في مداخلة هاتفية للمعارض السوري ​ميشال كيلو​، مع مؤتمر لناشطي إتحاد الديمقراطيين السوريين في استراليا، والذي عقد منذ يومين، استعرض كيلو الحال البائسة التي وصلت إليها الثورة السورية، داعيا الى إطلاقها من جديد على الأسس الوطنية التي بدأت منها، محملاً مسؤوليات الإخفاق الى جميع الدول الداعمة التي حاولت الإستفادة من الثورة لا دعمها، وملقياً باللائمة الكبرى على المعارضات الإسلامية بالتحديد.

المداخلة المنشورة على يوتيوب صوتياً تمتد لنصف ساعة تقريباً. وقد تحتاج كل نقطة فيها إلى نقاش مستفيض، ولكن نظراً لمحورية موقع ميشال كيلو في الإئتلاف الوطني الممثل الرسمي للمعارضة، سنكتفي بإستعراض أبرز ما ورد في المداخلة، بعد تحويلها من اللهجة السورية الى العربية الفصحى.

- وصلنا إلى لحظة شديدة الحرج فيما يتعلق بمسألة الحريّة في سوريا، ولن أسمي المقاتلين بـ" المقاومة" لأنهم عسكر، وعسكرة الثورة تعني قيادة المسلحين للثورة وتهميش السياسة.

- خطاب الثوار متخلف ومعادي للحرية إلى حد كبير جداً، لا يؤمن بمساواة الناس، لا يملك فكرة العدالة في تاريخه السياسي. يجهل فكرة الدولة والمجتمع، الشعب قام من أجل مبادئ الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية، ولكن تم إزاحة هذه المبادئ لصالح نهج آخر متخلف عنيف، فدخلت الثورة عندها إلى وضع إستحالة الإنتصار لإمتلاكها مشروعين متناقضين.

- كان واحدنا بمجرد أن يهبط في مطار أميركي يحظى بعد نصف ساعة بمقابلة مع وزير خارجية أميركا. حضرنا جلسات لمجلس الأمن وساجلنا المندوب الروسي "ومسحنا الأرض به أمام المندوبين".

- ظهر المشروع البديل للديمقراطية ولم يوافق العالم عليه، لأنه لو انتصر سيكون عليه مقاتلته، إذاً أصبح بشار (الرئيس السوري بشّار الأسد) الخيار الأفضل لديهم.

- أعترف أمامكم بأننا أخطأنا بالدخول في المؤسسات الرسمية للمعارضة.

- ليس اليوم، بل منذ 3 سنوات اقتنع العالم أنه لا بديل لنظام بشار"

- الثورة مرت بمرحلتين ، واحدة سلمية مجتمعية شعبية تمكنت ببنادق " البومب أكشن" من السيطرة على 65%من سوريا، وعندما تأسلمت (في المرحلة الثانية) استعاد النظام المناطق الأساسية والحيوية وبتنا لا نملك سوى 15%.

- في بداية الثورة نزل 8 ملايين سوري هاتفين بالحرية، بينما منذ اسبوع نزلت مظاهرة لدعم حلب في المانيا التي تضم 300 الف لاجيء سوري، بلغ عدد المشاركين فيها 11 شخص.

- أصبح الخط السياسي للثورة خاضع للبندقية بدل أن يكون العكس، أصبحنا أمام أمراء حرب وتجار دم وزعران ، خاطفي النساء والبنات. والنتيجة هذا التهاوي الذي ترونه: مجرمين ركبوا على ظهر الثورة ، وأطلقوا على انفسهم لقب أمراء وقادة.

- الروس يتفاوضون مع 842 منطقة لإجراء هدن ، وبالتالي إخراج الثوار الحقيقيين من مناطقهم، في منطقة التل لوحدها (يقصد الغوطة الغربية) يوجد مليون انسان. عن أي حاضنة إجتماعية سنتكلم بعد اليومإذا كان هؤلاء سيعودون إلى النظام خلال أيام.

- بالنسبة لي اتخذت قراري وخلال أيام سأترك الإئتلاف، لأن الإئتلاف هو المكان الذي دخلنا فيه لنصبح غير فاعلين، وهو يعطل أي عمل وطني.

