من يزور المطاعم والمقاهي أو يقصد الفنادق في الأشهر الأخيرة يدرك مدى التغيير في وضع هؤلاء، فقد إختلف المشهد كثيرا عن السنوات الماضية لعدّة أسباب، أحدها القرار الخليجي بتحذير قدوم السواح العرب الى لبنان. وما زاد الطين بلّة في السنتين الماضيتين هو الفراغ في سدّة الرئاسة مما انعكس شللاً على القطاع السياحي.

موسم واعد

إلا أن إنتخاب العماد ميشال عون كرئيس جديد للجمهورية أعطى جرعة أمل كبيرة للقطاع السياحي خصوصاً مع إقتراب موسم الأعياد. هنا يشرح نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي عبر "النشرة" الى أننا "ومع إنتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية لمسنا تحسناً في القدرة الشرائية لدى الناس"، لافتاً الى أن "هناك طلباَ كبيراً من اللبنانيين على حفلات رأس السنة إلا أنه لا يمكن التكهّن بالحجوزات الكاملة للمطاعم قبل أسبوعين من العيد، فعادةً هذا الأمر يحصل قبل يومين أو ثلاثة من نهاية الشهر". أما نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر فيشير الى أننا "وفي السنوات الخمس الأخيرة مررنا بكارثة وفي حال تحدّثنا عن نسبة تشغيل عالية في موسم الأعياد، فإن إقامة العرب أو حتى اللبنانيين الموجودين في الخليج العربي أو أفريقيا، لا يستطيعون اعطاء المردود الذي كان يأتينا في سنة 2009 و2010، لأن المضاربة والتعطّش الى السائح دفعت الأسعار الى الهبوط بنسبة 40 أو 50%، وبالتالي حتى لو عملنا في فترة زمنية محددة على 100% تشغيل فإن مدخولنا سيكون 50 الى 60% من مداخيلنا السابقة".

نزع الحظر الخليجي

يشير الأشقر الى أن "عجلة الحركة السياحية بدأت تتحرك في الأسبوعين الماضيين"، متوقعاً "حجوزات على الفنادق في موسم الأعياد، إلا أن العين تبقى على موسم الاصطياف في ظل وجود قرار خليجي بنزع الحظر عن لبنان، ومباركة الاستثمارات فيه، وتشجيع قدوم السواح إليه"، مشيراً الى أن "هذا كله يعطينا جرعة أمل لنضع الخطط على المدى الطويل لتنويع السياحة التي يفترض أن تأتي الى لبنان"، مؤكدا في نفس الوقت أن "الحديث عن قدوم أكثر من 700 ألف سائح الى لبنان في فترة الأعياد مضخّم كثيراً، إذ يستحيل نقل هذا العدد من الخارج في فترة أيام، أما إذا كان في موسم الاصطياف أي مدة شهرين أو ثلاثة فعندها يمكن ذلك". أما طوني الرامي فيرى أننا "وفي حال قدم الى لبنان حوالي 200 أو 300 ألف لبناني من الخارج فهذا يعتبر عدداً كبيراً"، لافتاً الى أنه "لا يجب التطلّع الى موسم سياحي في فترة الأعياد فقط بل أيضاً الى مستقبل سياحي لأنه بعد مرور خمس سنوات من الركود آن الأوان لتتغيير الأوضاع وكلنا أمل بذلك".

أعاد إنتخاب رئيس جديد للبلاد تحريك العجلة السياحيّة، التي تعتبر أولى بوادر التحسن فيها سيكون خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، لتبقى العين على موسم الإصطياف الذي ينتظر أن يكون واعداً.