افادت معلومات لصحيفة "الجمهورية" انّه يوجد حالياً في إحدى اللجان المختصة في مجلس النواب الاميركي مشروع قرار يخضع للدرس ومؤدّاه فرضُ حزمة عقوبات جديدة على "حزب الله".

واوضحت أنّه طُرح للتداول أخيراً في مجلس النواب الاميركي مشروعا قرار بعقوبات مالية جديدة، الأول ضدّ الدولة السورية، والثاني ضد "حزب الله". وفيما المشروع الاول ضد دمشق اصبَح الآن في المجلس النيابي وفي طور رفعِه الى الكونغرس للمصادقة عليه، فإنّ المشروع الثاني ضد الحزب لا يزال قيد المناقشة في اللجنة النيابية الاميركية المختصة.

من جهتها، اعربت اوساط ذات اطّلاع على هذا الملف لـ"الجمهورية"، عن توقعها بأنّ الإجراءات الجديدة ستكون أوسعَ مدى، وهي عقوبات تُدشّن مرحلة ممارسةِ ضغوطٍ مالية أشدّ وطأةً على الحزب ستُستخدم تصاعدياً في اتّجاه تحقيق هدفين سيكونان مثارَ سجالٍ في الفترة المقبلة: الأول على مدى اقرب ويتعلق بالضغط على الحزب لسحبِ قواِته من سوريا، أو أقلّه لتخفيضها، والثاني على مستوى زمني أبعد ويتّصل بالضغط على الحزب لجعلِه يتجاوز تحفّظاته على ترتيبات سيكون لها صلة بتسوية إنتاج الغاز في المناطق المشتركة اللبنانية ـ الإسرائيلية.

ورات الاوساط أنّ نوعية العقوبات التي ستفرَض على الحزب ستحدّد طبيعة اهدافها، فإذا كانت استكمالاً لمسار العقوبات السابقة فهي تعني أنّها مجرّد استكمال لمسار بدأ منذ بدايات العام الماضي.

ولفتت الى إنّ نائب وزير الخزانة الاميركية دانيال غلايزر كان قد لمَّح الى وجود مئة إسم سيتمّ مطالبة المصارف بإقفال حساباتهم، وذلك على دفعات. امّا اذا كانت العقوبات الجديدة التي تُدرَس الآن في اللجنة البرلمانية المختصة، تَهدف الى تسمية شركات وأصحاب رؤوس اموال كبيرة، فهذا سيعني أنّ هناك توجّهاً لفتحِ معركة ضغوطٍ مالية كبيرة على الحزب تواكب مطالب سياسية ستتدرّج واشنطن بمحاولة الوصول اليها.

من جهتها، اشارت مصادر لـ"الجمهورية" الى انّ حزمة العقوبات الجديدة المنتظرة ضد الحزب، تأتي في سياق اميركي داخلي يتمثّل بأنّ معارضي الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب من الديمقراطيين وحتى داخل الحزب الجمهوري، يحاولون، قبَيل دخوله الى البيت الابيض، إشهارَ عصا الكونغرس في وجهه عبر اقتراح قوانين او سَن قوانين عقوبات على روسيا وسوريا وايران و"حزب الله"، بهدف إشعاره بأنه ليس حراً في اتّخاذ قراراته الخارجية والداخلية التي هي محلّ انقسام حاد حولها في اميركا. وهذا المسار الذي بدأ منذ الايام الاولى على انتخابه، بات الخبراء الاميركيون يطلقون عليه مصطلح "تفخيخ عهد ترامب".