تستعد بلدة روتلاند في مقاطعة فيرمونت الاميركيّة لاستقبال مئة لاجئء من سوريا والعراق، حيث رفعت لافتات بالعربيّة كتب عليها "اهلًا في روتلاند"، حيث سيبدأ عدد من هؤلاء بالوصول اليها في وقت متأخر من هذا الشهر.

وكان عمدة هذه المنطقة كريستوفر لوراس وراء هذه الخطة لاستقبال اللاجئين، ولكن ليس فقط لأسباب إنسانية، بل لأغراض اقتصاديّة، لأن هذه البلدة التي تعتمد على انتاج الرخام، والتي بدأ عدد سكانها بالتقلّص، بحاجة الى مزيد من المقيمين الجدد.

ووضع مخطط استقبال لاجئين عرب في الوقت الذي يعاني المجتمع الاميركي من انقسام حول هذه المسألة، وفي ظل الانتقادات التي وجهها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في هذا المجال ممّا أدى الى صراع بين الأهالي بين مؤيد ومعارض لهذا الأمر، لكن هذا لم يمنع البعض من البدء بحملة تبرعات لمساعدة القادمين الجدد مع ايجاد فرص عمل لهم .

لكن هذه الحملة التي يدعمها لوراس معرضة للانتكاسة، لانه لم يتضح بعد ما اذا كان دونالد ترامب سينفّذ تعهداته الانتخابية بمنع توافد لاجئين مسلمين وعرب من سوريا والعراق .

والمعروف ان الهجرة هي جزء من تاريخ كل مدينة اميركيّة، ولكن الاوضاع الاقتصاديّة خلال الأعوام القليلة الماضية وبحسب عدد من الخبراء، جعلت المسؤولين الاميركيين يركزون مجددا حول احتمالات الاستفادة الاقتصادية من المهاجرين الجدد .

وجاء هذا المخطط لاستقبال مئة نازح سوري وعراقي في هذه البلدة الاميركيّة التي تعاني من مشاكل اقتصادية ومن نقص في عدد السكان، في الفترة التي حصلت فيها الاعتداءات الإرهابية على باريس في شهر تشرين الثاني من العام 2015، وأدّى الى اعلان ترامب وحوالي 24 حاكما معارضتهم لقبول مهاجرين من سوريا في الولايات المتحدة الاميركيّة .

في المقابل ارتفعت أصوات على وسائل التواصل الاجتماعي في البلدة المذكورة ترفض استقبال اللاجئين لأنهم "يكرهون الاميركيين"، لكن الحاجة الاقتصاديّة لهؤلاء ستكون أهمّ من آراء هؤلاء .

ويرى مراقبون سياسيون، ان الولايات المتحدة الاميركية التي قامت وازدهرت وأصبحت قوّة عظمى بفضل المهاجرين الذي أتوا من جميع أنحاء الكرة الأرضيّة، تفكر وتخطّط وتتردد في استقبال مئة سوري وعراقي، في حين أن لبنان يرزح تحت ضغط وعبء اكثر من مليوني نازح سوري يسرحون ويمرحون ويعملون، وبعضهم يمارس نشاطات ارهابيّة، وسط غياب مخطّط او فكرة بسيطة عن جدوى وجود هؤلاء في بلد ليس بلد هجرة، وإمكاناته الماديّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والديموغرافيّة غير مؤاتية لاستقبال هذا العدد من الوافدين .

ويشير المراقبون الى ان المجتمع الدولي وبالرغم من الوعود التي قدّمها لمساعدة لبنان والتي لم ينفّذ سوى جزء ضئيل منها، غير قادر حتى على اقناع دول هي بحاجة ماسّة الى المزيد من البشر لنموّها واقتصادها، لاستقبال ممّن هربوا من ويلات الحرب في اوطانهم .

ويضيف المراقبون "لا شك ان ولاية فيرمونت ستستقبل مئة لاجئ سوري، لكن كيف سيحل لبنان معضلة المليوني نازح، الذين يشكلون خطرا وجوديًّا ديموغرافيا واقتصاديًّا وأمنيًّا على مستقبله واستقراره؟.

ويخلصون الى أنّ الحل لن يكون سوى بعودة هؤلاء الى بلادهم وعلى لبنان ألا ينصاع الى رغبات عدد من الدول ولا الى توصيات الامين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون بتوطينهم وتوفير فرص عمل لهم، لأنّ مشاكل البطالة في لبنان وخصوصيته لا تخوّله القبول ببقائهم على أراضيه، وان غير ذلك من الحلول سيكون بداية انهيار جدّي للبنان وعلى المستويات كافّة .