تترقب الأوساط المسؤولة في باريس عبر صحفية "الحياة" "مسألة تشكيل الحكومة اللبنانية بعد انتخاب رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون رئيساً للجمهورية" ورأت أنه "إذا تمكن رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​ من تشكيلها من وزراء لديهم القدرة على إدارة البلد ستبذل فرنسا جهوداً لتعبئة أصدقاء لبنان حينها، فليس هناك معنى في نظر باريس لأن يعقد اجتماع لدعم لبنان قبل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة".

ورأت الأوساط أن "اتصالات باريس مع الجهات اللبنانيين لم تؤد إلى تكوين فكرة حول تفاصيل ما تم الاتفاق عليه بين الحريري وعون في شأن الحكومة، فالحريري نقل إلى الجانب الفرنسي أنه حصل على تعهدات عامة من عون حول الحكومة والنأي بالنفس عن أزمة سوريا، لكن باريس لم تحصل من عون أو من رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل على أكثر من عموميات بأن الحكومة سيتم تشكيلها"، مشيرةً إلى أن "أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" ​سمير جعجع​ فلم يثر موضوع تشكيل الحكومة، ما يشير إلى أنه سيكون معقداً وثمة أسئلة لدى باريس حول ما إذا كان الحريري سيتمكن من تشكيل حكومة، وهل سيكون هناك قانون انتخاب جديد ومجلس نيابي جديد".

ولفتت إلى أن "الحريري قال للجانب الفرنسي إنه لم يكن لديه حل آخر سور تأييد عون وإن الجميع رأى اقتراب موعد الانتخابات وكان الاحتمال ألا تكون هناك حكومة ولا رئيس وأن خطورة ذلك أدت إلى هذه التسوية وقراءة باريس أن الحريري بحاجة إلى تعزيز قيادته على الصعيد السني لذا ينبغي أن يعود إلى ممارسة الحكم"، معتبرةً ان "جعجع يرى أن باسيل لن يتمكن من أن يرث قيادة المسيحيين، وأنه سيكون هو الوريث، في حين أن رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ما زال شاباً في الخمسين من عمره ويرى أن الدولاب سيبقى يدور حتى يصل دوره إلى الرئاسة".

واعتبرت الأوساط أن "رئيس اللقاء الديمقراطي" النائب ​وليد جنبلاط​ بحاجة إلى حماية مجموعته البرلمانية وأبناء طائفته والمصالحة المسيحية الدرزية" ورأت أن "حزب الله" هو الكاسب في كل الأحوال لأن في غياب رئيس تستمر الفوضى ومعها تستمر ممارسة نفوذه، ومع وجود الرئيس يمكنه التعطيل الحكومي وهو دائما يكسب"، مشيرةً إلى أن "المزيد من الفراغ المؤسساتي هو لمصلحة "حزب الله" مقارنة بالحد الأدنى من عودة العمل المؤسساتي"، معتبرةً أنه "إذا كانت هناك ديناميكية تنشأ من انتخاب رئيس تؤدي إلى تشكيل حكومة مع مجلس نيابي جديد فإن بإمكان لبنان أن يستعيد عافيته ويبدأ الخروج من الأزمة".

ورأت أن "موضوع لبنان أصبح الآن في إطار العلاقة بين "حزب الله" وإيران أكثر مما هو في العلاقة بين "حزب الله" وسوريا وما يقوله الجانب الإيراني لباريس بعد التسوية حول رئاسة عون، أن على السعودية أن تساعد الرئيس المنتخب في لبنان"، لافتةً إلى أن "وزير الخارجية السعودي ​عادل الجبير​ اعتبر أنه إذا كان اللبنانيون يريدون انتخاب عون فلينتخبوه من دون أي تعليق آخر حول الموضوع"، مشيرةً إلى أنه "في الوقت الحالي هناك أولويات أخرى للسعودية".