عادت قضية إغتيال مرافق قائد القوى الأمنية الفلسطينية في منطقة صيدا العميد خالد الشايب في بستان القدس داخل ​مخيم عين الحلوة​ لتضع علامات إستفهام حول مصير الأمن في المخيم خوصاً في ظل الكلام عن وجود خلايا إرهابية داخله تخطط لعمليات كبرى خارجه!

حادث عرضي

"بالشكل الذي حصلت فيه عملية الإغتيال لا يمكن إلا إعتبار حادثة مقتل مرافق العميد خالد الشايب عرضياً إذ لم تستعمل فيها تقنية عالية أو محترفة". هذا ما يؤكده الخبير والمحلل العسكري ​أمين حطيط​ عبر "النشرة"، لافتاً الى أن "من نفذوا العملية نجحوا بها لأمرين: الأول يعود الى ضعف التدابير الأمنية التي تتخذها الفصائل حول بعض الأشخاص المستهدفين، أما الثاني فيعود لوجود خلايا إرهابيّة نائمة داخل المخيم لديها أوامر بالإستمرار بعمليات التخريب سواء ضد الجيش اللبناني أو ضد الفلسطينيين". أما المحلل العسكري نزار عبر القادر فيرى أن "سبب هذه الحوادث هو الإنقسام داخل الصف الفلسطيني وتحديداً في عين الحلوة إذ ان الإتفاقات الأمنية التي عقدت أدت الى تهدئة الوضع، لكنها لم تؤدي الى إنهاء حالة الفلتان الأمني المستشري داخل المخيم، والدليل الأكبر هو حالات الإغتيال التي تحدث في كل مرّة داخله".

خلايا نائمة

لحادثة إغتيال مرافق الشايب تفتح الأعين حول الهدف من هذه العمليات المتكررة. هنا يعتبر حطيط أن "للإرهابيين مجموعة من الأهداف الواسعة أهمها نشر حالة من الفوضى وعدم الإستقرار الأمني ليس فقط داخل المخيم بل خارجه أيضاً"، مشيراً الى أن "تداعي الجماعات المسلحة في سوريا سيكون له انعكاسه على الإرهابيين في لبنان وسنرى إنهيارات معنوية في صفوفهم"، مضيفاً: "نتجه الى وضع أمني أفضل سواء في عين الحلوة أو في لبنان". ولكن ورغم هذا الحديث فإن عبد القادر لا "يزال يعتبر أن مخيم عين الحلوة يبقى بؤرة أمنية يلجأ إليها الفارون من العدالة والمجرمون، ورغم كل المحاولات لإجراء مصالحات بين أبناء الصف الفلسطيني الواحد فإن ذلك لن يؤدي الى ضبط كامل للأمن فيه". هنا يتطرق حطيط أيضا الى مسألة السور الذي لم يتم الانتهاء من تشييده بعد ليضيء على تعاون الفلسطينين مع الدولة، لافتاً الى أن "نتائج بناء هذا السور لن تظهر إلا بعد تشييده بالكامل والمهم في المسألة أنه حين ناقشت القوى الأمنية والجيش مسألة بناء هذا السور لم يكن هناك من إعتراضات ولكن بالعكس أبدت الفصائل التعاون الكامل بما فيها حركة "فتح".

في المحصلة رغم التحسّن في الوضع الأمني فإن الحوادث المتكرّرة ستبقى موجودة ليبقى التركيز على دور الجيش اللبناني وتعاون الفصائل معه للحدّ منها!