أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أنه "لا شك أن المسلمين والمسيحيين يواجهون تحديات على المستوى الحضاري والوجودي ابتداءً من فلسطين التي استهدفت الوجود المسيحي فيها واليوم باتت تستهدف المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وصولاً إلى استهداف رفع الآذان في مساجد إلى العراق وسوريا ونيجيريا إلى كل مكان في المنطقة تتعرض فيه حضارة المسيحيين والمسلمين والآثار التاريخية والحضارية والدماء للتهديد من اسرائيل والتكفيريين الذين تبين خلال السنوات الماضية أن أميركا وبعض الدول الغربية تسانده وتموله، وهذا ما أعلن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب وهذا ما ابرزته الرسائل الالكترونية لهيلاري كلينتون".

وفي خطاب متلفز له، أوضح نصر الله أن "هذا التحدي نواجهه اليوم نأمل أن تكون الأعياد المقبلة مناسبة للتوحد والتلاقي والتعاون والتكامل في مواجهة هذه التهديدات الوجودية وهذا هو الخيار المتاح للحفاظ على وجودنا وكرامتنا جميعاً ولا شك ان هناك احداث كبرى تحصل الان في منطقتنا كأحداث حلب والانتصار المقبل في حلب والذي سينتقل الى كل المعركة في المنطقة".

ولفت الى أنه "في ما يرتبط بـ"حزب الله" نحن لا يوجد لدينا ما يسمى مصادر اعلامية او سياسية او نيابية او مصادر مقربة في "حزب الله" تتحدث لأي قناة او صحيفة وكل ما يقال منسوباً إلى مصادر في "حزب الله" لا يجب الاعتماد عليه ونحن أكثر حزب لديه خطباء وبالتالي ليس لدينا نقص او ثغرات في الموضوع الاعلامي ونتكلم كلنا والجهات الرسمية في الحزب معروفة وكثرت في الاسابيع الماضية مصادر قيادية في قوى 8 آذار وهذا غير صحيح أيضا، وعلى علمي لم نعتمد على مصادر اعلامية في تنظيمات وشخصيات 8 آذار".

وشدد نصر الله على "اننا نحن في منهجنا في "حزب الله" ليس لدينا طريقة اسمها بعث الرسائل من خلال مصادر او اصدقاء صحافيين او من خلال مقالات او سفارات بل نحن ان كنا نتحدث مع صديق او حليف او خلال مواجهة العد نحن نتحدث بشكل مباشر في لقاء وفي العلن ولدينا من المنطق ولدينا المصداقية والثقة ما يساعدنا ان نقول آراءنا عبر وسائل الاعلام ولا نستخدم هذا الاسلوب وهذا رد على ما نسب عن رسائل "حزب الله" الى العهد الجديد واتمنى ان يبنى على ذلك بشكل دائم".

وأكد أن "الواضح في الاسابيع الماضية وجود مطبخ واحد معروف ليخرب العلاقات والتحالفات، ونحن معنيون ان نخاطب اللبنانيين جميعاً وانا خطابي اليوم لكل اللبنانيين بدون استثناء لأننا في لبنان والمنطقة في مرحلة مصيرية ومهمة جداً"، مشيراً الى "أننا نحن وفخامة الرئيس ميشال عون وقيادة "التيار الوطني الحر" في علاقة ممتازة ولا تشوبها اي شائبة وليس هناك اي اشكالية او اي قلق او مخاوف وستبقى مبنية على الثقة العميقة التي تكرست في الايام الصعبة".

ولفت نصر الله الى "اننا في تواصل شبه يومي مع الرئيس عون ومع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل ومع قيادات التيار، ونسأل ونجاوب، والمناخ فيه ايجابية كاملة وقد يكون هناك وجهات نظر مختلفة في بعض المقاربات وهذا ايجابي في مناقشة الأمور وأنا أؤكد أننا لسنا بحاجة لارسال الرسائل".

