مِن مِيَز رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه:

الصراحة.

وفي كل مرة يوضَع فيها أمام الإختبار تتجلَّى تلك الميزة فتعيد خلط الأوراق في السياسة.

ليلة الأربعاء كان هناك خلطٌ للأوراق مجدداً:

النائب فرنجيه كان في جو اللقاء بالرئيس المكلَّف سعد الحريري، أعدَّ جيداً للّقاء على قاعدة صراحته المعهودة، وعلى قاعدة أنَّه في لقاء مع رئيس يجاريه في الصراحة وفي الجرأة، وعليه فلا مناورة بين الرجلين.

طرح النائب فرنجيه السقف العالي، أي حقائب الإتصالات والطاقة والأشغال، ثم تشعب الحديث إلى التربية، هنا طرح النائب فرنجيه المعادلة التالية:

تُعرَض عليَّ حقيبتا الأشغال والتربية، وأنا بالتوافق مع حليفي الرئيس نبيه بري أختار واحدة من الحقيبتين.

لم يكن الجواب نهائياً لأنَّ الموضوع لا يتعلق فقط بالرئيس المكلَّف، بل هناك تشاور يجب أن يتمَّ مع الرئيس ميشال عون. وعند هذا الحد توقّف النقاش على قاعدة أنَّ لا اتفاق نهائياً بعد على حقيبتي الأشغال والتربية.

أبعد من عملية التشكيل، فإنَّ رئيس تيار المردة يستشعر بأنَّ هناك محاولات لتحجيمه والحدِّ من اندفاعته، لذا فهو بصراحته المعروفة فيه يقولها بالفم الملآن، ومن على منبر بيت الوسط، لتُسمَع في مكان آخر:

نحن لا نسعى لكسر أيِّ جهة وبالمقابل لا نقبل أن يكسرنا أحد، فعندما تصبح الأمور تطرح بإطار تأديبي تختلف الطريقة لحل المشكلة، ونحن لا نقبل أن تتمَّ محاكمتنا تأديبياً. هناك من يرفض مطلبنا من منطلق التحجيم ومن هذا المنطلق لا يمكن لأحد أن يحجمنا.

بالتأكيد الرسالة وصلت وقرأها مَن يعنيهم الأمر، وأكثر من ذلك فإنَّ التطور الذي أُضيف لدى الوزير فرنجيه هو إشارته إلى إصرار الحلفاء على أن يكون تيار المردة مشارِكاً في الحكومة فلا الرئيس الحريري يقبل أن نكون خارجها، ولا حلفاؤنا يقبلون، كما يقول.

ما هي الصورة من الضفة الأخرى؟

أوساط العهد ليست مرتاحة إلى هذا الجو، في المجالس الضيقة هناك تذمُّرٌ مردُّه أنَّه لا يجوز أن يُعلَّق تشكيل الحكومة بسبب عقدة مقعد واحد أُعطيت تسهيلات له في أكثر من حقيبة:

فمن الثقافة، إلى العمل، إلى الصحة، إلى التربية، أليست هذه حقائب أساسية؟

ثم إنَّ الحكومة الجديدة عمرها خمسة أشهر، فهل يُعقَل أن يتمَّ التعطيل والتسبب في إضاعة فرصة إجراء انتخابات نيابية وفق قانون جديد يُظهر حقيقة الأحجام؟

وتختم هذه الأوساط:

لنذهب إلى الإنتخابات النيابية لتُعرَف حقيقة الأحجام.