أعاد الكلام الاخير لرئيس مجلس النواب نبيه بري وتحذيره من عرسال جديدة أكثر تعقيدا في منطقة شبعا أنظار المراقبين الى منطقة العرقوب، حاصبيا وراشيا الوادي، ووضع شبعا مجدّدًا في دائرة الضوء من المنظار الامني وتسلل النيران السورية اليها على خلفية الاشتباكات الجارية في المقلبين الغربي والشرقي لجبل الشيخ بين ​الجيش السوري​ النظامي وتشكيلات الجيش الحر و"​جبهة النصرة​" التي تسيطر على اقسام من بلدات بيت جن عرنة والغوطة الغربية.

وفي هذا السياق، تؤكد مصادر أمنية جنوبية أنّ بري وضع الاصبع على الجرح في كلامه الأخير، موضحة لـ"النشرة" أنّ أعداداً من النازحين والمسلحين التكفيريين قد يلجأون، في حال تمكن الجيش السوري من حسم الامور عسكريًّا في البلدات السورية المشرفة على شبعا، إلى طلب المساعدة من المواقع الاسرائيلية التي تسهل دخولهم الى الاراضي اللبنانيّة في تلال شبعا، وهي المتصلة بالاراضي السوريّة التي يتمركز فيها اليوم تشكيل الجيش السوري الحر بامرة الرائد اياد كمال (مورو) المنشق عن الجيش النظامي في سوريا. وعندها ستتكوّن، وفق المصادر نفسها، عرسال جديدة خطيرة امنيًا ومعقدة جغرافيًا، لا سيّما أنها تبعد عن شبعا ما يقارب 12 ساعة سيرا على الاقدام بتلالها واوديتها وتضاريسها.

من هنا، تكشف المصادر لـ"النشرة" ان ​الجيش اللبناني​ والامن العام اتخذا تدابير امنية استباقية في تلك المنطقة الفاصلة بين جبل الشيخ وشبعا، حيث نشر الجيش ابراج مراقبة وعزّز من نقاطه المتقدّمة لإفشال اي مخطط مرسوم من قبل التكفيريين لمنطقة شبعا. وفي هذا الاطار تشير المصادر إلى ان لا حالات نزوح حاليا من بيت جن السورية نحو شبعا، اولا لان الاهالي يرفضون استقبال اي نازح جديد بعدما امتلأت بيوتهم بالنازحين، وثانيا لوجود قرار بمنع استقبال الداخلين خلسة الى لبنان عبر المعابر غير الشرعية، علماً ان الاجراءات الاستباقية والوقائية التي اتخذها الجيش كفيلة بمنع اي تسلل للمسلحين، وذلك من خلال حصره الدخول من جبل الشيخ الى العرقوب عبر وادي عين السويداء في شمال شبعا ووادي عين الجوز شرقها لحماية المسار المقابل لجبل الشيخ على طول خط شبعا-العرقوب-البقاع وراشيا الوادي، فضلا عن وجود 5 نقاط مراقبة ليلية ونهارية معززة بالدبابات والعناصر لاحباط اي مخطط ارهابي انطلاقا من جبل الشيخ.

وفي المقابل، يعتبر ابن شبعا النائب ​قاسم هاشم​ ان خشية بري وقلقه مشروعان، موضحاً في حديث لـ"النشرة" ان الهاجس والقلق يبقى من دخول العامل الاسرائيلي فيما لو احتدمت المعركة في منطقة جبل الشيخ السورية بين المجموعات الارهابية والجيش السوري، لان هؤلاء المسلحين قد يفتشون عن ثغرة او ممر للهروب منه، وامام هذا الواقع ان أقرب نقطة قد يلجأ إليها هؤلاء هي ممر جبل الشيخ الى شبعا وراشيا وقرى حاصبيا.

وإذ يذكّر النائب هاشم بأنّ الاسرائيلي كان يعمد دائما الى دعم هذه المجموعات الارهابية في القرى الحدودية المتاخمة لمنطقة الجولان المحتل، يرى أنّ هذا الامر هو الذي دفع رئيس المجلس النيابي للتحذير منه بعد ان توفرت بعض المعلومات والمعطيات عن حشود للمجموعات الارهابية وعن سعيها لتشكيل لواء موحد لمواجهة خطة الجيش السوري، ويضيف: "رغم ثقة بري وثقتنا بالتدابيرالتي يتخذها الجيش اللبناني ولكن يجب ان نكون دائما وابدا حذرين ونتعاطى بتقنية امنية عالية مع هذه المجموعات الارهابية، خصوصاً بعد ما حصل في عرسال خلال السنوات الماضية".

وفي حين يؤكد هاشم عدم وجود بيئة حاضنة لهذه المجموعات الارهابية، كما وحدة الموقف الداخلي في شبعا بين كل ابنائها ومكوناتها وبين كل تركيباتها وفعالياتها وابناء منطقة حاصبيا بشكل عام لمواجهة اي خطر او اي محاولة، يشير إلى أنّ هناك قراراً متخذاً منذ سنتين بمنع دخول أي من السوريين عبر نقاط جبل الشيخ الى شبعا والمنطقة المجاورة بشكل نهائي، ويعمل الجيش اللبناني والقوى الأمنية على متابعته وتنفيذه. ويخلص إلى تأكيد وجود "اصرار من فعاليات المنطقة على التمسك بالاستقرار والامن في منطقة شبعا كأولوية"، لافتًا إلى أنّ "التعاطي مع النازحين السورين في شبعا وجوارها يكون من منطلق انساني".

في المحصّلة، قلق بري مشروعٌ وأكثر بالنظر إلى التجارب السابقة على امتداد الوطن، ولكنّ وحدة شبعا ستكون بالمرصاد لكلّ من تسول له نفسه العبث بأمنها، فهل يكون ذلك كافياً؟