أكد رئيس تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ "أنني لن أنسحب من الانتخابات الرئاسية وأنا أكثر شخص مرتاح لأنني أعرف ماذا أريد واعرف انه سيحصل انتخابات"، مشيرا الى انه "اذا خسرنا مستعدون نفسياً وسياسياً واذا ربحنا مستعدون لذلك، فنحن نضع احتمالي الخسارة والربح في جلسة 31 تسرين الاول".

وفي حديث تلفزيوني، اعتبر انه "بالنسبة لنا "حزب الله" لديه كثرة الأخلاق وقلة الأخلاق معروف من يمتلكها"، متمنيا "الخروج من الدوامة التي نحن موجودون فيها والتي أدت لمقتل البلد اقتصاديا واجتماعياً، والا لا تأخذنا الانتخابات الرئاسية إلى مرحلة مجهولة".

وأشار الى انه "ليس لدينا أي مشكلة بوصول رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" ميشال عون للرئاسة"، مؤكدا انه "اذا ربح سنهنئه لأنه صبر ونال ما عمل من أجله، لكن كل شخص معروف تاريخه وماذا فعله في المراحل المختلفة، فعون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اسمهما لم يرتبط يوماً بالنهضة والاستقرار والازدهار بل ارتبط بمرحلة حرب واجرام وفوضى".

ولفت الى ان "اتفاق رئيس التيار "الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ومدير مكتب رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، نادر الحريري الغى كل الالتزامات السابقة ومشى الجانبان باتفاق الطائف رغم أن عون كان أول من طالب بتعديل صلاحيات رئيس الجمهورية وتعديل اتفاق الطائف، طالبا من عون أن يقول لنا ماذا فعل من التسعين وحتى اليوم".

ورأى ان "الرأي العام المسيحي يقول انني بعت المسيحيين ويقول أن "التيار الوطني الحر" لم يهاجمني، وعندما أيدني الحريري شنت كل الاتهامات عليّ واتهموني بأنني أريد اعادة رموز الفساد إلى لبنان، واليوم بعد سنة كل ما اتهمت فيه فعلوه هم".

وعن اللقاء الذي جمعه بالحريري، أوضح ان "جلستي مع الحريري كان لمدة نصف ساعة وكان الحديث عن المواضيع السياسية وسألني اذا كنت اريد الذهاب الى سوريا، قلت نعم لأن الرئيس السوري بشار الأسد صديق لي، وقلت له أنه لا يمكن وضع شرط علي أن لا أذهب إلى سوريا، مشيرا الى "أننا تكلمنا بقانون الانتخابات فقلت له أننا ندرس هذا القانون في الحوار، ليجيب أنه يريد قانون "الستين"، لكنني لم اوافقه، فلا اريد اي قانون ممكن ان يلغي اي فريق فوافق على قولي، لم نتكلم مع الحريري حول وظائف الدولة او قيادة الجيش التي أكدنا أنها تريد توافقاً وطنياً وموافقة دولية ".

وأشار الى "أنني نقلت لـ"حزب الله" ماذا حدث وبالمستجدات واتفقت مع الامين العلم للحزب السيد حسن نصرالله بوضع عون بالجو، وعندما ذهبت لعون قلت له انني جئت ومعي دعم يمكن ان يوصلني إلى رئاسة الجمهورية وأنني معه اذا بقي مرشحاً للرئاسة، وسألته اذا انسحبت انت هل ستساعدني قال لي أنه لن يساعدني "، معتبرا "انهم يعتبرونني غير موجود في المعادلة عندهم، ومسّوا بكرامتي، وكان يمكن لعون ان يرضيني لكنه دائماً تعامل معي بطريقة غير صحيحة، ومنذ عشر سنوات عندما ننفذ ما يريده عون نكون جيدين واذا ما قمنا بذلك يتخلون عني".

وأكد انه "في الحكومة التي تشكلت في العام 2008 كنت أنا افاوض بين عون والحريري وانا قمت بإحضار كل الوزارات لعون ورفضها لأنها أتت عبري، والتصرف منذ عدة سنين بحقي لم يكن جيداً وتخليت عن الحقائب السيادية من أجل عون"، مشيرا الى "انني رفضت أن أكون وزيراً للاتصالات في العام 2008 كي لا أكون مأموراً من عون ورفضت أن أنفذ القرارات التي يضعها عون، فطلبت من عون أن يعطي وزارة الاتصالات لجبران باسيل".

وأوضح ان "العونيين صوتوا ضدنا في انتخابات 2009 بزغرتا لأنني رفضت ترشيح فايز كرم، وبالتالي لا يوجد منة علينا من عون في انتخابات زغرتا ولا في أي منطقة"، وسأل عون: "لماذا لم تطلعني على المحادثات التي قمت بها منذ العام 2008 حتى اليوم ولماذا يطالبونني بأن أطلعهم على محادثاتي؟"، لافتا الى "انني كنا دائماً نزور عون ونطلب منه أن يطلعنا على ما يقوم به وكان يعترف أن أخطأ، في المقابل يستخف بنا و"يغمز باسيل" في الجلسة".

