قبل ان يغادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جنيف لحضور المؤتمر البرلماني الدولي، انهالت الإتصالات على عين التينة. كتل نيابية وقوى سياسية استوضحت منه ما يريد فعله إزاء جلسة انتخاب رئيس الجمهورية. البعض حاول الضغط على بري لإفقاد الجلسة نصابها، لكن رئيس المجلس ردّ عليهم: "لست أنا من يُعطّل جلسات، فلنذهب للمجلس ونصوّت أياً تكن النتيجة".

كان بمقدور برّي ان يعطّل جلسة الانتخاب، خصوصا ان هناك كتلاً ونواباً كانوا سيتّخذون موقف رئيس المجلس ذريعة لعدم الحضور الى ساحة النجمة يوم الاثنين المقبل. لذلك قال بري لرئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون خلال استقباله في عين التينة: "تعطيل الجلسة في جيبتي الكبرى ولن افعل". كانت واضحة تلك الرسالة للجنرال، وتعبّر عن التزام برّي بخياره في دعم رئيس تيّار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​، وعدم رضاه عن اتفاق سياسي ثنائي صاغه وزير الخارجيّة رئيس التيّار "الوطني الحر" ​جبران باسيل​ و​نادر الحريري​ مدير مكتب رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري.

بعد عودة بري من جنيف، وصل على الفور وفد الحزب "التقدمي الاشتراكي" برئاسة رئيس الحزب "التقدّمي الاشتراكي" النائب ​وليد جنبلاط​ الى عين التينة. بدا "البيك" حريصاً على عدم إعطاء أي موقف نهائي لعون قبل الاستشارة مع رئيس المجلس. وهذا ما حصل. استقبل جنبلاط "الجنرال" مباشرة بعد عودته من عين التينة.

الأمر تكرر مع القوميين، ولم يتخذ "الحزب السوري القومي الاجتماعي" موقفاً نهائياً من دعم عون الا بعد زيارة النائب اسعد حردان رئيس المجلس. الجواب تكرر عند برّي لكل من راجعه: افعلوا ما ترونه مناسباً وبحسب مصلحتكم.

لم يُقفل رئيس المجلس الباب لا الآن، ولا يبدو من كلامه انه سيقفله غداً. ما يعني أن الاحتمالات مفتوحة، لكن بري يقول: "انا معارضة الآن".

حين نسأل بري عما سيفعل بعد انتخاب الرئيس يقول: "سأراقب من دون ان أتدخل". ماذا يعني ذلك؟ ألن تشارك في الحكومة؟ يجيب: "العدس بترابو وكل شي بحسابو". نحاول الاستفسار منه اكثر، يرد بإختصار: "أنا موجود هنا في عين التينة، من يأتي أهلاً وسهلاً به، سأستمع منهم وماذا سيطرحونه". نسأل: ماذا عن البيان الوزاري ولمساتك التوفيقية التي اعتاد عليها اللبنانيون؟ يقول: "لن أتدخل هذه المرة، سأكون مرتاحاً".

يوحي كلام بري انه لن يكون معطّلا، ولا معرقلاً في المرحلة المقبلة. لكن كل شيء مرهون بأوانه. بالنسبة إليه لا يمكن استباق الامور. فلننتظر.

وعلى هذا الأساس يبدو ان الزيارات الى عين التينة الأسبوع المقبل ستزدحم، لأن قوى عدّة اوحت بالرغبة بزيارة برّي او طلبت موعداً منه.

ما يُقال في الصالونات السياسية ان دخول حركة "أمل" في الحكومة هو شرط لقبول حزب الله المشاركة بها. لكن رئيس المجلس المرتاح كما يبدو لسير الامور، لا يعلق على هذا الكلام، ويترك كل شيء الى وقته.