أَحْسَنَ كُلُّ مُعْتَرِضٍ عَلى مَنْحِ مُتَعاقِدِي وِزارَةِ الإِعْلامِ حَقَّ التّقاعُدِ، فَنَحْنُ لا نَسْتَأْهِلُهُ.

وأَحْسَنَ الغَيارَى عَلى خَزِينَةِ الدَّوْلَةِ مِن أَيِّ انْتِكاسَةٍ قَد تُصِيبُها، فَنَحْنُ مَن أَوْقَعَ الدَّوْلَةَ فِي العَجْزِ الَّذِي باتَتْ فِيهِ!

فنَحنُ مَن "تَمَتْرَسَ" خَلْفَ مَوْقِفِهِ السِّياسِيِّ.

وَنَحْنُ مَن تَراشَقَ بِالشَّتائِمِ وَالكَلامِ النَّابِي، عَلى "سُطُوحِ" وَسائِلِ الدَّوْلَةِ الإِعْلامِيَّةِ.

وَنَحْنُ مَن قادَ أَشْرَسَ المَعارِكِ الإِعْلامِيَّةِ مَحَلِيًّا، إِقْلِيمِيًّا وَدَوْلِيًّا.

وَنَحْنُ مَن تَجَمَّعَ فِرَقًا مُتَناحِرَةً، كُلٌّ مِنْها يَتْبَعُ زَعِيمًا فِي وِزارَةِ الإِعْلامِ، وَحَوَّلْناها وِزاراتٍ طَائِفِيَّةً مَناطِقِيَّةً.

وَلَمْ نَكْتَفِ بِذَلِكَ، بَل تَآمرْنا مَع العَدُوِّ فِي حَرْبِ تَمُّوز، وَلازَمْنا مَنازِلَنا عَلى طَرِيقَةِ "فِخَّارْ يْكَسِّر بَعْضُو"، فَهَذه لَيْسَت قَضِيَّتَنا، وَ"حايد عَنْ ضَهْرِي بَسِيطَة"، وَكانَتِ المُؤامَرَة مَع العَدُوِّ الصُّهْيُونِيِّ فَاسْتَهْدَفَ – أَوَّلَ ما اسْتَهْدَفَ – مَحَطَّةَ إِرْسالِ "إِذاعَةِ لُبْنان"...

لَقَد قالَ لَنا نَتانْياهو وَقْتَها: "لازِمُوا مَنازِلَكُم فَأَنا سَأسْتَهْدِفُكُم!".

وَنَحْنُ – أَيُّها السَّادَةُ المُعْتَرِضُون عَن حَقٍّ عَلى مَنْحِنا التَّقاعُد - نَحْنُ مَن يُعَطِّلُ مُحَرِّكاتِ الدَّوْلَةِ عَن الإِقْلاعِ، كَما تُهَدِّدُ طُيُورُ النَّورَسِ مُحَرِّكاتِ "المِيدِل إِيْست" فَأَطْلِقُوا يَدَ صَيَّادِيكُم كَيْ يَسْتَهْدِفُونا نَحْنُ أَيْضًا، وَلِيُطْلِقُوا عَلَيْنا رَصاصَةَ الرَّحْمَةِ، فَيَنجُو الوَطَنُ مِن شَرِّنا، وَتَسْتَقِيمُ أُمُورِ الدَّوْلَةِ، وَتَزُولُ كُلُّ المُعْضِلاتِ السِّياسِيَّةِ، وَتَلْتَقِطُ الخَزِينَةُ أَنْفاسَها!

وَنَحْنُ رَفَضْنا أَنْ نَدْفَعَ الضَّرائِبَ وَمُتَوَجِّباتِ الضَّمانِ الاجتِماعِيِّ، وَتَعاونِيَّة مُوَظَّفِي الدَّوْلَةِ، إِمْعانًا فِي إِرْهاقِ خَزِينَةِ الدَّوْلَةِ. وَرَفَضْنا أَنْ يُفتَحَ مِلفُّنا فِي المَجْلِسِ النِّيابِيِّ، أَو أَنْ تَدْنُو مِنْهُ أَيُّ لَجْنَةٍ، وَمارَسْنا ضُغُوطًا مُنْذ 2007 كَيْلا تُدْرَسَ أَوْضاعُنا وَإِخْفاءً لِكُلِّ ما اقْتَرَفْناهُ فِي حَقِّ الوَطَنِ.

فَلِكُلِّ هَذه الأَسْبابِ نَعْتَرِفُ الآنَ أَنَّنا لا نَسْتَأْهِلُ تَنْفِيذَ مَطالِبِنا المَرْفُوعَةِ عَن غَيْرِ حَقٍّ... وَلَكِن لَدَيْنا أُمْنِيَة وَحِيدَة: لا تَسْمَحُوا بَعْدَ اليَوْمِ بِأَنْ يَقْضِي غَيْرُنا عُمْرَه فِي غِيْرِ الصَّالِحِ العامِّ، وَلا تُطِيلُوا الحَبْلَ لِغَيْرِنا، قَبْلَ أَنْ تَكْتَشِفُوا باكِرًا أَنَّه سَبَبُ الفَسادِ فِي الدَّوْلَةِ، وَسَبَبُ إِفْلاسِها.

وَلا تَنْتَظِرُوا رُبْع قَرْنٍ وَأَكْثَر كَي تَقُولُوا لَهُ: "أَنْتَ لَسْتَ مِنَّا".

وَلا تُطَبِّقُوا عَلى أَحَدٍ بَعْدَ اليَوْمِ مَقُولَةَ: "عِنْد جَلِي الصُّحُون نادُوا لَبَرْهُوم... وَوَقْتِ العَزايمْ بَرْهُوم نايمْ!"