إذا كان رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب فؤاد السنيورة يتمسك برفضه الاقتراع لمصلحة رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ويحرض زملاءه على التمرّد بوجه رئيس تيار "المستقبل" النائب ​سعد الحريري​، خوفاً على مستقبله السياسي في جمهورية رئيسها عون ورئيس حكومتها الحريري، فلماذا يصرّ ممثل قضاء الضنيّة في الكتلة الزرقاء النائب ​أحمد فتفت​ على موقفه الرافض لعون، على رغم التمنيات الكثيرة التي سمعها من الحريري، وعلى رغم النصائح التي تلقاها من داخل تيار المستقبل وخارجه؟

سؤال، للإجابة عليه، لا بدّ من الدخول الى كواليس البيت المستقبلي، والبحث عن الأسباب الحقيقية التي دفعت فتفت لأن يكون رأس حربة في المعركة التي تخاض ضد ترشيح "الجنرال".

بين قيادات تيار "المستقبل"، هناك من يفسّر موقف فتفت على الشكل التالي: "عندما كان الحريري غائباً عن لبنان، لعب السنيورة دور قائد الأوركسترا في كتلته لا بل في التيار ككل، وكان فتفت في تلك الفترة من أقرب المقربين الى الثاني والمتأثرين بنهجه وطروحاته، وبالتالي، ليس من السهل عليه اليوم، أن يتخلى عنه بين ليلة وضحاها فقط لأن الحريري عاد وأمسك بزمام الأمور وقرر تبني ترشيح العماد عون الى رئاسة الجمهورية".

وبين قيادات التيار الأزرق، هناك من يربط موقف فتفت المتشدد ضد عون، بأسباب إنتخابية بحتة تتعلق بقضاء الضنيّة عموماً، وببلدة فتفت سير الضنية بشكل خاص. وفي هذا السياق يكشف مصدر شمالي في كتلة "المستقبل"، أن فتفت يعاني منذ سنوات تراجعاً في شعبيته أكان في بلدته أو في قضائه، وهذا ما سبب له مشاكل عدة مع قيادة التيار ومع الحريري شخصياً. ففي إنتخابات عام 2010 البلدية وكذلك في دورة العام 2016، خسر فتفت المعركة في بلدته وخسرت لوائح التيار الأزرق أيضاً في أكثر من بلدة وازنة في القضاء، كل ذلك بقيادة سياسية منه. بعد خسارة العام 2010 سمع فتفت كلاماً لم يعجبه من الحريري. كلام يهدد موقعه النيابي، وفي الأشهر القليلة الماضية، كرّر الحريري كلامه التهديدي أمام بعض المقربين من فتفت، في رسالة واضحة تشير الى أنه غير راضٍ عن ادائه، وبالتالي قد يلجأ الى تغييره في الدورة النيابية المقبلة. لكل ما تقدم، يقول المتابعون، "يحاول فتفت بموقفه الرافض لعون الوصول الى أمر من إثنين:

1-إما شد عصب الجمهور السني في دائرة المنية–الضنية وإستعادة ما خسره، كي يفرض نفسه على الحريري في أول إستحقاق نيابي مقبل متسلحاً بإستطلاعات الرأي التي يلجأ اليها عادةً رؤساء الأحزاب والتيارات لإختيار مرشحيهم،

2-إما شد عصب هذا الجمهور لخوض معركة ضد تيار "المستقبل" ونسج تحالفات جديدة قد يكون عنوانها الحالة الحريرية التي يؤسس لها وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي، كل ذلك في حال قرر الحريري التخلي عنه وعدم إدراج إسمه على لوائحه.

غير أن ما يقوم به فتفت بوجه الحريري، سيودي به بالتأكيد، الى النتيجة التالية: تخلّي الحريري عنه وعن جميع المتمردين على قراره، في الإنتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما ردده الحريري امام نوابه ككل في أكثر من إجتماع.