عندما تكون المعركة بالنسبة الى النائب ​وليد جنبلاط​ معركة وجود ومصير تصبح كل الأسلحة متاحة للإستعمال فيها وفي كل الإتجاهات السياسية، حتى لو كان بين المصابين والمتضررين، أصدقاء او حلفاء.

وعندما يفتح رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النار على ​مطمر الكوستابرافا​ قاصفاً جبهته بكل النعوت والأوصاف غير البيئية والخطرة الى السلامة الجوية، كل ذلك على رغم دفاعه المستميت عن إنشائه سابقاً يوم كان وزير الزراعة السابق أكرم شهيب يهندس خطة النفايات، تكون مشكلة الزعيم الدرزي الحقيقية أبعد بكثير من مطمر ونفايات ومناقصة وسلامة الطيران المدني.

هي الحرب الجنبلاطية غير المباشرة على أي قانون إنتخابي إلا قانون الستين الذي يبقي من جهة كتلة اللقاء الديمقراطي كما هي عددياً، ويسمح من جهة ثانية لرئيس هذه الكتلة، أي جنبلاط الأب اليوم، والإبن (تيمور) في القريب العاجل، أن يفاوضا الأفرقاء السياسيين أجمع من موقع القوي لا الضعيف، بالنسبة الى تشكيل اللوائح الإنتخابية في دائرتي الشوف وعاليه. فمن خلال إعادة أزمة النفايات الى الواجهة من جديد، يستطيع النائب جنبلاط إن يضغط على جميع من يريد أن يضغط عليهم من الأفرقاء المؤثرين بعملية إقرار القانون الإنتخابي الجديد.

نعم يضغط الزعيم الدرزي بأزمة النفايات التي أثتبت قدرتها على شلّ البلد، على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي ضمّن خطاب القسم بعد إنتخابه وعداً بإقرار قانون إنتخابي جديد في عهده. قانون عصري يؤمن صحة التمثيل. وعد، يصبح من غير السهل تنفيذه، إذا تلقى العهد الرئاسي ضربة في بدايته من خلال عودة جبال النفايات الى الشوارع، وما يمكن أن ينتج عن هذه العودة من تراشق سياسي وإتهامات وتحميل مسؤولية الأزمة على هذا الفريق أو ذاك.

يضغط جنبلاط على حزب الله وحركة أمل من خلال حربه المستجدة على مطمر الكوستابرافا، الذي يجعل إقفاله الثنائي الشيعي في مشكلة مع جمهوره، وغير قادر على تحمّل النفايات في شوارع الضاحية الجنوبية ولو لأسبوع واحد والتجارب السابقة دليل على ذلك.

على رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، يضغط جنبلاط أيضاً لعدم دفعه الى السير بأي قانون غير الستّين، ملّوحاً بطريقة غير مباشرة، بعودة الأمور الى النقطة الصفر في ملفّ النفايات، وبجعل الحكومة التي إنتظر الحريري تشكيلها ورئاستها بفارع الصبر، منصبّة على معالجة هذه الأزمة المزمنة بدلاً من التركيز على الأمور الأخرى وإقرار المراسيم وإنجاز التعيينات الأمنية والإدارية لملء الشواغر وتحقيق ما تريده من إنجازات، يسعى الحريري من خلالها الى إستعادة ما خسره في الشارع السني خلال الفترة التي كان فيها خارج لبنان ورئاسة الحكومة في آن معاً.

إذاً هكذا يلعب "البيك" البيلياردو عبر تغريداته على موقع تويتر، يصوّب ليلاً نهاراً على مطمر الكوستابرافا، بهدف تحقيق الإصابات القاتلة بهيكلية أي قانون إنتخابي يضرب نفوذه وزعامته وكتلته التي يتوزع نوابها مناصفة بين الدروز والمسيحيين!