اعتبر مسؤول العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحر" ​ميشال دو شدارفيان​ أن انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية هو خلاصة نضال التيار منذ العام 1990، لافتا الى ان معظم الفرقاء أيقنوا أنّهم أضاعوا الكثير من الوقت وانه كان عليهم انتخابه رئيسا منذ زمن، مؤكدا ان العهد الجديد سيكون على قدر تطلعات اللبنانيين ان كان على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الشؤون الاجتماعية وغيرها من المجالات.

وأكّد دو شدارفيان في حديث لـ"النشرة" انّه كان الى جانب العماد عون منذ ثمانينيات القرن الماضي حتى من دون ان يطلب منه ذلك ومن دون ان يعرفه آنذاك شخصيا، واضاف:"انا دائما الى جانب الى الرئيس وجاهز في كل وقت لتلبية النداء".

"لا ستين ولا تمديد"

وتطرق دو شدارفيان لموضوع ​قانون الانتخاب​، مذكرا بأن "التيار الوطني الحر ليس وحده على الساحة وبالتالي ليس قادرا على الحسم واتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن باعتبار ان هناك مصالح للفرقاء يجب ان تُراعى في نهاية المطاف"، لافتا الى ان التيار يتمسك بقانون عصري يعتمد النسبية، لكننا نعي ان ذلك قد لا يرضي الجميع لذلك نفضل القانون المختلط الذي تدخل فيه النسبية على ​قانون الستين​. وقال: "على كل حال الرئيس عون لن يقبل بالتمديد أو أن تجري الانتخابات وفق القانون الحالي". وأكد دو شدارفيان أن التيار ليس بعيدا في موضوع قانون الانتخاب من تيار "المستقبل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، لافتا الى ان "الملف يخضع بالنهاية للنقاش والأخذ والعطاء".

لا صفقات بل ضمانات

ورد دو شدارفيان على الاتهامات التي وجهها حزب "الكتائب" وسواه حول صفقة تمت لتمرير مراسيم النفط والغاز، فقال: "لو لم يكن وزراء التيار هم المشرفون على الملف، كان يمكن التشكيك بوجود صفقة ما، ولكن طالما هم وافقوا على تمرير هذه المراسيم فلا شك أن ذلك يصب في مصلحة لبنان واللبنانيين".

وشدّد على اهمية "عدم التصويب على هذا الملف وهذا القطاع باعتبار انّه الوحيد الكفيل باخراجنا من الكابوس الاقتصادي الذي نرزح تحته"، معتبرا ان "من يراقب من بعيد وليس جزءا من العمل الذي يتم في هذا المجال، لا شك سيتحدث عن حصص وصفقات لكننا نؤكد ان الحصة الوحيدة هي لكل لبنان والصندوق المستقل الذي سيتبع لرئاسة الجمهورية سيكون الضمانة في هذا المجال".

قائد الجيش

وتطرق دو شدارفيان لملف التعيينات، لافتا الى ان "الشغل الشاغل لهذه الحكومة يجب أن يكون قانون الانتخاب باعتبار ان المهل تداهمنا، لكننا نرجح ان ينعكس الاتفاق الذي ادى لانتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة على كل الملفات الأخرى ومن ضمنها ملف التعيينات"، وشدّد على انّه عندما يطالب "التيار الوطني الحر" بتعيين قائد جديد للجيش "لا يطالب به لأنّه ضد القائد الحالي الذي قام بعمل ممتاز، بل لأن هناك قانون يجب احترامه وتطبيقه"، مستهجنا التعاطي مع الملف وكأنّ "ليس هناك الا طنسة بالجيش". وأضاف: "هناك الكثير من الضباط الكفوئين المخولين لتولي منصب القائد الجديد للجيش".

أما بما يتعلق بمنصب حاكم مصرف لبنان، أشار دو شدارفيان الى انّه "اذا كان هناك اجماع وطني على تعيين بديل له باعتبار انّه في المنصب منذ مدة بعيدة، فالمهم ان تكون كفاءته مساوية لكفاءة الحاكم الحالي"، لافتا الى ان الرئيس عون لم يعبّر عن نيته استبدال رياض سلامة.

لا محرمات

وتناول دو شدارفيان الجولة الخليجية التي قام بها الرئيس عون مؤخرا، مؤكدا انّه سيكون لها انعكاسات ايجابية على اوضاع الجالية اللبنانية في السعودية وقطر كما على الوضع الاقتصادي والسياحي وغيرها من المجالات، وأشار الى ان رئيس الجمهوريّة برهن انّه على مسافة واحدة من كل الفرقاء وكل البلدان، وقال: "ما نطمح اليه هو ان نكون صلة وصل بين بلدان المنطقة، ونعتقد ان عون قادر تماما على لعب هذا الدور في التوقيت المناسب".

وردا على سؤال، أوضح دو شدارفيان انّه واذا لم يتم اعادة تحريك الهبة السعودية السابقة فلا شك انّه سيكون هناك مساعدات أخرى للجيش اللبناني، مشيرا الى ان ملف الهبة تُرك لتبحث به الوزارات المعنية بين البلدين. وأضاف: "الرئيس عون سيزور كل البلدان في الوقت المناسب، فلا محرمات في هذا المجال، الا اسرائيل. اما زيارة سوريا فممكنة في اي وقت مع وجود مشكلة كبيرة عالقة بين البلدين هي مشكلة اللاجئين وبالتالي من الواجب فتح قنوات بين الحكومتين لتأمين اعادتهم الى بلادهم". وشدّد على ان سياسة رئيس الجمهوريّة تقول ببناء علاقات جيدة مع كل دول المنطقة ودول العالم فيكون لبنان على مسافة واحدة من الجميع.