من غير اللائق أن يُتهم رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية بأنه المعرقل لولادة حكومة العهد الجديد لا من الحلفاء ولا من الخصوم، فالرجل الذي قبل وفقا لقيادي بارز في 8آذار أن يتنازل عن موقع بحجم رئاسة الجمهورية اكراما لخط ونهج المقاومة يستحق أن يقام له تمثال لا أن يقال له بأن مطالبه الحكومية هي عقدة العقد.

في المبدأ، لا يحتاج سليمان فرنجية الى شهادة من احد بحسن السيرة والسلوك المقاوم، هو عين «الامين العام» لحزب الله السيد حسن نصرالله وفي قلبه، واذا كان الحزب قد حارب الدنيا للإتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية فان الحزب نفسه لن يقبل بأن يكسر فرنجية او يضغط عليه احد للتنازل عن جزء من حقه الحكومي في عهد الجنرال كما حقه المشروع في الرئاسة بعد ست سنوات.

وتأكيداً على هذا الكلام، فقد جزم قيادي في 8 آذار بأن اضعف الايمان إنصاف فرنجية من الجميع سواء «الثنائي الشيعي او الرئيس ميشال عون وحتى من رئيس تيار المستقبل سعد الحريري» فالتضحيات السياسية التي قدمها الرجل يجب أن تدرس في السياسة ونحن نجزم بأنه لولا ولاء فرنجية واحترامه وايمانه بخيار السيد نصرالله لكان انتخب رئيساً بتصويت» مسيحي- شيعي- سني» واسع دون ان يعني ذلك خروجه من تحت عباءة محور المقاومة.

من هنا لا ينتظر احد من السيد نصرالله ان يطلب من البيك تغيير مواقفه، ببساطة سيدعو السيد اليوم جميع القوى لتليين مواقفهم لتسهيل ولادة الحكومة والاقتداء مثلا بما يقوله النائب وليد جنبلاط في هذا الخصوص، وفي الموازاة سيطالبهم بصون واحترام حق فرنجية الرجل «الشجاع والشريف والوفي» كما يحب كثرٌ في محور المقاومة تسميته بتمثيل حكومي وازن ومناسب له.

واشار القيادي الىانه لربما، ونقول لربما لو لم يطالب فرنجية بوزارات محددة مرارا وتكرارا لكان بالامكان الاخذ والرد معه حول الموضوع، ولكن حتى هذا لا يعني بأن مشكلة الحكومة من جهتنا تقف فقط عند مطالبه كما يزعم البعض، هناك مطالب الرئيس نبيه بري والحلفاء الاخرين في 8 آذار وقانون الانتخابات، في حين أن الأهم من هذا كله هو سعي حزب الله الى ترتيب العلاقة والاولويات بين حلفائه قبل الدخول في اية حكومة، وهنا بيت القصيد.

وفقاً للقيادي ذاته، قد لا يحلو للبعض أن يعيد السيد اليوم التأكيد على ثقته بالرئيس عون وبالعلاقة الاستراتيجية التي تجمع بينهما، مثلما سيمتعض هؤلاء من مطالبة السيد للرئيس عون بضرورة احتضان فرنجية مجددا وتأمين مطالبه حتى لو كان من حصته، دون اغفال الملاحظة الأهم والتي تتعلق بضرورة كف عون ليد بعض اطراف اهل البيت البرتقالي والقوات اللبنانية وغيرهم من القوى ومنعهم من وضع العصي في دواليب العلاقة بين بعبدا وبنشعي.

من المؤكد أن السيد سيوجه رسائل كثيرة في الملف الاقليمي ولا سيما ملف حلب وفي الملف الداخلي وتحديدا الحكومي الى حلفائه قبل اي طرف آخر ، دون أن يتطرق بطبيعة الحال الى التفاصيل الحكومية التي اوكل مهمة البحث بها الى الرئيس نبيه بري الذي يتواصل بشكل دائم مع حارة حريك، وهذا يعني بأن السيد اليوم معني فقط بوضع النقاط على حروف العلاقة بين حلفائه من جهة وبين العونيين وحلفائهم من جهة اخرى، واعادة ترتيب الاولويات الاستراتيجية في مقاربة كل الملفات الداخلية والخارجية.

اما رسالة السيد نصرالله الأهم وفقاً للقيادي ذاته فستكون» يجب مكافأة فرنجية الرجل الشجاع والشريف والوفي لا محاربته».