ستة وعشرون عاما على رحيل "البيك الشعبوي" ولا يزال الرقم الاصعب في البقاع من شرقه لغربه وليس فقط الزحلي. ​جوزف سكاف​ لم يكن زعيما" تقليديا" فقربه من الناس وتدخله في ادق تفاصيل حياتهم جعلت منه الاب والاخ والسند. ولعل هذا هو السر الذي يقف دوما عائقا في وجه اي محاولة لاقصاء تلك الزعامة العابرة للطوائف والاحزاب. حتى ان التمسك بالحفاظ عليها بات وصية تتناقلها الاجيال، فلا يفوت الزحليون اي مناسبة لكي يستعرضوا حبهم ووفاءهم لتلك الشخصية في وجودها أو في غيابها حتى في أوج محاولات اقصائها سياسيا.

منذ العام 1992 وزعامة بيت سكاف تتعرض لمحاولات الاقصاء. ففي الانتخابات الاولى بعد رحيله مورست شتى انواع الضغوط بمحاولة لمنع نجله الياس من الترشح للنيابة ولكنه فاز بالمقعد النيابي رغم انه لم يكن منخرطا في السياسة حينها. فاز بوفاء الزحليين رغم ان الكثيرين منهم كانوا لا يعرفون حتى شكله الخارجي، وظلت تلك المحاولات متتالية طيلة فترة توليه الزعامة وحتى رحيله.

في اول استحقاق بعد رحيل الياس بيك أعادوا الكرة، حاولوا ضرب زعامة البيت الزحلي العريق في "الانتخابات البلدية" خصوصا مع بروز بعض المتربصين الطامحين لوراثة تلك الزعامة، والساعين لاغلاق ذلك البيت السياسي العريق، فما كان من الزحليين الا ان وقفوا متكاتفين بوجه التكتلات الحزبية دفاعا عن كتلتهم الشعبية.

اما اليوم ونحن على عتبة الاستحقاق النيابي، ها هم الزحليون يقولون للطامحين: الطموح مشروع شرط ان يكون لمصلحة زحلة. اما للطامعين فالرسالة أقسى: ان كنتم تريدون نزع الزعامة من بيت سكاف، فليس عليكم سوى نزع الوفاء من قلوب اهالي زحلة!