ينتظر العالم استلام الرئيس الأميركي المنتخب ​دونالد ترامب​ لمهامه قريبًا في البيت الأبيض، مع اشتعال التحليلات لهذه الشخصيّة الّذي يأمل الكثير من السياسيين والمحلّلين الا تحمل مفاجآت مخيّبة في الأمن والسياسة العالميين.

وفي هذا الاطار، رأت مصادر دبلوماسية وسياسية في واشنطن ان سياسة الرئيس ترامب ستكون كسياسة سلفه باراك اوباما بالنسبة للبنان، ولكن ليس لديها استراتيجية واضحة او خطة محدّدة له.

واشارت الى ان الادارة الاميركيّة الجديدة تعتبر ان هذا البلد يجب ان يبقى على مسافة مما يجري في المنطقة من حروب، وان سياسة النأي بالنفس هي التي على لبنان ان يتّبعها الى ان تتضح صورة الاوضاع العسكرية والسياسية في سوريا.

ولفتت المصادر الى ان ليس للإدارة المنتخبة بعد مواقف محددة من العهد الجديد وحكومته، غير الترحيب بعودة الحياة الدستوريّة الى البلاد، والتي يجب ان تستكمل بانتخابات نيابية في موعدها.

وتحدثت المصادر عن كلام كثير في واشنطن من قبل الجمهوريين والديمقراطيين على مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، ومدّه بالسلاح والعتاد، لمكافحة الإرهاب على الحدود وفي الداخل اللبناني، وبالتحديد في عرسال وبعض المناطق الشمالية، ومراقبة ما يجري في عدد من المخيّمات الفلسطينيّة، التي اصبح بعضها وكرا للعناصر الاسلامية المتطرفة الخارجة عن القانون، ولعدد من المنظمات الارهابية المتورّطة في حروب المنطقة.

وترى هذه المصادر، ان ادارة الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية ستظل تعتبر "حزب الله" كمنظمة ارهابيّة، ومن غير المستبعد ان تزداد العقوبات الاقتصاديّة عليه، في اطار سياسة واشنطن لمكافحة الاٍرهاب، مشيرة الى ان فريق الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، سيتعامل مع الحزب على انه جزء من سياسته حيال ايران، وعلى هذا الأساس فإنّ مقياس الضغط على حزب الله له علاقة بحجم الضغوط التي ربما ستلجأ اليها واشنطن ضد طهران.

ولفتت المصادر، انه اذا ظهر لترامب ان الحزب عاد من معاركه في سوريا وامتلك خبرة عسكرية قوية، مع استحصاله على أسلحة جديدة ومتطورة تشكل خطرا على اسرائيل، فإنّ معالجة هذا الوضع ستكون من مسؤولية الروس حلفاء ايران في المنطقة، وانه اذا كان هناك مجال للاتفاق بين ايران و​روسيا​ بمباركة اميركيّة في منطقة الشرق الأوسط، فإنّ مثل هذا الاتفاق يجب ان يضمن عدم القيام بأي عمل حربي من الجنوب اللبناني ومن المناطق اللبنانية كافة ضد اسرائيل.

وترى المصادر انه من المبكر التنبؤ بما ستؤول اليه سياسة الرئيس الجديد في المنطقة بالرغم من الشعارات التي رفعها في حملته الانتخابية، لكن الشيء المؤكد حتى الان انه يعتزم التعاون والتنسيق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن هناك عقبات امام مثل هذا التوجّه له علاقة بالحرب التي تتشارك فيها كل من طهران وموسكو وقدرة بوتين على الفصل بين تعاونه مع واشنطن وعدم الصراع مع طهران.

وتوقعت المصادر، ان تكون مصلحة موسكو عدم اغضاب واشنطن ولو كان ذلك على حساب اشتباكها السياسي مع طهران، مع ما لذلك الامر في حال حدوثه من تداعيات على دور ايران في كلٍّ من سوريا ولبنان ومعه حزب الله وفي المنطقة.

ورأت المصادر نفسها أن ما حصل في حلب من احتدام للمعارك وفي غيرها من المناطق السوريّة، انه بداية رسم جغرافيا سياسية واستراتيجية في هذه المنطقة من قبل موسكو لتكون انطلاقة جيّدة لها في أيّ حلٍّ سياسيٍّ لعدد من الازمات باستثناء اسرائيل، حيث هناك اتفاق مطلق بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا على ان أمن وسلامة اسرائيل هي خارج أيّ اتّفاق او تحالفات دولية في المنطقة.