عملياً كل التحضيرات الجارية في لبنان تشير الى أن البلاد ستكون في 31 تشرين الأول الجاري أمام إنتخاب رئيس للجمهورية بعد سنتين وخمسة أشهر من الفراغ، والمفترض أن يكون رئيس البلاد المقبل هو النائب في البرلمان اللبناني عن قضاء كسروان رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون.

ولكن ماذا بعد انتخاب عون رئيساً؟ هل يبقى نائباً في البرلمان اللبناني أم يخلو مقعده كونه أصبح رئيساً ويصار الى إجراء إنتخابات نيابية فرعية؟!

"فعلياً وبعد إنتخاب العماد عون رئيساً للبلاد سيؤدي قسم اليمين ويصبح فعلياً الرئيس ميشال عون وينتقل الى قصر بعبدا لتسلم مهامه وفي نفس الوقت تعتبر حكومة تمّام سلام مستقيلة في حين أن عون يحدّد مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري موعداً للاستشارات النيابيّة". هذا ما يؤكده الخبير الدستوري الوزير السابق ​سليم جريصاتي​ عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "هذه إجمالا هي آلية بداية العهد".

جريصاتي شرح لـ"النشرة" أن "مقعد عون النيابي في كسروان يصبح شاغراً فور انتخابه رئيساً ويجب أن يصار الى إنتخاب خلف له". الأمر نفسه يؤكده الخبير القانوني ​أنطوان صفير​ الذي يلفت إلى أنّه "عندما يصبح النائب رئيساً يكون أصبح بالسلطة العليا و لا يمكنه الدمج بين صلاحيات رئاسة الجمهورية والنيابة في آن معاً".

إذاً وبحكم القانون تنتهي ولاية عون النيابية بعد انتخابه رئيساً ولكن يبقى الجدال حول اللجوء الى إجراء إنتخابات نيابية فرعية. هنا يشرح جريصاتي أن "المادة 41 واضحة وتشير الى أنه وإذا خلا مقعد في مجلس النواب يجب الشروع بانتخاب الخلف خلال شهرين إذا كانت مدة ولاية المجلس تقارب الستة أشهر"، وهذه هي الحال اليوم، ما يعني أنّه يجب أن يصار إلى انتخاب خلف لعون خلال شهرين، مشيراً الى أن "من مهام وزارة الداخلية المستقيلة دعوة الهيئات الناخبة لإجراء الانتخابات الفرعية في المدة المحددة". ولكنّ صفير يرى في المقابل أن لا ضرورة لإجراء هذه الانتخابات طالما أنّ هناك انتخابات نيابية يفترض أن تحصل بعد ستة أشهر.

في المحصلة، الأكيد أنّ العماد ميشال عون سيخسر مقعده النيابي مع وصوله إلى سُدّة الرئاسة، ليبقى السؤال عمّا إذا كنّا سنشهد انتخابات فرعية خلال شهرين، أم يتمّ إرجاء الموضوع ريثما يحين موعد الانتخابات النيابية، إن تمّت في موعدها...