رأى رئيس حزب "القوات" ​سمير جعجع​ أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "شخص براغماتي، قبل العام 2005 كان ضد سلطة الوصاية السورية وضد "حزب الله"، وكان جزءا لا يتجزأ ولعب دورا كبيرا لإصدار القانون الأميركي لمحاسبة سوريا وذهب شخصيا الى الكونغرس وأدلى بشهادته ضد سلطة الوصاية آنذاك"، مذكرا أنه "منذ 1990 حتى 2005 كان يقول دائما ان حزب الله موجود في لبنان بدعم سوري و​ايران​ي ولا علاقة له بالحقائق اللبنانية، وبعد أن عاد عون من منفاه عام 2005 لم يجد لنفسه مكانا في تحالف 14 آذار، فتصرف بشكل براغماتي وتحالف مع حزب الله، ولكنه لا يؤمن بولاية الفقيه ولا يعتمد استراتيجية حزب الله".

وأوضح جعجع في حديث لقناة الـ"CBC" المصرية أنه "في الخطاب الأخير للأمين العام لـ"حزب الله " السيد حسن نصرالله حين هاجم السعودية والبحرين، وزير الخارجية جبران باسيل وقال ان هذا الكلام لا يُعبر عن رأيهم، وهذا خير دليل ان وصول عون الى الرئاسة ليس وصولا لحزب الله اليها"، مؤكدا أن "لا وجود لصفقة بيني وبين عون. وأنا لم أكن لأُقدم على خطوة ترشيح عون إلا بعد طول تفكير، بتنا بأمسِ الحاجة للوصول الى رئاسة جمهورية".

وشدد على أن "حزب الله لا يريد أحدا في رئاسة الجمهورية لأنه لا يريد جمهورية في الأصل، ولكنه لا يستطيع التعطيل بمفرده وكان بحاجة لقوة أخرى تمثلت بالعماد عون، وانطلاقا من هذا الواقع كنا أمام خيارين إما الذهاب مع حزب الله وكسر الجمهورية وإما سحب العماد عون من هناك"، متسائلا: "لماذا موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري حاد الى هذه الدرجة ضد العماد عون؟ فلو كان عون ذراع طهران في السلطة كما يقال أكان عارضه بري بهذا الشكل؟ فعون حين يصل الى رئاسة الجمهورية ونظرا لأنه شخص براغماتي سيكون همه إنجاح رئاسة الجمهورية وهذا ما يزعج حزب الله".

وعن كيفية صمود لبنان في ظل الفراغ الرئاسي الطويل، قال:"هذا يبين مدى قوة النظام اللبناني، فالمواطن اللبناني متمسك بوطنه وأرضه، ويبقى الانتاج القومي صامدا مع نمو حوالي 1.5 أو 2% سنويا فضلا عن نظام نقدي قوي، ومؤسسات الدولة مثل الجيش والأجهزة الأمنية والمصرف المركزي تعمل بشكل جيد، للأسف بعض ادارات الدولة يضربها الفساد ولكن هذا أمر يصحح"، مشيرا الى أن "اللاجئين السوريين يشكلون نزيفا كبيرا للاقتصاد اللبناني وبات عددهم يقارب نصف عدد سكان لبنان ولكن لدينا واجبات انسانية لا نقبل بالتخلي عنها".

وعما اذا ما سيكون "حزب الله" أقوى مستقبلا، أجاب جعجع:" طبعا لا، بكل صراحة، بخلاف ما يعتقد البعض، فوصول عون الى رئاسة الجمهورية ليس أمرا مستحبا من حزب الله ولو أنه سيضطر في نهاية المطاف الى محاولة الظهور بالقبول به ولكن سيؤدي هذا الأمر على المدى الى إضعاف الحزب".

وعن الحل في سوريا، أكد جعجع أن "الحل يجب أن يكون سياسيا، ولكن كيف يمكننا الوصول الى حل سياسي في ظل وجود نظام لا يعتمد إلا العنف والبطش أضف إليه الآن مجموعة ميليشيات ايرانية تقدر أقله بـ30 ألف مقاتل"، معتبرا أنه "طالما ان بشار الأسد موجود في سوريا لا مجال لأي حل، وقد تصورت حلا منذ خمس سنوات وطرحته على قيادات عربية، أنا أرى أنه لا ينقذ الوضع في سوريا سوى تشكيل قوة عربية مشتركة فعلية تمسك الوضع الأمني في سوريا، في طليعتها الجيش المصري ومجموعة جيوش عربية أخرى، وبعد ذلك نبدأ بحل سياسي".

ورأى أنه "من حق ايران تكبير حجمها مثل بقية الدول، ولكن المشكلة معها أنها تسعى الى هذا النفوذ في الشرق الأوسط بطرق غير متعارف عليها وغير مقبولة، ففي لبنان مثلا ايران تترك الدولة الشرعية وتساعد حزب الله الذي هو جزء من فريق مذهبي واستحضرت التاريخ الذي يجب أن نتخطاه وأعادت إحياء العصبيات ومولت هذا الفريق وأعطته السلاح ودربته، وتحاول فرض سياستها من خلال هذا الفريق بالقوة، وفي سوريا مثلا دعمت ايران أيضا النظام الديكتاتوري الحاكم بعد أن قامت الثورة السورية ضده بشكل سلمي في أول ستة أشهر من انطلاقتها، والآن تساعده عبر مده بميليشيات لمساعدته"، موضحا أن "الاتفاق النووي بين ايران والغرب هو نووي فقط، ومن هنا خطأه الرهيب، وأكبر دليل ان السياسة الغربية في سوريا بخلاف السياسة الايرانية وفي العراق تتلاقى في أماكن وتختلف في أماكن أخرى".