تصفية الحساب

- سأعطيكم مثلاً لتأخذوا فكرة عن هذا الإئتلاف، منذ بضعة أيام توفي صادق العظم، فكتب أحدهم على صفحة الهيئة السياسية للإئتلاف عبارة"الله يرحمه" . ثم بعد قليل استدرك قائلاً : هل تجوز عليه الرحمة؟ وهو لم يكن مؤمناً؟ ، تصوروا هذا هو الإئتلاف وهو من سيقود الشعب السوري إلى الحرية، والذي كتب العبارة ليس أي كان ، هو الأمين العام للإئتلاف.

- يجب تشكيل قيادة للعمل الوطني شعارها الوحيد الحرية، أدواتها المواطنة والمساواة والعدالة الكرامة الإنسانية. طريقتها بالنضال لا تحتاج إلى رضى ً من أحد ولا لأموال السعودية وقطر والخ.. اليوم مثلاً قطر على قناة الجزيرة العظيمة بثت برنامجاً عن تدريب المستوطنين (الإسرائيليين) وذكرت أن هؤلاء المتدربون آتون من أميركا لأن الإنجيل يطالبهم بالدفاع عن اليهود!! هل سمعتم بحياتكم عن انجيل يطالب المسيحيين بالدفاع عن اليهود الذين يعتبر انهم قتلو المسيح؟. هذا جنون والعالم العربي والإسلامي يتجه نحو الهاوية، ولن تقوم له قائمة بعد الآن.

- لم نعد في العصور الوسطى ، لم نعد في عصر بيزنطة وفارس، هذا عالم الرأسمالية الحديث. هذا العالم الذي يرسل ويتلقى الإشارات من المريخ بأقل من ثانية، هذا العالم لن يقدر العالم الإسلامي الجربان أن يصمد فيهبهذه العقلية والروحية والأيديولوجية والقيادات. الله استخلف الإنسان في الأرض وليس المسلم أو المسيحي أو غيره.

- تتكلم معهم ( يقصد اسلاميي الثورة) يقولون لك نحن في صراع مع العالم المسيحي، أنا أعيش في أوروبا منذ 17 سنةوأقول لكم أن كل مسيحية ( صفة) العالم تساوي "نكلة" . بألمانيا مثلاً 3% فقط يدفعون ضريبة للكنيسة . هذا مجتمع رأسمالي يستخدم المسيحية وحتى الإسلام لأجل مصلحته. ولا تقدر أن تقارعه بإسلام العصر الوسيط، خاصة المأخوذ من ياكستان وأفغانستان وتركمانستان.

- لا يمكنك أن تكون مع الحرية وتقول لي عندما ننتصر سنذبح مليوني علوي لأنهم مع بشار، فالحرية تعني سيادة القانون.

- لا تقولو لي أن المسيحيين لم يقفوا مع الثورة، كيف تريدهم أن يقفوا مع الثورة وأنتم جميعاً تموتون من الرعب من داعش والنصرة وأحرار الشام وغيرها..

- كنت منذ فترة في دبي وقابلت أحد أهم رموز الإعتدال في مشايخ سوريا الشيخ اسامة الرفاعي، وكان يحدثني بصفتي مسيحي، فقلت له لا تحدثني بصفتي مسيحي أنا المسيحية عندي شيء ثانوي، وأنا أرى الدنيا من خلال كوني إنسان وسوري ووطني. فسرّ الشيخ كثيراً بهذا الكلام وظن أنه وقع على مسيحي لا يرغب بالمسيحية، شيء مضحك والله. فقمت بإفهامه أنني لم اهتدي على يديه وأن دينه أو الطريقة التي يؤمن بها تساوي لدي"فرنك".

- إذا أسلمْتَ الثورة دمرتها.

- نحن اليوم أمام واقع أن المرحلة الثانية التي تولاها هؤلاء أصبحت في الحضيض. النظام يستعيد الحاضنة الشعبية، قياداتهم وفصائلهم تنهار في كل مكان. اليوم في حلب ، وغدا في ادلب التي بالأمس أطلقت فيها جبهة النصرة النار على مظاهرة سلمية خرجت للتضامن مع حلب.