وأشار نصر الله الى انه "قيل الكثير عن رأي "حزب الله" من العلاقة بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، مثلا قيل أن الحزب طلب من "التيار الوطني" الغاء تحالفه مع "القوات اللبنانية" والاختيار بين التفاهم بين "حزب الله" أو مع "القوات اللبنانية"، وقيل ان الحزب يطالب بأن لا تكون العلاقة مع القوات اولوية على حساب العلاقة معنا، والبعض قال ان "حزب الله" قلق من أن تؤدي العلاقة مع القوات الى نسف علاقة الحزب و"التيار الوطني الحر"، هنا يظهر ان هناك من يحاول التصوير بأن حزب الله مشغول بـ"القوات اللبنانية" وعلاقته مع "التيار الوطني الحر" وهذا ليس استهانة بالقوات فهي قوة اساسية موجودة في لبنان لكن الجميع يعرف اننا مشغولين في مكان آخر والكل يعرف هذا المكان الذي نحن مشغولين فيه، وهذا المكان هو الذي سيرسم ملامح المنطقة ونحن نغير مسار كان يرسم للمنطقة فتخيلوا لو ان "جبهة النصرة" و"تنظيم داعش" سيطرت على سوريا والعراق فأين كانت المنطقة؟، فلا يفترض احد ان الامور بالنسبة لـ"حزب الله" في لبنان هكذا وكل ما نسب عن طلبنا من التيار هو غير صحيح ولم نطرحه لا في الجد ولا في المزح".

وشدد على "انني اريد الجميع ان يعرف انه عندما بدأ الحوار بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" وضعنا في الجو ولم نعبر عن اي اشارات سلبية وعندما حاولوا اصدقاءنا في التيار ان يعرفوا رأينا قلنا اننا غير مزعوجين، واذا كان هذا الاتفاق يمكن انتخاب عون رئيساً للجمهورية فهو امر جيد وبالتالي اعطينا اشارة ايجابية لهذا الاتفاق، وبالتالي اقول انه لا يوجد اي شيء في هذا الاتفاق يزعجنا واطلب من "القوات اللبنانية" تهدئة البال في هذا المجال".

وأكد أنه "لا يوجد معركة في لبنان بين ثنائي شيعي وثنائي مسيحي بمعزل عن ما يتم اختراعه وانا انصح لكل الذين يثيرون هذا التوتر المصطنع أن لا يبنوا على تحليلات وهمية ومن يريد ان يفرض نفسه حضورا سياسيا على قاعدة احداث الفتن سيضيع بالفتنة فالطريق للحضور والاحترام والانسجام في المشهد السياسي العام وانفتاح الاخرين ان يلعب كل شخص دوراً ايجابياً وليس ان يلعب دور الفتنة بين "حزب الله" و"حركة أمل" أو "التيار الوطني الحر" فهذا يخلق الفوضى ويفقد الاحترام للجهة التي تفكر بهذه الطريقة".

وأشار الى أنه "قيل الكثير ان "حزب الله" لديه مخاوف عن علاقات العهد الخليجية أي انه حينما جاء وفد سعودي إلى قصر بعبدا انزعجنا وان حزب الله ممتعض، اقول انه من حق رئيس الجمهورية ان يسافر الى اي مكان وان تكون اول زيارة في الدولة التي يريدها وهذا حقه لا نحن يجب ان نضع فيتو للسفر الأول ولا احد يضع فيتو ونحن امام عهد جديد ينسج علاقات لمصلحة لبنان مع كل الدول باستثناء العدو الذي نجمع على عدائه اسرائيل".

واعتبر نصر الله أنه "ليس لدينا اي تحسس من ثنائي او ثلاثي مسيحي وهذا شأن القيادات المسيحية ونحن نشجع اي انفتاح بين القوى السياسية على أي ساحة كانت مسيحية او اسلامية خصوصا اذا كان يشجع الشراكة الوطنية لكن هناك احد يتوهم بأن هذا الموضوع سيغير المعادلات الاقليمية لكن على العكس هذا الثنائي المسيحي سيشكل فرصة لحل عقد في لبنان وقضايا عالقة منذ عقود في لبنان، ونحن لا ننظر الى الامر من زاوية سلبية ونحن في الوضع المسيحي من حقنا ان نسعى وأن نحرص على ان تعود العلاقة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة إلى سابق عهدها".

وفي موضوع تشكيل الحكومة، أشار الى "أنني اريد ان أؤكد للكل وبحسب متابعتي التفصيلية في هذا الملف لأننا على تواصل دائم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لأنه الجهة المخولة التفاوض عننا، اجزم للبنانيين انه لا يوجد في لبنان اي فريق سياسي يشارك في تشكيل الحكومة يريد ان لا تتشكل الحكومة ولا نرى ان احدا من القوى السياسية يريد ان لا تتشكل الحكومة في اقرب وقت ممكن، واستند الى تفاصيل مملة خلال نقاشات محددة، لا من اصدقاء عون او خصومه او اصدقاء الحريري او خصومه، لا عقدة في التمثيل ولا عقدة في العدد ان كانت 24 أو 30 لأن العدد هو وسيلة تخدم هدف تشكيل حكومة وحدة وطنية ولم يتحدث احد بموضوع الثلث الضامن وبالنسبة لنا يكفينا ان عون هو اكثر من ثلث ضامن في القضايا الكبرى الوطنية وحتى الحقائب تم توزيعها والمشكلة اليوم على حقيبة او اثنتين من أصل 24 حقيبة وهناك مشكلة اخرى ان بعض القوى يجب ان تمثل بشكل او بآخر وهذين النقطتين موضوعيتين يمكن العمل عليها كي لا يصنع من هذه المشكلة حرب سياسية ضخمة ونبش نوايا وفتح ملفات بالتاريخ".

