري كرئيس للحكومة.

ورداً على سؤال، توقع أبو فاضل أن يحصل العماد عون في حال انعقاد جلسة الانتخاب في موعدها ما يتراوح بين 86 و88 صوتاً، أي أكثر من الثلثين، مشيراً إلى أنّ النواب الباقين سيصوّت بعضهم للوزير سليمان فرنجية وآخرون سيقترعون بأوراق بيضاء.

الثالثة ثابتة

وأشار أبو فاضل، رداً على سؤال، إلى أنّ رئيس تيار المستقبل سعد الحريري يملك أكبر كتلة نيابية ولها طابع سنّي، ولفت إلى أنّ هذه الرمزية التي يمثلها ينطلق منها من والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، وذكّراً بأنّه سبق له أن رشح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية من دون أن ينجح بإيصال أيّ منهما إلى الرئاسة، إلى أن تبنى ترشيح العماد ميشال عون أخيراً.

وأكد أبو فاضل أنّه يفترض أن تكون "الثالثة ثابتة" على هذا الصعيد، منبّهاً إلى أنّه إذا لم يأتِ العماد عون رئيساً للجمهورية لن يكون هناك رئيس، وقلّل من شأن اعتراض عدد من نواب تيار المستقبل على خيار الحريري، معتبراً أنّ هؤلاء المعترضين سوف ينسحبون من المشهد السياسي في حال وصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، وبالتالي فإنّ خيارهم سينعكس عليهم سلباً.

وأوضح أبو فاضل أنّ الحريري لن يأتي بهم كنواب من جديد، مشيراً إلى أنّه في حال وصوله لرئاسة الحكومة ستتغيّر المعطيات فوراً، ويبدأ دور المعترضين والمتمردين عليه بالتحلل والتراجع فوراً.

السنيورة ليس مرجعية

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ الحريري لا يزال يمثل الأكثرية السنية، مشيراً إلى أنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو المرجعية الأقوى في البلد، ولكن هناك مرجعيات أخرى أيضاً، كالرئيس نبيه بري، والعماد ميشال عون، والنائب وليد جنبلاط، وغيرهم ممّن فرضوا نفسهم على الساحة، في حين أنّ الرئيس فؤاد السنيورة ليس مرجعية، أما الوزير أشرف ريفي فقد ربح انتخابات بلدية في طرابلس وخسرها في الميناء.

واستهجن أبو فاضل حديث الوزير ريفي عن مقاومة سلمية، مشدّداً على أنّ لبنان لا يمكن أن يكون لا سعودياً ولا إيرانياً ولا فرنسياً ولا أميركياً، مشيراً إلى أنّ مشروع الوزير ريفي لن ينجح، لافتاً إلى أنّ ما يقوله هو لتجييش الشارع السني لا أكثر ولا أقلّ، مؤكداً أنّ الشارع السني يعود إلى الرئيس الحريري عندما يصل إلى رئاسة الحكومة.

الاتفاق يجب أن يشمل الجميع

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس نبيه بري رجل وطني بامتياز، لكنه لفت إلى أنّه يبحث أيضاً عن مصلحته، مشيراً إلى أنّ بري وجد نفسه خارج التفاهمات التي تمّت ونشرت تفاصيلها في الصحف. وإذ تحدّث عن كيمياء مفقودة بين بري وعون، أشار إلى أنّ هناك مجموعة تخشى من وصول عون لأن الجنرال عون كشخص هو رجل مؤسساتي بامتياز.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ الاتفاق الذي تمّ يجب أن يشمل الجميع، وإلا سوف تبدأ المشاكل في أول عهد العماد ميشال عون في حال وصوله، وأكد أنّ عون على الصعيد الشخصي هو إنسان شعبوي وذكي ومحنّك، معتبراً أنّ الرهان هو على الجهود التي يبذلها حزب الله لتقريب وجهات النظر بين الجانبين.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس سعد الحريري لن يستطيع تشكيل الحكومة في حال بقي رئيس المجلس النيابي نبيه بري معارضاً لتسميته، وهو الذي أعلن أنّ مشكلته باتت معه ورفض استقباله، وأعرب عن اعتقاده أنّ حزب الله قد لا يسمي الحريري في حال أصرّ بري على موقفه.

