أشار رئيس حزب القوات اللبنانية ​سمير جعجع​ إلى انه "منذ انتخاب رئيس الجمهورية في 31 تشرين الأول، شعرت بأننا تمكنا من القيام بشيء ما لهذا البلد، فمجرد رؤية النشاط يعود الى القصر ونافورة المياه عادت إلى العمل، كذلك الحرس الجمهوري وعودة الاستقبالات والحركة السياسية الى قصر بعبدا، كل هذه المظاهر الخارجية بعثت الأمل في نفوس اللبنانيين، اذ كان مقيدا لنا الاستمرار في الفراغ لسنوات الى حين انقشاع الرؤية في المنطقة ككل"، مؤكدا ان "رئيس الجمهورية صنع في لبنان من دون تدخل من أي قوة خارج الأراضي اللبنانية، باعتبار أن الدول الخارجية كانت منشغلة ومهتمة بأمورها أو في أماكن أخرى، وكان لبنان ضمن آخر اهتماماتها"، وقال: "إن الجمهورية ومفهوم الدولة في لبنان كانا في خطر لو أننا استمررنا في الفراغ. ولذا، كان لا بد من عملية إنقاذ جذرية للوضع، وها نحن اليوم على أبواب تشكيل حكومة جديدة".

وعما وصل إليه وضع تأليف الحكومة، شدد خلال لقائه وفدا من نقابة الصحافة على اننا "مستعجلون جدا لتشكيل هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن، والكل يعرف كم قدمنا من تسهيلات وتضحيات للاسراع في تشكيلها، إذ كان من المفترض أن تنال القوات اللبنانية حقيبة سيادية، ولكننا تخلينا عنها من أجل تسهيل عملية التشكيل، ولكي ينطلق العهد الجديد إنطلاقة مميزة. لقد قمنا بكل يمكننا فعله لتسهيل ولادة الحكومة، ولكن يبدو أن البعض كان يريد إيصال رسائل بأسرع ما يمكن الى العهد الجديد، فليسمحوا لنا نحن لسنا نزلاء في هذا البلد، ومن حقنا الحصول على أي وزارة كما يحق لغيرنا أيضا". وأضاف: "إن البعض حاول إرسال رسائل غير مباشرة الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ​سعد الحريري​ لا يشكلان وحدهما الحكومة، ولكننا مع العماد عون لن نقبل باستمرار تركة عهد الوصاية، اذ يوجد لدينا دستور ينص على أن رئيسي الجمهورية والحكومة هما من يشكلان الحكومة".

وردا على سؤال، أكد انه "لست نادما أبدا على تحالف القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وسنسعى سويا إلى إقرار قانون انتخابي جديد، وبإذن الله سنكون على تحالف تام مع التيار الوطني الحر في الانتخابات النيابية المقبلة، وكذلك مع تيار المستقبل، ونحن على قناعة كاملة بأن هذا التحالف يمكنه إيصال البلد إلى مكان أفضل"، كشافا انه "بدأت تتكون تركيبة جديدة في البلد بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وأتمنى أن يكون رئيس مجلس النواب نبيه بري القطب الرابع ضمن هذه التركيبة".

وعن غياب النائب ​وليد جنبلاط​ عن هذه التركيبة، أوضح جعجع ان "النائب جنبلاط والدروز جميعا موجودون دوما في صلب المعادلة اللبنانية، وهم يمثلون وجدان الحضور اللبناني، فالدروز لا شيء لديهم أثمن من لبنان، وهم حاضرون في قلب لبنان منذ تأسيسه".

وعن وجود تشنج في العلاقة بينه وبين بري، لفت إلى ان "العلاقات بيني وبين بري ودية، ولطالما كانت وستبقى على هذا النحو. ورغم الخلاف في وجهات النظر حول تشكيل الحكومة، إلا أنه لا وجود لأي خصومة سياسية". وأضاف: "إن الحكومة ليست loya jirga (جمعية التشاور القبلي في أفغانستان) ليكون الجميع ممثلا داخلها، ففي أي بلد في العالم تضم كل الحكومات كل الأحزاب السياسية مثلا؟ هذا الأمر غير طبيعي".

وأمل جعجع من "العهد الجديد الانطلاق بمعالجة ملفات الفساد"، لافتا إلى أنه "يوجد فساد وعدم كفاءة وإهمال في معالجة أمور الدولة، فأزمة النفايات على سبيل المثال لم تحل بسبب الخلاف حول المناقصات، إن كل مشاكلنا قابلة للحل بدءا من الكهرباء، ولكننا نحتاج الى حكومة فاعلة وعاملة تتخذ قرارات سريعة".

من جهة أخرى، شدد على انه "لن نقبل بأي عبث أو تلاعب في موضوع النفط، الذي هو ثروة طبيعية وطنية، ونحن سنبقي عيوننا مفتوحة لمراقبة أي خلل، وقد عقدنا مؤتمرا حول شفافية هذا القطاع، وسنسهر على حمايته والحفاظ عليه لنا وللأجيال اللاحقة".

ووصف جعجع الوضع الأمني في لبنان ب"الجيد جدا مقارنة مع الوضع في الشرق الأوسط"، مشيرا الى ان "لا مخاطر على البلد في ظل وجود الجيش اللبناني الذي يتصدى لأي خطر محدق بلبنان، وأكبر دليل العملية الاستباقية التي قام بها اليوم".

وعما اذا ما كان مع تأجيل الانتخابات النيابية في حال عدم اقرار قانون انتخابي جديد، قال جعجع: "إن القوات اللبنانية تؤيد حصول الانتخابات في موعدها حتى ولو كان وفق القانون الحالي، ولكننا سنضع كل ثقلنا لعدم تأجيل موعد الانتخابات واقرار قانون جديد".