لم تأتِ التوقعات على قدر الآمال التي كانت معقودة على أن يحضر رئيس الجمهورية العماد مشال عون العرض العسكري في عيد الاستقلال، وبجانبه رئيسٌ واحدٌ للحكومة، هو ​سعد الحريري​، لأنّ عدم تشكيل الحكومة حتى هذا التاريخ يترك البلاد بظلّ رئيسي حكومة، أحدهما مكلف هو الحريري، والثاني مصرّف للأعمال هو تمام سلام.

وعشية عيد الاستقلال، لم تلح في الأفق تباشير ولادة قريبة للحكومة، بل أتت تصريحات رئيس المجلس النيابي نبيه بري وقوله "لن يحكمنا أحد في المضمون" لتحمل في مضمونها دلالات كثيرة، قد تتعدّى واقع أنّ تشكيل الحكومة قد يطول.

حصة القوات مشكلة!

وفي هذا السياق ترى مصادر مطلعة أن " كلام بري يدل على أننا نواجه سياسة عنوانها عدم التفاهم على مرحلة ما بعد التشكيل"، لافتةً الى أن "كل السجال الحاصل يدل على أن الإنسجام المطلوب لاطلاق الحكومة لم يتوفر بين الافرقاء السياسيين". وسببه بحسب المصادر نفسها مجموعة عوامل أبرزها "الحصّة المتضخمة "للقوات اللبنانية" إذ لا يعقل أن يتمثل حزب بثمانية نواب ويكون لديه خمسة وزراء في الحكومة"، مشيرة الى أنه "لو طبقت هذه القاعدة على الجميع لكنا نحتاج الى حكومة من خمسين وزيراً"، مضيفة أنّ "الأسباب الأخرى تكمن في ضرورة تمثيل "المردة" والحزب القومي وحزب الكتائب ومسيحيي "المستقبل"، وتؤكد في نفس الوقت أن "المناخ الاقليمي والمحددات التي ساهمت في وصول العماد ميشال عون الى بعبدا لا يمكن أن تكون نفسها لتشكيل الحكومة".

رسائل بري

عندما تحدّث بري عن الحكومة مؤكداً أن لا أحد سيحكمنا بها إستكملها بالقول بأن هذا جوابه للحريري. ولكن المحلل السياسي خليل فليحان رأى أن "بري وفي كلامه الذي أطلقه الكثير من التحدي وهو لا يخاطب الحريري فقط بل أكثر من جهة أولها الرئيس عون والقوات ووزير الخارجية جبران باسيل"، مشيراً الى أنه "يعمل على قاعدة أنه يريد أخذ وزارة المالية وتسمية الوزراء ويريد تحصيل مطالب المردة ومن لا يقبل بذلك يتحداه"، متسائلا: "ما دور رئيس الحكومة في ظل الاسلوب الذي يتبعه بري؟"

استكمال الردّ

يعتبر فليحان أن "كلام بري الذي جاء في الصحف اليوم هو إستكمال للردّ على كلام الرئيس عون من بكركي إذ من الواضح أن لا كيمياء بين الرجلين والحساسية كبيرة"، لافتاً الى أنه "وعملياً الامور ليست على ما يرام ومن مجريات الأمور يبدو أنه كان من الخطأ تحديد موعد لولادة الحكومة". هذا ما تراه المصادر بدورها، لافتةً الى أن "الرسالة الكبرى من كلام بري هو للثنائي المسيحي عون-جعجع وليس للحريري"، معتبرة أنه "وفي حال كان هناك رغبة لتسهيل الأمور وارضاء الجميع فيجب العودة الى صيغة الثلاثين وزيراً لأنها قد تحلّ أزمة كبيرة".

كانت المواقف التي أطلقها بري كفيلة بأن تكشف بأن الأمور في تأليف الحكومة لا تسير على ما يرام دون أن يدري أحد ما إذا كانت مدّة تأليفها ستستغرق أياماً أم أشهراً كما في السابق!