جعجع منتصر

وجزم أبو فاضل أنّ حزب الله وحركة أمل لا يمكن أن يختلفا على عود ثقاب، إلا أنّه شكّك بأن يكون رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيذهب حتى النهاية في خياره الاتجاه نحو المعارضة، ملمّحاً إلى أنّه يرفع السقف اليوم لتحقيق مطالبه، وأوضح أنّ المالية بالنسبة للرئيس بري هي الأسد، وهو يطالب بالمحافظة على وزارة المال في التركيبة الحكومية الجديدة، كما يطالب بالنيابة العامة المالية.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أذكى من أن يضع العصيّ في الدواليب، متحدّثاً عن دور فاعل وقوي لجعجع في العهد الجديد، مشيراً إلى أنّ جعجع يهمّه أن يحكم العماد عون، لأنه يريد أن يأتي رئيساً للجمهورية من بعده، لافتاً إلى أنّه لم يفتح جمعية كاريتاس أو جمعية مبرات خيرية.

وشدّد أبو فاضل على أنّ جعجع منتصر بحال وصول العماد عون، فهو أولاً انتصر على غريمه الشمالي الوزير سليمان فرنجية، كما انتصر سياسياً.

مصلحة جنبلاط مع عون

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ مصلحة النائب وليد جنبلاط هي مع العماد عون ومع سعد الحريري، مرجّحاً أن يدخل جنبلاط إلى العهد ويساير العهد، إلى أن تجري الانتخابات النيابية، وبعدها يبنى على الشيء مقتضاه. وأكد أنّ جنبلاط لن يضحّي بمستقبله، مستبعداً أن يسلّم زمام الأمور لنجله تيمور إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا.

في المقابل، اعتبر أبو فاضل أنّ لحزب الكتائب مصلحة في المعارضة، موضحاً أنّ الاتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لم يكن لمصلحة الكتائب، بل كان ضدّ الكتائب وضدّ النواب المستقلين، لافتاً إلى أنّ الكتائب ستكون خاسرة في حال إجراء الانتخابات النيابية وفق قانون الستين.

ورداً على سؤال، انتقد أبو فاضل بشدّة قانون الستين، إلا أنّه أعرب عن اعتقاده بأنه لا يضرّ سعد الحريري ولا حزب الله ولا حركة أمل ولا التيار الوطني الحر ولا القوات اللبنانية ولا وليد جنبلاط، بل يكرّس هذه الزعامات كما هي، مشيراً إلى أنّ قانون النسبية في المقابل يحيى الحركة السياسية، مستبعداً السماح بتشريع مثل هذا القانون، متمنياً أن يسعى العماد عون في سبيله في العهد الجديد.

الثلاثية الذهبية باقية

وأكد أبو فاضل أنّ 8 آذار باقية كما هي طالما المقاومة صامدة، مشيراً إلى أنّ هناك الكثير من الأحزاب في 8 آذار تؤيد الدولة السورية، وهناك قسم في 14 آذار وجد نفسه منخرطاً مع داعش وجبهة النصرة، فقرّر إعادة النظر بمواقفه وتموضعاته السياسية.

وشدّد أبو فاضل، رداً على سؤال، على أنّ النأي بالنفس عن سوريا لا يمكن أن يحصل خصوصاً في ظلّ أزمة النازحين، وأشار إلى أنّ وجود حزب الله في سوريا هو وجود مشرّف، معتبراً أنّه لا يحتاج إلى شرعية من الحكومة المقبلة، لافتاً إلى أنّ الرئيس الحريري لا يستطيع أن يأتي في ظلّ وضعه الحالي بنيّة محاسبة حزب الله.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ العماد ميشال عون، إذا كان رئيساً للجمهورية، سيكون ضامناً لكلّ شيء، لكن ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة الذهبية سوف تبقى ضمن البيان الوزاري بالتأكيد، متسائلاً لمن نريد تسليم ذقننا، في وقت لا تزال إسرائيل تحتلّ مناطق من لبنان، ولا يزال التكفيريون على الحدود.

ثلث ضامن ومستتر

وجدّد أبو فاضل الحديث عن ثلث معطل ضامن ومستتر للمقاومة في لبنان، مشيراً إلى أنّ هذا الثلث سيضمّ الرئيس بري إذا شارك في الحكومة، لافتاً إلى وجود ثقة كبيرة بالعماد عون، ولا أحد يستطيع أن يزايد عليه على هذا الصعيد.

واعتبر أبو فاضل أنّ لا لزوم للعداوات بين مناصري بري وفرنجية وعون على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أنّ كلّ شيء في السياسة مشروع، وأنّ القادة الثلاثة قد يلتقون في نهاية المطاف، وبالتالي فلا لزوم للشتائم التي يتبادلها مناصروهم.