ولفت نصر الله الى أن "كل القيادات السياسية معنية بالمعالجة ولا احد يمكنه القوا انني فعلت ما يتوجب علي، فالحكومة يجب ان تتشكل في اسرع وقت ممكن لأنها متعلقة في الانتخابات المقبلة لذا على الجميع البحث عن حلول وان يتعاون لنصل في مسألة الحكومة الى الخاتمة المطلوبة علماً اننا في المهل القانونية وقرأت مقالات أن البلد على بوابة حرب اهلية، في الحكومات السابقة بقيت حكومات 11 شهر لتتشكل بسبب ان بعض القوى السياسية شعرت ان الحقائب التي اعطيت لها مجحفة ولم يتكلم احد حينها عن الجو السلبي الي يتم الكلام عنه، من يسيء للعهد وثقة اللبنانيين هو من "يعمل من الحبة قبة" ومن يحول موضوع صغير الى مشكلة كبيرة، ونتمنى ان لا يضغط أحد على العهد وهذه ليست حكومة العهد الأول بل هي حكومة اجراء انتخابات، انعمل جو في البلد يتهم بري بتعطيل الحكومة وهذا غير صحيح لأنني اعرف النقاشات الموجودة واعرف بري حينما يستعين فينا وتوجيه الاتهام لحزب الله انه لا يريد تشكيل الحكومة وانه يقف خلف بري في تعطيل تشكيل الحكومة كما وقف مع بري في الخلاف الرئاسي او اتهام فرنجية بتعطيل الحكومة او اي جهة هذا ظلم كبير".

وأكد "اننا نجزم ان الكل يريد تشكيل حكومة في اقرب وقت لأن هناك امر طبيعي انه عند حدوث خلاف أن يكون هناك نزاع، لكن لماذا يحق للبعض ان يطالب بحقيبة وازنة والبعض الآخر لا يحق له واذا طالب يكون المعطل، نحن رضينا بوزارات صناعة وشباب ورياضة، واذا تمسك احد ببعض الامور هو امر طبيعي ولا يجب ان نركب عليه استهداف الرئيس المكلف او العهد الجديد فهذا ظلم كبير يتكرر في كل استحقاق، لماذا لا يقال ان تمسك بعض القوى السياسية ببعض الحقائب ومطالبتها بتمثيل اكبر من حجمها هو الذي يعطل؟".

وأوضح نصر الله أن "توجيه الاتهامات بالتعطيل هي سياسة فاشلة لا تنفع ولا تستهدف الا الكسب السياسي الذي لا قيمة له واذا احد يريد التعطيل للضغط اقول له ان هذا لا ينفع ونذكر بتجربة رئاسة الجمهورية حيث اتهمنا بتعطيل الانتخابات الرئاسية وقيل اننا لا نريد انتخاب الرئيس ولا نريد عون ولا فرنجية واصلا لا نريد رئيس لكن تبين بعد ذلك رغم كل الضغط علينا وتحريض المسيحيين علينا لم نزحزح واقول لجماعات الضغط نحن بالضغط والتهويل نتصلب اكثر ونجوهر اكثر فتكلموا معنا بالصدق والعقل تأخذون عقل وحنان وكل ما تريدون، بعض القوى السياسية عندما عملت بعض القوى بشمل جدي وصلنا إلى رئيس للجمهورية لذا المطلوب في موضوع الحكومة ليس الاتهامات والتهويل بل الحوار وعدم اليأس والتواصل".

