أشار مستشار الشؤون الدينية في وزارة الخارجية الفرنسية السفير ​جان كريستوف بوسيل​ الى ان "هناك جهل كبير بين الغرب والشرق، المسيحيون الفرنسيون يرون في مسيحيي الشرق مجموعة مستقلة عن محيطها، لقد قدم مسيحيو الشرق الكثير للفرنكوفونية، والفرنسيون اجمالا ونظرا لعلمانية الدولة لا يهتمون بالشأن الديني وهم يسألون لما على فرنسا العلمانية ان يكون لها علاقة خاصة مع مجموعة معينة"؟.

وفي كلمة له خلال محاضرة بعنوان "مسيحيو الشرق: الحقائق والمستقبل"، لفت الى ان "الأحداث التي وقعت العام 2014 مع سيطرة "داعش" على الموصل وطرد المسيحيين والأقليات وهروبهم المأساوي الى اقليم كردستان العراق، اعاد الى الواجهة مسألة مسيحيي الشرق والأقليات الأخرى، وتحركت الديبلوماسية الفرنسية فورا وزار وزير الخارجية آنذاك لوران فابيوس كردستان، وكان مؤثرا لقاؤه رؤساء الطوائف المسيحية التي كان يقع على عاتقها الإهتمام بكل شؤون اللاجئين وشجونهم"، موضحا ام "هناك ثلاثة اسباب دفعت فرنسا للتحرك: الدافع العاطفي واسمه الوفاء والإخلاص لشعوب شاطرتنا قيمنا ولغتنا، فبلد يخون اصدقاءه لا يعود له اصدقاء ورصيد اي دولة يكمن في بقائها وفية لصداقاتها، الدافع الأخلاقي، فنحن واضعو حقوق الإنسان ومبادئ الحرية والعدالة والمساواة ومن المستحيل ان نظل مكتوفي الأيدي امام ما يحصل من اعتداء على هذه الحقوق، والدافع الثالث ولمن يعرف المنطقة، فإن مسيحيي الشرق هم مكون اساسي من هوية الشرق الأوسط، هم موجودون من الفي سنة ويشكلون التنوع الإتني والديني والإنساني للشرق الأوسط".

وتساءل: "هل من المفيد ان يتركوا المنطقة؟"، مشيرا الى انه "في شرق اوسط تمزقه الحروب والنزاعات ترى الديبلوماسية الفرنسية انه يمكن بناء مستقبل سلام وديموقراطية وازدهار اذا تمت المحافظة على التنوع الذي هو غنى للمنطقة. وما يجب القيام به هو تعايش كل الطوائف مع بعضها بثقة وحماية بعضها البعض".