مع اقتراب ​الجيش السوري​ أكثر فأكثر من السيطرة بشكل كامل على حلب عمّت الاحتفالات المدينة كما مواقع التواصل الاجتماعي فرحاً باقتراب إعلان النصر، اذ لم يتبقّ الا بعض الاحياء وتشكل أقل من 1 بالمئة من المساحة التي كانت تسيطر عليها سابقاً المجموعات المسلّحة بعد 4 سنوات من سقوط المدينة.

"حلب تحررت" كان العنوان الابرز، بين التطورات الميدانية التي سارت بشكل سريع مع تهاوي المسلحين وتشتّت صفوفهم مع تقدم الجيش السوري وحلفائه، وبين الاحتفال بالنصر تنوّعت المواقف والدعوات الى تحرير باقي الاراضي السورية، بالمقابل كانت الحسرة والدعاء لانقاذ حلب حال الفريق الداعم للمعارضة السورية.

بفرحة يمكن أن توصف "بالهستيرية" الى حد ما، احتفل انصار الرئيس السوري بشّار الاسد بالنصر من حلب ودمشق وباقي المناطق السورية الى بيروت وبغداد وصنعاء، كانت "ليلة محور المقاومة" بالامس عارمة مع الاخبار التي توالت بشكل سريع، حسن خريس اشار الى ان "الشهباء حلب خالية تماما من الإرهاب هذه الليلة، ألف مبروك للشعب السوري الشقيق وللجيش العربي السوري والأخوة في المقاومة، وإن شاء الله النصر القادم يكون في إدلب وقريتي الفوعة وكفريا"، مروان حجازي وجّه التحية الى "الايادي القابضة على الزناد من حلب إلى صنعاء إلى بغداد وما بدلت تبديلا". محمد حسن العطار اعتبر ان "حلب تحررت رغما عن انوف كل من دعموا القتلة والمرتزقة للنيل من شعب سوريا العظيم"، ولفت وسام الكعبي الى ان "حلب تحرّرت، ومضى جميع من كانوا ينادون برحيل الاسد وبقي، الصمود عنوان التحرير"، محمد حمودي قال "سنغرس راية النصر في عيون الحاقدين، ونقول طريق القدس تمر من حلب". محمد رأى انه "أياً كان من يحكم حلب وحتى لو كان "ابليس أبو مرة" نفسه فهو أفضل مليون مرة من أن يحكمها المتطرفون الاسلاميون".

شعلان طفيلي رأى ان "النصر له مفعول السحر كأنه فرحة الام التي تنسى آلام الحمل والولادة عند رؤية المولود، المجد لمن صبر وقاتل ومن استشهد في سبيل الحق". رشا العلي لفتت الى ان "رجال الله أحرقوا شماغات أمراء وملوك النفط في سوريا، نحن أصحاب الطلقة الأخيرة وسنكون حيث يجب أن نكون". ريما صليبا اعلنتها بلهفة "وانتصرت حلب، والله محيّ الجيش العربي السوري وابطال المقاومة، وحلب عيونها خضر". فاطمة فنيش اعتبرت انه "هو نصرٌ عظيم من فعل مقاومتنا"، نجلاء السعدي اعتبرت ان "الشرفاء دماؤهم واحدة ولا تحدهم جغرافيا، اليوم فرحتكم انتصار معنوي مضاف لصمود الشعب السوري، نعم وحدتنا تقتلهم وانتصارنا واحد بإذن الله".

الى ذلك، تم تعداد الجهّات الخاسرة في معركة حلب، لا سيما تلك الداعمة للمعارضة السورية والداعية لرحيل الاسد، تمّام نور الدين اشار الى ان "عرس التحرير في حلب والعزاء في قصر الايليزيه، وفي السياق رأى منير صالح انه "أصبحت الأمور محسومة، بريطانيا، إسرائيل، السعودية، خسروا الحرب في سوريا". علي خالد الصايغ أشار مستغربا الى ان حلب واهلها ينتفضون من الفرحة بتحريرها وقنوات التضليل تبكي على هزيمتها وتُروّج ان المدنيين يستغيثون، اضاف كفاكم تدليسا". اتيان سعد لفتت الى ان "حلب تحررت لأنها منذ أن ولدت من آلاف السنين هي معقل للعلماء والمثقفين والشرفاء، ولم تستوعب يوما الجهّال وأصحاب الفكر المتشدد الإجرامي"، محمد المختار اشار الى ان "حلب تحررت بفضل الدماء الزكيّة التي روت أرضها فأنبتت سنابل الحرية وأشعلت بيارق الإنتصار".

بالمقابل، خرجت اصوات تناشد للتدخل لحماية حلب من السقوط ولمساعدة المسلّحين في الاحياء المتبقيّة، مناهضو الرئيس السوري صبّوا جام غضبهم على كل من تخاذل بدعم المسلحين، وفي السياق سأل زياد الخالدي "حلب تحررت من مين ولمين، راحت عالشعب الفقير المسكين والشهداء من كل الأطراف صارت بالميادين، كان الله بعون المعتّرين يلي ما الهم غير رحمة الله"، عبد الله علي حسن اشار الى ان "حلب تنكسر فننكسر جميعاً إنسانياً وأخلاقياً، لا رثاء لنا فيها ولا عزاء لنا من بعدها". رنا اشارت الى ان "حلب تباد اللعنه على إنسانية المجتمع الدولي الزائفه، كن معهم يالله فلا ناصر غيرك"، نادر اعتبر ان "حلب تباد وهذا العالم المتمدن يتوشح بقبح ممنهج لا يلتفت الا للمال والطاقة ولو على اشلاء اهل البيت الواحد وهذا فناء للجميع".

ما بين الشعور بنشوة النصر والانكسار في حلب تعدّدت الاراء، إلا ان الثابت واحد هو ان الجيش السوري مستمرّ بعملياته العسكريّة لبسط سيطرته الكاملة على المدينة لتثبيت نصر يُعدّ الأبرز للرئيس السوري منذ انطلاقة الازمة السورية في عام 2011.