ولفت الى أن "توجيه الاتهامات بالتعطيل هي سياسة فاشلة لا تنفع ولا تستهدف الا الكسب السياسي الذي لا قيمة له واذا احد يريد التعطيل للضغط اقول له ان هذا لا ينفع ونذكر بتجربة رئاسة الجمهورية حيث اتهمنا بتعطيل الانتخابات الرئاسية وقيل اننا لا نريد انتخاب الرئيس ولا نريد عون ولا فرنجية واصلا لا نريد رئيس لكن تبين بعد ذلك رغم كل الضغط علينا وتحريض المسيحيين علينا لم نزحزح واقول لجماعات الضغط نحن بالضغط والتهويل نتصلب اكثر ونجوهر اكثر فتكلموا معنا بالصدق والعقل تأخذون عقل وحنان وكل ما تريدون، بعض القوى السياسية عندما عملت بعض القوى بشمل جدي وصلنا إلى رئيس للجمهورية لذا المطلوب في موضوع الحكومة ليس الاتهامات والتهويل بل الحوار وعدم اليأس والتواصل".

وفي قانون الإنتخاب، شدد على "اننا نؤيد الدعوات التي صدرت اخيرا بفصل مسار تشكيل الحكومة عن مسار قانون الانتخابات، ونحن نسمع ان الكل يريد قانون جديد وان قانون الستين كارثة الا ان هناك جو في البلد ان العريس الحقيقي هو قانون الستين لذا نحن نطالب بعمل جاد في صنع قانون انتخابي جديد، والدولة القادرة والقوية والعادلة اساها مجلس نيابي منتخب يعبر عن ارادة الشعب اللبناني وكل مكونات الشعب اللبناني وان تجري انتخابات نيابية نزيهة على قاعدة قانون انتخابي يشعر معه مل لبناني ان صوته ذو قيمة وان لديه فرصة حقيقية في التعبير عن رأيه، قانون انتخابي يعطي القوى السياسية احجامها الحقيقية وليست احجام مضخمة وهو الممر الالزامي لبناء دولة حقيقية واذا نريد بناء دولة واقفة صح نبدأ من هنا، واذا بدأنا من قانون خطأ يبدأ الصوت فيها بألف دولار نصل الى دولة تنهار امام اي عاصفة، لذا اللبنانيون امام امتحان حقيقي ومن يريد دولة حقيقية وقوية في هذه المنطقة الآن الامتحان لاثبات ذلك وليس فقط نكتفي بمؤتمرات الدولة العادلة القوية".

وأكد أنه "لا يجب اقامة قانون انتخابي على اساس مناطقي او طائفي او مذهبي او حسب التحالفات لأنه بذلك يكون يبني مزرعة وليس دولة، اما اذا ذهبنا الى قانون فيه مساواة هذا ما يبني دولة، القانون الوحيد المتاح لتحقيق المساواة هو اعتماد النسبية الكاملة لا المختلطة على لبنان دائرة واحدة او دوائر موسعة وهكذا يظهر الوفي للبلد رغم انه بالنسبية تصغر كتلنا النيابية لكن هذه الطريقة ستمكن كل الاتجاهات السياسية التمثل في الانتخابات النيابية".

وأشار نصر الله الى أنه "خلال كل السنوات الماضية من عام 2011 حتى اليوم دائما كنا نقول لكل القوى في لبنان ان لا ينتظروا الاوضاع الاقليمية لأننا ننتمي الى محور ونحن غير خجلين من ذلك ونحن نقدم شهداء وموجودون في اكثر من ميدان ومع ذلك لم اتدخل في الموضوع اللبناني من باب انتصارات حلب، فنحن اللبنانيون لا ننتظر التغيرات الاقليمية، قدرنا كلبنانيين وخيارنا الوحيد اذا اردنا بناء دولة وحل مشاكلنا واذا اردنا تعزيز سلمنا الاهلي وحجز مكان ثابت لبلدنا لا خيار لنا الا التلاقي والحوار وتقبل بعضنا الاخر ولا يجب ان يكون هناك خصومات وان نطلع للوقت الذي لا يبقى فيه بين مختلف القوى السياسية اللبنانية لا عداوى ولا خصومة اذا اردنا الحفاظ على لبنان وهذه الفرصة متاحة في العهد الجديد، اذا اليوم كلنا وصلنا الى مكان ان الكل يريد التعاون مع الرئيس الجديد ومع العهد الجديد وبدل اختراع المعارك الوهمية واذا البعض ينتظر المنطقة اقول له ان المنطقة دخلت في مرحلة جديدة وهناك مشاريع على هاوية الانهيار والهزيمة النهائية لذا تعالوا نتعاون مع رئيس الجمهورية ورئيس حكومة مكلف بغض النظر عن الخلافات معه، ولنتعاون على حماية بلدنا وحفظ مشاكل بلدنا".