وأشار الى انه "اذا حصل اجماع وطني فبالتوفيق لعون، فالصوت الشيعي ليس كله مع عون والصوت الدرزي غير محسوم بعد، لافتا الى انه "بنظرهم هناك مسيحي بندوق ومسيحي أصلي، الراعي يريد رئيس للجمهورية ونعترف أن عون ميثاقي لكن هو لا يمثل الميثاق وبرأيه هو أقوى شخص بالعالم".

وأشار الى انني ذهبت أنا المعاون السياسي للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب الحاج وفيق صفا عند باسيل، حيث قالا له انكم بحاجة لرئيس مجلس النواب نبيه بري من أجل الانتخابات الرئاسية"، لافتا الى ان "باسيل رفض التعاون مع بري في الانتخابات، وراهنوا على ان "حزب الله" سيرفض الوصول إلى انتخابات الرئاسية لكن الحزب صدم الجميع ووافق على الذهاب وبالتالي نحن ذاهبون إلى جلسة انتخابات في نهاية هذا الشهر".

وأكد ان "علاقة صداقة صريحة نبنت بيني وبين الحريري، ولم يكذب علي في أي نهار وعندما قمنا بتفاهم لم يكذب علي بشيء، وعندما رشح عون كان صادقا معي، وليس لدي أي شيء لأحد في فريق 14 آذار، مشروعي سياسي وأنا اليوم أيدت عون لآخر الطريق وانتقلت الأمور من سياسية لشخصية وتحدياً شخصياً، واذا نزلت للجلسة لا ارى نفسي رابحاً لكن تحولت القصة إلى كرامة شخصية مع عون"، مشددا على ان "حظوظ عون أقوى للوصول إلى رئاسة الجمهورية بوجود الورقة البيضاء، لكن اذا تحولت هذه الأوراق البيضاء إلى رصيدي سترتفع حظوظي، ورئيس "أللقاء الديمقراطي" وليد جنبلاط تعامل معي اخلاقياً دائماً، وبري صديق تاريخي لي وما فعله معي اليوم هو كبير جداً".

واعتبر "انكم اذا فتحتم قلب السيد نصرالله ستجدون اسم سليمان فرنجية في داخله"، مشيرا الى "أنني أعتب على أبواق 8 آذار التي خونتني رغم تنسيقي الكامل مع "حزب الله" وجعلوا من عون بطلاً قومياً رغم ما فعله، وانا نسقت كل شيء مع "حزب الله" ووافقوا على أن يأتي الحريري رئيساً للحكومة".

وأوضح فرنجية أنه "يمكن للحريري أن يكون رئيساً للحكومة بوجود الأصوات في مجلس النواب، وبالسياسة اليوم لا مانع لدينا بوصول الحريري"، مشددا على أن "وصولي أو وصول عون إلى رئاسة الجمهورية هو انتصار لقوى 8 آذار"، ومؤكداً أن "من يراهن على انقسام 8 آذار واهم لأن المقاومة هي ما تجمعنا".

ولفت فرنجية إلى أنه "لا يمكن لعون أن يقول أنه لم يسئ للطائفة السنية ولا يمكنه القول أنه بخمس دقائق حل المشكلة مع هذه الطائفة، ونحن اليوم مهما حصل سنبقى نتحدث عن الوفاق الوطني والعروبة ولن نغير الآراء وفق التغيرات السياسية"، مشيراً إلى أن "الموقف السني الذي اتخذ مني عام 2005 كان سياسياً والكل يعرف انني ظلمت في هذا العام والطائفة السنية في الشمال تحب سليمان فرنجية".

ورأى فرنجية أن "نصرالله قال أن لا مانع لديه بوصول الحريري لرئاسة الحكومة لكن هذا لا يعني أنه سيدعم وصول الحريري، وبالتالي اذا لم يصوت حزب الله وحركة أمل لم يعد وصول الحريري إلى الحكومة ميثاقياً الا اذا نسي عون الميثاقية لأنه وصل الى رئاسة الجمهورية"، مضيفاً "اذا سمّيت الحريري لرئاسة الحكومة سأكون سعيداً وان لم اسمِّ سأكون حزينا، فانا أنتظر المفاوضات الأخيرة التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الموضوع لاتخاذ موقف".

واعتبر فرنجية أن "علاقتي مع حزب الله استراتيجية وكنا دائماً صريحين ولم نختلف يوماً وموضوع السيد نصرالله هو استراتيجي عندي ولا أحد يلعب بهذا الموضوع ونصرالله أعطاني احترام وسياسة على عكس عون".

وأشار فرنجية إلى أنه "مع الجنرال عون لا يمكن بناء شراكة بل يوجد تبعية وهذا ما لا يمكن أن أقبل به"، معتبراً أنه "لا يوجد شيء اسمه قائد لقوى الثامن آذار بل نحن مجموعة قوى نتحاور وفضلنا عون في البداية على أن يكون الأول فينا وليس الأوحد، ودائماً يتعامل معنا على اننا اتباع وانه هو الأوحد"، لافتاً إلى "انني الوحيد الذي أدفع ثمن خياراتي السياسية على عكس عون الذي يربح من هذه الخيارات".