وقّعت الأدبية لينا المرّ نعمة كتابها Quand les Anglais livraient le levant à L’état islamique في حفل في مكتبة انطوان، حضره عدد من الشخصيات والقرّاء. ويروي الكتاب تاريخ ​لبنان​ من مرحلة الاحتلال العثماني وصولاً للانتداب الفرنسي، وكل المحطات بين هذين التاريخين اللذين غيّرا وجه المنطقة.

وفي حديث مع "النشرة"، تروي المر نعمة "كيف سلّم البريطانيون عام 1840 لبنان والمشرق للدولة الاسلامية العثمانية والسياسة الداخلية في لبنان بين المواطنين جراء هذا الاحتلال"، وتلفت إلى أنه "في عام 1915 شهد لبنان إبادة جماعية لعدد كبير من سكانه شبيهة بالابادة الارمنية حيث استشهد عدد كبير من اللبنانيين من قبل جمال باشا".

ويحوي كتاب المر نعمة على عدد مهم من الوثائق التي تثبت كيف بيع لبنان والمشرق للشريف حسين وابنه الامير فيصل في فترة الحرب العالمية الأولى مقابل مساعدة حربيّة واعلان الجهاد، وتشير الكاتبة الى أن "الرفض الفرنسي لهذا الاتفاق خلّص لبنان وسوريا والمشرق من الشريف حسين لأنهم أدركوا ان لبنان ليس عربيا وعروبته اختراع سياسي فقط".

وفي نظرة إلى غلاف الكتاب، نجد كيف ربطت الكاتبة العلاقة بين تنظيم "داعش" والسلطات البريطانية، وتلفت إلى أن "تسليم بريطانيا الشريف حسين المنطقة كلها ولّد الاصولية وشكّل النواة لهذه التنظيمات الموجودة اليوم، إذ تم تسليم العراق والبعض من الدول لهذه العائلة التي كان لها الاثر الكبير على مجريات المنطقة وتم تسليم الأمير فيصل الحكم في العراق رغم عدد الثورات التي قامت ضده".

36 عاماً استغرقتهم الكاتبة للتوصل الى كتاب يوضح علاقة التقسيم البريطاني في بث الاصولية التي اوصلتنا اليوم الى ظهور تنظيم "داعش"، وتهدف حسب تعبيرها إلى "أن لا يعيد التاريخ نفسه وليفهم الناس ان لبنان ليس عربيا بل فرض عليه بقوّة السلاح، والدستور اللبناني لم يكن ينص يوماً على ان لبنان عربياً".

اذاً تكشف المر نعمة في كتابها الجديد بعض ما خُفي من تاريخ لبنان، وبعض الحقائق التي حاول الكثير في الماضي اخفاءها لأسباب سياسية، وأهمها اختراع عروبة لبنان التي ما وجدت يومًا في الدساتير اللبنانية السابقة.