ينتقل الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ في العشرين من الشهر الجاري الى البيت الأبيض خلفا للرئيس الحالي باراك اوباما، لتبدأ في واشنطن ادارة جديدة أمامها ملفات خارجية معقدة، في مقدمها الملف السوري.

في هذا الاطار، رأت مصادر دبلوماسية غربية ان الوضع في سوريا في الوقت الراهن، يشير الى ان الرئيس السوري بشار الاسد لا يملك الطاقة البشرية التي تمكنه من استعادة ثلث الاراضي السوريّة التي يسيطر عليها المسلحون والتي هي خارجة سيطرة نظامه، أقلّه في المدى القريب.

في المقابل ترى المصادر أن الاسد لن يكون خارج أي تدخل أميركي-غربي محتمل في سوريا، على غرار ما حصل مع نظام صدام حسين في العراق، الّذي كان يواجه مشاكل سياسية جعلت من الاستقرار في بلاده هشا وعلى هاوية التقسيم.

وتقول المصادر ان الوضع العسكري للنظام السوري اليوم هو أضعف بكثير مما كان عليه وضع صدام حسين، وهذا ما يفسر خطوات إيران بإرسال قوات وميليشيات مدعومة منها لمساندته والحيلولة دون انهياره.

وتعتقد هذه المصادر ان ادارة ترامب الجديدة تواجه في سوريا اليوم وضعا مشرذما وغير مستقر، مما يؤهل للفريق الاميركي المولج بمكافحة الاٍرهاب، ان يلعب دورا مهما هناك.

وترى المصادر ان على ادارة ترامب ان تلجأ الى امور عدة، اذا كان في نيتها عودة الاستقرار الى سوريا، ومن هذه الخطوات ما يلي:

اولا-عليها ان تقتنع بوضع ملموس وهو ان سوريا اليوم مقسّمة، ولذلك يجب تأمين مناطق آمنة تنطلق منها للتخفيف من المعاناة الانسانية للسوريين، والحد من تدفق النازحين ومحاربة الاٍرهاب.

وتعتبر المصادر ان هذه المواقع الامنة يمكن إقامتها في مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية والمجاورة للحدود التركية والاردنية، وهي افضل السبل التي قال عنها ترامب يمكن ان تكون عاملا مساعدا وفرصة لتحقيق السلام في سوريا.

واضافت المصادر ان اقامة تركيا لمناطق آمنة شمال مدينة حلب مع تفهّم وقبول روسي لذلك، ستكون فرصة جديدة ومتينة لحماية السوريين، كما انها ستكون قاعدة عسكرية لأي عمليات لمحاربة داعش في وادي الفرات، كما ان جنوب سوريا والمناطق الكرديّة هو احتمال آخر.

ثانيا-ترى المصادر انه على ترامب وادارته الجديدة ان تمتحن إرادة روسيا في مكافحة الاٍرهاب في سوريا، والتنسيق معها لايجاد حلّ سياسيّ معقول ومقبول وقابل للتنفيذ، وان الولوج الى ذلك هو التأكّد من نوايا موسكو في هذا السياق.

وسألت المصادر عمّا اذا كان الغطاء الجوي الروسي والميليشيات الإيرانية التي هبت لمساعدة النظام السوري ومنعه من الانهيار، تحمل في طياتها حلاًّ سياسيا يحفظ لهاتين الدولتين سيطرتهما على هذه المنطقة من الشرق الأوسط؟.

وترى المصادر ان على الادارة الاميركيّة الجديدة ان تتفاوض مع الروس حول حلّ دائم، تكون من بنوده الاساسية انسحاب القوات الإيرانية وحزب الله من سوريا، وان مثل هذه الخطوة هي الافضل لها بدل اعادة النظر في الاتفاق النووي مع ​ايران​، لان هذه الخطوات ستسمح بمراقبة طهران ونشاطاتها التوسعية في المنطقة.

وتخلص مصادر دبلوماسية عربيّة الى الاعتقاد ان دور طهران في سوريا، وظهور قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني العلني في حلب، وفي غيرها من مناطق القتال في سوريا، هو مؤشر واضح ان ايران لن تخضع لأي ضغوط، حتى لو وصل الأمر الى مواجهات عسكريّة، لطردها من بلاد الشام، نظرا للتضحيات العسكرية والمالية التي قدمتها هناك، ولن تقبل بأقل من تأمين ممرّ يؤمّن لها إقامة الهلال الشيعي التي تعمل منذ عقود على إقامته.