كل ما إقترب الثلثاء المقبل في الرابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، يقترب معه موعد إنتهاء المهلة التي أعطاها قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا الرئيس حسن حمدان لتشغيل ​مطمر الكوستابرافا​، وإستقبال النفايات الآتية اليه من الضاحية الجنوبية وقضاء بعبدا والشويفات وعرمون وخلده وبعض مناطق العاصمة بيروت، كل ذلك من دون معرفة مصير هذه النفايات بعد الإقفال النهائي، ومن دون أن يدرك المسؤولون حجم ردّات الفعل التي ستصدر عن أهالي وسكان هذه المناطق إذا عادت أكوام القُمامة مع حشراتها وأمراضها وجرذانها، لتتكدس على أبواب منازلهم وشوارع ومدارس أولادهم ومستشفياتهم.

حتى هذه اللحظة، وبإستثناء تركيب آلات تهريب الطيور في المطمر من قبل المتعهد، وفي المطار من قبل الهيئة العليا للإغاثة مكلفة من رئيس الحكومة سعد الحريري، ما من مؤشر رسمي يدلّ الى أن المطمر سيفتح أبوابه من جديد إذا بقي القاضي على قراره، وما من معطى جديد برز على صعيد تأمين البديل عن موقع الكوستابرافا، وما هي المدة الزمنية التي يحتاجها المتعهد الى تأهيل هذا البديل كي يصبح جاهزاً لإستقبال النفايات! كل ذلك إذا قبل أهالي المنطقة حيث الموقع الجديد بإعتماده. الشيء الوحيد المؤكّد هو أن لبنان مقبل على أزمة نفايات جديدة، لن يكون حلها أسهل من تلك التي سبقتها نظراً الى أن الناس خبرت فشل الدولة في معالجة هذه الأزمة، ولن تكون قادرة ولو للحظة واحدة هذه المرة على تحمّل النفايات على أبوابها ولو ليوم واحد أو حتى لساعة واحدة، في زمن لم يعد الفراغ الرئاسي فيه قائماً، والحكومة تختلف كثيراً عن تلك الماضية من ناحية حجم تمثيلها السياسي.

وفي هذا السياق، تكشف المعلومات أن حزب الله الذي عقد أكثر من إجتماع مع ممثلين عن مجلس الإنماء والإعمار ووزارتي الأشغال والبيئة، للبحث عن الحل البديل، بعث برسالة شديدة اللهجة الى المعني الأول بهذا الملف، ألا وهو رئيس الحكومة سعد الحريري، أبرز ما جاء فيها أن المعنيين في الضاحية الجنوبية لن يقفوا متفرجين ولو ليوم واحد، على مشهد النفايات المتكدّسة في شوارعهم وهم بالتأكيد سينقلون هذه النفايات الى خارج المناطق السكنيّة، قد يكون الى الشاطىء وقد يكون الى طريق المطار وما من شيء سيمنعهم في لحظة الغضب من تفريغ الشاحنات المحملة بالنفايات وسط أوتوستراد المطار، عندها فليتحمّل كل مسؤول مسؤوليّة ما يمكن أن يحصل. رسالة الحزب الى الحريري، تضمنت أيضاً تفسيراً لهذا التهديد وفيه أن الحزب وحركة أمل قبلا مرغمين بموقع الكوستابرافا الذي يقع على مدخل الضاحية من ناحية الجنوب، لحلّ الأزمة التي كانت قائمة في عهد الحكومة الماضية، وعملا على إقناع وزير المهجّرين طلال أرسلان بالمطمر على إعتبار أن صفحة النفايات طويت موقتاً الى حين البدء بتنفيذ الخطة المستدامة، كل ذلك كي لا تكون النتيجة بعودة أكوام القُمامة الى الشوارع، لذلك فليقم كل مسؤول بما يجب، أكان عبر تقديم التوضيحات اللازمة للقضاء كي يعيد فتح المطمر، أو عبر مراقبة تنفيذ المتعهد للمطمر، وإلا لكل حادث حديث.

أيام قليلة كي تتبين حقيقة ما يحصل في الكواليس. هل يتراجع القاضي عن قرار الاقفال؟ سؤال لا ينفك كثيرون عن طرحه وجوابه بعد 72 ساعة فقط.