وأكد أبو فاضل، رداً على سؤال، أنّ العماد عون يأتي إلى الرئاسة بزعامة تاريخية، معتبراً أنّ العماد عون رجل تاريخي لن يتكرّر، وهو سيقوم بتوازن إلى حد ما ليس على الصعيد المسيحي فقط، معتبراً أنّ رئاسة الجمهورية ليس فيها صلاحيات لأنّ بكركي تنازلت عنها في الطائف.

خطاب القسم لن يكون تقليدياً

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ العماد عون يريد أن يحافظ على ميثاق العيش المشترك، وهو لن يكون كما غيره، مشيراً إلى أنّ تهميش المسيحيين اليوم لا يمكن أن يحصل، لافتاً إلى أنّ عون يعرف ماذا يفعل، وهو سيسعى لإقامة توازن، ولتأمين المناصفة التي نصّ عليها ميثاق العيش المشترك.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ مهمة العماد عون محفوفة بالمخاطر، وهي ليست سهلة بعد سنتين ونصف من الشغور، خصوصاً أنّ الرئيس السابق ميشال سليمان لم يعرف مطلقاً كيف يملأ مركزه على مدى ستّ سنوات من ولايته، وأشار إلى أنّ عون كان محقاً عندما كان ينتقد تطبيق الطائف.

وأكد أبو فاضل أنّ خطاب القسم الذي سيلقيه العماد ميشال عون في حال انتخابه لن يكون تقليدياً كغيره، مع احترامه لكل الرؤساء الذين تعاقبوا منذ الطائف حتى اليوم، ولا سيما فخامة الرئيس العماد إميل لحود، مشيراً إلى أنّ الناس سترى أفعالاً وليس مجرد أقوال.

إحراج حزب الله؟

وأكد أبو فاضل أنّ التسوية الرئاسية في لبنان هي داخلية بالجزء الأكبر، مشيراً إلى أنّ الموقف الأميركي بشأن الرئاسة الذي صدر عن وزير الخارجية الأميركي جون كيري تمّ توضيحه، ولفت إلى أنّ السعودية لم تستغنِ عن الورقة اللبنانية، ولكنها تركت سعد الحريري ليدبر أمره بنفسه، وهي لا تريد أن تتورط بأيّ موقف، على أن تبني على الشيء مقتضاه في المرحلة المقبلة.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل رفض النزول لمستوى الوزير أشرف ريفي واليافطات التي يرفعها في طرابلس، متسائلاً عمّا إذا كان العماد عون إيرانياً أو سورياً، وأشار رداً على سؤال إلى أنّ إيران وسوريا لم تتدخلا في الملف بل سلمتا الأمر لحزب الله.

وشدّد أبو فاضل على أنّ حزب الله قد يسهّل أمر الحريري إذا التزم معهم بموضوع المقاومة، ولكنّه في حال لم يلتزم فسيكون موقف الحزب مغايراً ومختلفاً، وأشار إلى أنّ السوريين لا يأخذون مواقف في لبنان، وهم لا يريدون إحراج حزب الله بأي شكل من الأشكال.

قرار تحرير حلب اتُخِذ

وفي الملف السوري، لفت أبو فاضل إلى أنّ وضع المسلحين مأزوم بعدما استطاع الجيش السوري وحلفاؤه والروس تطويق مدينة حلب، مشيراً إلى أنّ هناك تحضيرات لضربة كبيرة والبوارج الروسية بدأت تصل إلى المنطقة، مشدّداً على أنّ استرداد حلب في عزّ الانتخابات الأميركية أمر واجب وضروري، حيث يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد أنّ هذا الاسترداد يخفّف سبعين بالمئة من مشاكل سوريا ويعيد الحرب في سوريا إلى الوراء سبعين بالمئة.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أن من يأخذ حلب يستطيع أن يتحرّك من ضمن خطة كبيرة وتوجهات وتوجيهات داخل سوريا وخارج سوريا وفي المفاوضات، مشيراً إلى أنّ المعارضة لا تستطيع أن تأخذ حلب لأنّ الأميركي محرَج دولياً، مشدّداً على أنّ الاتجاه هو لتحرير حلب بسرعة، متحدثاً عن ضربات كبيرة جداً يتحضر لها الروس مع الجيش السوري.

وجزم أنّ القرار باسترداد حلب اتُخِذ، لافتاً إلى أن الروس لن يتراجعوا أبداً، ولدى الروس قاعدة كبيرة في حميميم وفي طرطوس، وخلص إلى أنّ الوضع الإقليمي جيّد جداً.